تتزايد مشاركة المزيد من المؤسسات، بما في ذلك تلك الموجودة في الإمارات العربية المتحدة، في مجال العملات المشفرة، مدفوعة بالرغبة في تنويع محفظتها، وفي الغالب باللوائح الأكثر وضوحاً.

في حديثه إلى كوينتيليغراف عربي، سلَّط بشير كازور، المدير الإداري لمزود البنية التحتية للأصول الرقمية المؤسسية ’توروس‘ (Taurus)، الضوء على أنَّ البلاد "كانت مرحبة جداً بمساحة الأصول الرقمية"، وهو شعور يعتقد أنه ينعكس في مختلف الهيئات التنظيمية في البلاد، حيث قال:

"لقد جرى وضع اللوائح [في الإمارات العربية المتحدة] قبل البلدان الأخرى، ما يسمح للمؤسسات المختلفة بالثقة في وجود لوائح [واضحة]، وبالتالي، سبباً لأن تريد أن تكون جزءاً من هذا النظام البيئي."

كما أضاف كازور أنَّ التنظيم يسمح كذلك بحماية المشاركين في السوق، بما في ذلك المؤسسات والمستهلكين العاديين.

إلى جانب ذلك، أشار إلى أنَّه "الآن، أكثر فأكثر، نشهد اعتماد [العملات المشفرة المؤسسية] في الإمارات العربية المتحدة"، كاشفاً أنَّ المزيد من البنوك مهتمة الآن بفهم سلامة وأمن الأصول الرقمية، والتوسع في خدمات حفظ العملات المشفرة وترميز الأصول في العالم الحقيقي (RWA)، مثل السندات والودائع المشفرة.

وجدت أحدثُ البيانات الصادرة عن شركة ’تشيناليسيس‘ (Chainalysis) لتحليلات البلوك تشين أنَّ 67٪ من إجمالي المعاملات في الإمارات العربية المتحدة بين يوليو 2022 ويونيو 2023 — بقيمة تزيد عن مليون دولار — نُسبت إلى مستثمرين مؤسسيين.

المزيد على كوينتيليغراف عربي: ترميز الأصول في العالم الحقيقي: دور اللاعبين الكبار ليس سلبياً، يقول المديرون التنفيذيون

كما لاحظ كريستيان بوريل، كبير المسؤولين التنفيذيين في ’بنك أمينا‘ (Amina Bank)، وهو بنك سويسري للعملات المشفرة يعمل في أبو ظبي، هذا الارتفاع في المشاركة المؤسسية، مؤكداً "أنَّه ثمَّةَ أموالٌ مؤسسية مشارِكة". ومع ذلك، أشار إلى أنَّ التبني المؤسَّسي "نوع من السلبية في مجالات معينة"، حيث قال:

"العملات المشفرة هي سوق شديدة التقلب [ولكن] هذا جزء من اللعبة، فهذا ما يجعل العملات المشفرة مثيرة للغاية. الأمر كلُّه يعتمد على الثقة."

أكَّد المسؤول التنفيذي أنَّ المستثمرين المؤسَّسيين يمكنهم إدارة المخاطر عبر العمل مع البنوك الموثوقة التي تفهم العملات المشفرة. وفقاً له، تعتمد المؤسَّسات بشكل كبير على سمعة الشركاء وسجلهم الحافل، وتضيف اللوائحُ في الولايات القضائية الراسخة، مثل سويسرا والإمارات العربية المتحدة، طبقةً من الشرعية. كما أضاف أنَّ:

"اللوائح الأكثر وضوحاً، تساعد [...] على منح [...] العملاء الراحة، وهذا ما يبحثون عنه، السلامة."

بالرغم من المخاوف المحيطة بالعملات المشفرة، أشار كل من كازور وبوريل إلى الأنشطة التي تنطوي على صناديق المؤشرات المتداولة للبيتكوين، والتي تعطي مصداقية للمؤسَّسات والمشاركين في السوق للوصول إلى فئة الأصول.

وفقاً لكزور، فإنَّ هذا التبني، لا سيما في الإمارات العربية المتحدة، "لم يكن ليحدثَ لو لم يكن التنظيم ودوداً بما فيه الكفاية."

في الوقت نفسه، بالرغم من أنَّ بوريل يرى أنَّ صناعة العملات المشفرة تسير على الطريق الصحيح، فإنه قالَ إنَّ التعليم لا يزالُ ذا أهمية قصوى.

المزيد على كوينتيليغراف عربي: شركة ’تنغستن‘ تحصل على ترخيص في أبو ظبي للحفظ المؤسسي للعملات المشفرة

Translated by Albayan Gherra
ترجمة البيان غره