تعتقد نحو 80٪ في المتوسِّط من الشركات أنَّ حالات استخدام الميتافيرس الصناعي (Industrial Metaverse) سيكون لها أثرٌ تحويليٌّ على كيفية إدارة الأعمال، وفقاً لورقة بحثية أعدَّتها شركة "نوكيا" (Nokia) العملاقة للتكنولوجيا وشركة الخدمات المهنية "إرنست آند يونغ" (Ernst and Young).
كما أشار التقرير إلى أنَّ الميتافيرس الصناعي، مزيجٌ من العالم الرقمي والمادي لتسريع الكفاءة التشغيلية عبر الهندسة والتصنيع والخدمة الميدانية، يُنشِئُ قيمةً كبيرة في عالم الأعمال.
شملت الدراسة 860 من ممثلي الشركات في قطاعات السيارات والسلع الصناعية والتصنيع والنقل وسلسلة التوريد والخدمات اللوجستية في الولايات المتحدة والمملكة المتحدة والبرازيل وألمانيا واليابان وكوريا الجنوبية، حيث يوافق نحو 96٪ من المجيبين على أنَّ الميتافيرس يجلب قدرات مبتكرة إضافية من شأنها تسريعُ نشرِ مشروعات الثورة الصناعية الرابعة واعتمادِها وتحقيقِ الدخل منها.
ومن جهته أفاد تيري كلاين، رئيس (Bell Labs Solutions Research) التابعة لشركة "نوكيا" (Nokia)، بأنَّه "لأمرٌ رائع أن نرى الشركات تؤمن بوضوح بقدرة الميتافيرس على تكوين قيمة للأعمال في الحالات المؤسساتية والاستخدامات الصناعية،" مضيفاً أنَّ "أولئك الذين نفَّذوا مُسبقاً شبكاتِ الاتصالات ذات المهام الضرورية للثورة الصناعية الرابعة يعدُّون الآن في وضعٍ جيِّد لتجرِبة فوائد الميتافيرس التي تشهدها بعضُ الشركات الآن بوضوح."
يشير مصطلحُ "الصناعة 4.0" (Industry 4.0) إلى الثورة الصناعية الرابعة التي تتيح إمكانات التحوُّلِ الرقميِّ للعديد من الصناعات لاتخاذ القرارات في الوقت الحقيقي وتعزيز الإنتاجية والمرونة وسلاسة العمل.
يعدُّ البحثُ والتطوير الافتراضي ووضعُ النماذج الأولية والاختبار من أكثر الأدوات قدرةً على تقديم قيمة تحويلية، إلى جانب العديد من حالات استخدام الميتافيرس في صناعة السيارات، إذ يختار 49٪ من المجيبين هذا التطبيق. في الوقت نفسه، يعتقد 44٪ من المجيبين من قطاع السلع الصناعية والتصنيع أنَّ الصيانة التنبؤية المرئية يمكن أن تثير اضطراباً ثورياً في القطاع.
أمَّا في صناعات النقل وسلسلة التوريد واللوجستيات، فكانت أبحاثُ تجرِبة المستخدم المعززة بالواقع المُمتَدّ (Extended Reality) حالةَ الاستخدامِ التي من المتوقَّع أن تضيف أكبرَ قيمةٍ إلى القطاع.
ومن جهته أفاد فنسنت دوين، المدير التنفيذي لاستشارات الأعمال وتحويل الأعمال في (Ernst and Young)، بأنَّ "هذه الدراسة تُظهر الرغبةَ الواضحةَ باستخدام تقنياتٍ مثلَ الواقع الممتدّ والتوائم الرقمية (Digital Twins) لتحقيق أهداف العمل. إنَّنا نرى بالفعل العديدَ من المنظمات تتجاوز مراحلَ التخطيط وتدرك الفوائد الملموسة من تطبيقاتها الأولية."
ومن حيث التوزُّع الجغرافي، تقود الولايات المتحدة (65٪) والمملكة المتحدة (64٪) والبرازيل (63٪) الطريقَ حين يتعلَّق الأمر بنشر أو تجرِبة حالةٍ واحدة في الأقل لاستخدامات الميتافيرس الصناعية أو المؤسسية، وفقاً لما جاء في البحث. فيما بلغ المتوسط في ألمانيا 53٪، في حين كانت منطقة آسيا والمحيط الهادي أقل تقدماً، حيث تعادلت النسبة في اليابان وكوريا الجنوبية عند 49٪.
مقالات ذات صلة: دبي تستعين بتكنولوجيا الميتافيرس لتدريب مسؤولي الجمارك على مهارات القيادة
وجدت الدراسةُ أيضاً أنَّه عند نشر حالات استخدام الميتافيرس، تقدِّرُ الشركاتُ الحاجةَ إلى بنية تحتية كافية وقدرات تحليلية قوية. فيما أَولى المشاركونَ أهميةً قصوى للعوامل التمكينية التقنية الرئيسة التي تعدُّ أساسيَّةً لتلبية متطلَّبات حالات الاستخدام المذكورة، بما فيها الحوسبة السحابية (72٪) والذكاء الاصطناعي والتعلَّم الآلي (70٪) واتصال الشبكة (68-70٪).
كما أشار التقرير إلى أنَّ الحاجة إلى الخبرة التقنية الداخلية في هذه المرحلة حثَّت الشركات على الاعتماد على الشركاء لسدِّ الثغرات في القدرات ونشر حالات الاستخدام.
بينما ما يزال الميتافيرس في مراحله الأولى من التطوير، فإنَّه يستعد للمساهمة بنحو 3.6 تريليون دولار سنوياً في الناتج المحلي الإجمالي العالمي الإضافي بحلول عام 2035. وفي منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا وحدها، من المتوقَّع أن تؤثر التكنولوجيا الناشئة على المملكة العربية السعودية ومصر أكثر من غيرها، بمساهمة قدرها 60 مليار دولار بحلول العامِ نفسِه.
Translated by Albayan Gherra
ترجمة البيان غره