أشارت دراسةٌ حديثة إلى أن تكنولوجيا الميتافيرس يمكن أن تؤثر على اقتصادات المملكة العربية السعودية ومصر أكثر من غيرها بين دول الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، بمساهمةٍ مجتمعةٍ قدرها 60 مليار دولار، بحلول عام 2035.

ووفقًا للتقرير الجديد الذي تم إعداده بالتعاون بين شركة ميتا (الشركة الأم للفيسبوك) وشركة الاستشارات ديلويت، من المتوقع أن يسهم الميتافيرس بشكلٍ كبيرٍ في النمو الاقتصادي للمملكة العربية السعودية ومصر. وتشير التقديرات إلى أنه بحلول منتصف العقد المقبل، قد يتراوح تأثير الميتافيرس على الناتج المحلي الإجمالي للسعودية بين 20.2 مليار دولار و38.1 مليار دولار. وفي الوقت نفسه، من المتوقع أن تتمكن للتكنولوجيا الناشئة من دعم الاقتصاد المصري بمبلغٍ يتراوح بين 22 مليار دولار و11.6 مليار دولار.


ومن المتوقع أن يكون للميتافيرس تأثير قوي أيضاً على دولٍ أخرى في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا. إذ أنه من الممكن أن يساهم الميتافيرس برفد اقتصاد الإمارات العربية المتحدة، ثاني أكبر اقتصاد في المنطقة، بمبلغٍ يتراوح ما بين 8.8 مليار دولار و16.7 مليار دولار. أما في المغرب، فمن المُتوقع أن تجلب التكنولوجيا الناشئة معها أراباحاً تتراوح قيمتها ما بين 2.6 مليار دولار و5 مليارات دولار. وبالنسبة للأردن، فإنه يستعد للاستفادة من التكنولوجية الجديدة بمبلغٍ يتراوح ما بين 900 مليون دولار و1.7 مليار دولار

كما أشار التقرير أيضاً إلى أن قطاعات محددة ستستفيد بشكلٍ أكبر من التبني المتزايد للميتافيرس، بما في ذلك قطاع السياحة وتجارة التجزئة والعقارات والألعاب.

وفي تعليقه على ذلك، صرح فارس العقاد، المدير الإقليمي لشركة ميتا في الشرق الأوسط وأفريقيا: "سيكون الميتافيرس بمثابة كوكبة من التقنيات والمنصات والمنتجات تقوم ببنائها مجموعة واسعة من الشركات، والتي يمكن أن تفتح الباب أمام عوالم جديدة من الفرص الإبداعية والاقتصادية في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا وحول العالم" وأضاف:

"في حين أن هذه التقنيات قد تكون افتراضية فإن تأثيرها الاقتصادي سيكون حقيقيًا. يعد تحقيق هذه الإمكانيات مسألة غاية في الأهمية، ولن تتم سوى بجهود تعاونية، وسيتطلب ذلك جهدًا وتعاونًا بين شركات التكنولوجيا وصانعي السياسات والمجتمع المدني وغيرهم"

مقالات ذات صلة: الميتافيرس يمكن أن يساهم بمبلغ 15 مليار دولار سنوي ا ا في اقتصادات دول مجلس التعاون الخليجي بحلول عام 2030

ولم يتبقى علينا الآن سوى أن ننتظر لرؤية تطور العالم الافتراضي بحلول عام 2025، فقد قامت العديد من الحكومات في المنطقة بالفعل بإطلاق مبادرات للاستفادة من التكنولوجيا.

ففي المملكة العربية السعودية، يُعد الاستفادة من إمكانات الميتافيرس جزءاً من تحولها الرقمي في إطار أجندة رؤية 2030. كما تخطط المملكة للاستفادة من التكنولوجيا لدعم ملف استضافة معرض إكسبو 2030.

وفي السياق نفسه، كشفت شركة ميتا في فبراير عن إطلاق أول أكاديمية للميتافيرس في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا في الرياض، والتي باشرت أعمالها في الأول من مايو. ويهدف المركز الجديد بشكلٍ رئيسي إلى بناء نظام بيئي للميتافيرس من خلال تدريب 1000 فرد على الاستفادة من هذه التقنيات الناشئة خلال الـ 18 شهراً الأولى. كما أطلقت الإمارات العربية المتحدة استراتيجية دبي للميتافيرس العام الماضي، والتي ستركز على استقطاب 1000 شركة متخصصة بتكنولوجيا البلوكتشين والميتافيرس إلى الإمارة، وخلق 40،000 وظيفة افتراضية بحلول عام 2030.

وكذلك الأمر، أنشأت العديد من الهيئات الحكومية الإماراتية وجوداً لها في الميتافيرس، بما في ذلك شرطة عجمان والسلطة التنظيمية للأصول الافتراضية في دبي ووزارة الاقتصاد.

وأشار التقرير أيضاً إلى أن الأشخاص والجهات التي تتبنى الميتافيرس بشكل مبكر، مثل السعودية والإمارات العربية المتحدة التي تستثمران بشكلٍ كبيرٍ في بناء البنية التحتية المطلوبة، ستحظى بميزة تنافسية في هذا المجال،على الرغم من أن الميتافيرس لا يزال في مراحله الأولى.