انتعش تمويل رأس المال الاستثماري في مجال العملات المشفرة للشهر الثاني على التوالي، متجاوزاً مليار دولار في التقييم، حيث وصل إلى مستويات شوهدت آخر مرة في أواخر عام 2022. هذا الانتعاش، وفقاً للمديرين التنفيذيين في الصناعة، مدفوعٌ بتفاؤل السوق المتجدد والبيئات التنظيمية المتقدِّمة.

ومن جهته، قال روبي يونغ، الرئيس التنفيذي لشركة تطوير الألعاب ورأس المال الاستثماري ’أنيموكا براندز‘ (Animoca Brands)، لكوينتيليغراف عربي إنَّ استثمارات الويب 3 تنطلق بسبب المشاعر الإيجابية حول صناديق المؤشرات المتداولة للبيتكوين، التي حصلت في نهاية المطاف على المواقفة في يناير في الولايات المتحدة.

كما أوضح يونغ أنَّه بعد الموافقة على صناديق المؤشرات المتداولة للبيتكوين، عدَّها السوقُ علامةً على أنَّنا "عدنا بالتأكيد"، وأضاف أنَّ هذه البيئة المواتية دفعت المستثمرين وروَّاد الأعمال إلى تحمُّل المزيد من المخاطر:

"كمستثمرين، لا نشعر براحة أكبر في القيام بالاستثمارات وتحمل المخاطر بسبب توافر رأس المال فحسب، بل يبدأ رواد الأعمال أيضاً في بناء خطط أعمال على أساس أنهم قادرون على جمع التمويل."

في الوقت نفسه، سلَّط فينيت بودكي، الرئيس التنفيذي والشريك الإداري في شركة الاستثمار في العملات المشفرة ’سايفر كابيتال‘ (Cypher Capital)، الضوءَ على التَّناقضات بين الفترة الصعودية الحالية وشتاء العملات المشفرة الأخير. إلى جانب ذلك، أشار إلى أنَّ شهية المستثمرين للمخاطر قد تغيَّرت بشكل كبير، مدعومةً بحركة السعر الإيجابية للبيتكوين والنمو المطرد لتبنِّي تقنيات البلوك تشين، حيث قال:

"السبب في مجيء الاستثمارات هو أنَّ [...] الأسواق أكثر ازدهاراً. ثمَّةَ سردياتٌ جديدة تظهر في مجال العملات المشفرة [...] ويجري اعتمادُ المزيد من حالات الاستخدام."

سرديات الاستثمار الساخنة

تكشف الطفرة في تمويل رأس المال الاستثماري في مجال الويب 3 عن تحوُّلٍ رئيسٍ في استراتيجيات الاستثمار، حيث سلَّط يونغ الضوءَ على تناقضٍ صارخ بين دورة الاستثمار الحالية والدورة السابقة.

قال يونغ: "أعتقد أن التركيز على الاستثمار في الوقت الحالي ينصبُّ بشكل حصري تقريباً على التوكنات كاستراتيجية بدلاً من الأسهم". كما يلاحظ أنَّه في حين جذبت الأسهم والتوكنات استثمارات كبيرة في عامي 2020 و2021، يبدو أنَّ سوق الأسهم متخلِّفةٌ في هذا الانتعاش الحالي.

يعتقد يونغ أنَّ التوكنات ضرورية للاستفادة الكاملة من قدرات الويب 3، حيث يؤكِّد أنَّه عبر عدم استخدامها للتوكنات، تفوِّتُ الشركاتُ جانباً حاسماً من هذه البيئة اللامركزية.

وأضاف أنَّه "إذا كان لديك توكنٌ أصلي، فإنَّه يسمح لك بمواءمة قيمة الأطراف المعنية بشكل أفضل في أيّ منتج تُنشئه لأنَّ الجميع يمكن أن يكون لهم حصة في الشبكة."

المزيد على كوينتيليغراف عربي: تمويل رأس المال الاستثماري للعملات المشفرة يكسر انكماشاً دام عامين في الربع الأول من عام 2024

في أثناء ترديده لمشاعر يونغ بشأن استخدام التوكنات، حدَّد بودكي موضوعات استثمارية أخرى تكتسب زخماً.

إذ قال: "أصبحت الطبقةُ الثانية لشبكة بيتكوين كبيرة"، مشيراً إلى الطلب المتزايد على الحلول التي توسِّع نطاق شبكة بيتكوين وتربط سيولتها عبر شبكات البلوك تشين المختلفة. فضلاً عن ذلك، سلَّط الضوءَ أيضاً على اتجاهٍ رئيسٍ آخر حيث تجلب المشاريع أصولاً في العالم الحقيقي، مثل العقارات أو السلع، لتعزيز السيولة والوصول إلى فرص الاستثمار.

يعتقد بودكي أيضاً أنَّ الألعاب والرموز غير القابلة للاستبدال (NFTs) ستظلُّ جهات فاعلة "حيوية" في دفع تبنِّي المستخدم.

انتعاش الاستثمارات في الشرق الأوسط

يمتدُّ الارتفاع العالميُّ في تمويل رأس المال الاستثماري في مجال الويب 3 إلى ما أبعد من المراكز المالية الراسخة. ويبرز الشرق الأوسط كنقطة ساخنة للاستثمارات، مع مناخه المواتي لعقد الصفقات. فوفقاً لتقرير الصفقات الذي صدرَ أخيراً عن شركة ’برايس ووترهاوس كوبرز‘ (PwC)، فإنَّ الاهتمام المتزايد على أرض الواقع وزيادة الشهية سيدفعان نشاط الصفقات إلى عصر جديد من النمو والفرص عبر مجالات الاستثمار المتنوعة في المنطقة.

ومن ناحية أخرى، قال بودكي: "لطالما كان الشرق الأوسط مكاناً توجد فيه الكثير من الأموال"، معترفاً بأنَّ المنطقة توفر فرصاً هائلة للسيولة في العملات المشفرة وفئات الأصول الأخرى.

ولكن سلَّط بودكي الضوء على أهمية فهم البيئات الاستثمارية المحدَّدة داخل المنطقة:

"ثمَّةَ رأسُ مالٍ محدَّد هنا، لكن كلُّ بلدٍ يتبع موضوعَه الخاص. كما تعلمون، المملكة العربية السعودية تتحدَّث عن الألعاب، على سبيل المثال، في حين أنَّ قطر تتحدث عن التكنولوجيا، والإمارات العربية المتحدة تتحدث عن الويب 3 عموماً."

في الوقت نفسه، تحدَّث يونغ على وجه التحديد عن أنَّ الإمارات العربية المتحدة أصبحت نقطةً ساخنة للويب 3، وهو ما عزاه إلى نهجِ الترحيب في البلاد تجاهَ الابتكار والوضوح التنظيمي:

"دولةُ الإمارات العربية المتحدة هي بالتأكيد مركز الويب 3، عموماً، وهذا يأتي من نهج استباقي للغاية، مع تبنِّي الحكومة لمجتمع الويب 3."

كما أوضح يونغ أنَّ "أحدَ الأشياء التي أعاقت صناعة الويب 3 على مدى السنوات القليلة الماضية هو تردُّدُ الشركات دائماً في الاستثمار عندما تشعر بوجود عدم يقين تنظيمي. وهكذا [...] بصرف النَّظر عمَّا تتحوَّل إليه هذه القواعد، فإنَّ الوضوح يجعل الحياةَ أسهل."

المزيد على كوينتيليغراف عربي: دبي تفعل للعملات المشفرة ما فعله وادي السيليكون للتكنولوجيا: الرئيس التنفيذي لشركة للشؤون الحكومية

Translated by Albayan Gherra
ترجمة البيان غره