استأنف الادعاء العام الأمريكي الأحكام الصادرة بحق مؤسسي خدمة تعدين العملات المشفرة HashFlare، والمتهمَين بتشغيل مخطط بونزي بلغت قيمته 577 مليون دولار، بعد أن حُكم عليهما بالاكتفاء بالمدة التي قضياها في الحجز.

وقال ممثلو الادعاء أمام محكمة فيدرالية في سياتل يوم الثلاثاء إن الحكومة تستأنف الأحكام الصادرة هذا الشهر بحق سيرغي بوتابينكو وإيفان تورويغين أمام محكمة الاستئناف للدائرة التاسعة. 

وكان المتهمان قد احتُجزا لمدة 16 شهرًا في إستونيا بعد اعتقالهما في أكتوبر 2022، قبل أن يتم تسليمهما إلى الولايات المتحدة في مايو 2024، حيث اعترفا بالذنب في تهمة التآمر لارتكاب احتيال عبر الأسلاك.

الادعاء كان قد طالب بعقوبة السجن عشر سنوات، معتبرًا أن مخطط HashFlare ألحق أضرارًا جسيمة بالضحايا وكان أكبر قضية احتيال تنظرها المحكمة. لكن المتهمين دفعا بضرورة الاكتفاء بالمدة

وفي 12 أغسطس، أصدر القاضي الفيدرالي روبرت لاسنيك حكمًا بالاكتفاء بالمدة مع فرض غرامة قدرها 25 ألف دولار، وأمر المتهمين بأداء 360 ساعة من الخدمة المجتمعية تحت الإشراف، يُتوقع تنفيذها في إستونيا.

استأنف المدّعون العامّون الحكم الصادر بحق مؤسسي HashFlare. المصدر: PACER

مؤسسو HashFlare: الضحايا حصلوا على تعويضات

بحسب الادعاء، بلغت مبيعات HashFlare بين عامي 2015 و2019 أكثر من 577 مليون دولار، حيث قدّم المؤسسان لوحات تحكم مزيفة كانت تُظهر قدرة تعدين وهمية وأرباحًا خيالية للمستثمرين.

 وتمت مكافأة الأعضاء القدامى من أموال العملاء الجدد، فيما وصفته الحكومة بـ "مخطط بونزي الكلاسيكي".

غير أن محامي بوتابينكو وتورويغين جادلوا بأن العملاء، رغم المبالغة في تقارير التعدين، حصلوا في نهاية المطاف على عملات مشفرة تفوق قيمتها استثماراتهم الأصلية بفضل ارتفاع أسعار السوق بعد إغلاق المشروع. 

كما أشاروا إلى أن الضحايا سيُعوّضون بالكامل من خلال أصول تفوق قيمتها 400 مليون دولار صودرت ضمن صفقة الإقرار بالذنب في فبراير. لكن الادعاء أكد أن البيانات المقدمة ملفقة وغير دقيقة.

مخاوف من غياب العقوبات الرادعة

حذّر محققو بلوكتشين زاك إكس بي تي وتايلور مونهان في يونيو من أن تراجع قضايا الاحتيال التي يتابعها المنظمون الأمريكيون، وغياب العقوبات الرادعة بحق المحتالين، يسهم في تصاعد الجرائم المرتبطة بالكريبتو. 

وأكد خبراء تحدثوا إلى Cointelegraph الشهر الماضي أن السلطات انتقلت من الإفراط في العقوبات سابقًا إلى التراخي حاليًا، ما ترك فراغًا في المساءلة.

يُذكر أن خسائر جرائم الكريبتو سجّلت رقمًا قياسيًا جديدًا في النصف الأول من 2025، متجاوزةً الرقم القياسي السابق المسجل عام 2022، وقاربت إجمالي خسائر عام 2024 بأكمله.

قضايا بونزي أخرى انتهت بالسجن

في يوليو الماضي، حُكم على لاعب الرجبي السابق شين دونوفان مور بالسجن عامين ونصف بعد إدانته بالاحتيال على أكثر من 40 مستثمرًا في مخطط تعدين بونزي بقيمة 900 ألف دولار

كما أُدين دواين غولدن في يونيو بالاحتيال وغسيل الأموال، وحُكم عليه بالسجن ثماني سنوات لدوره في مخطط بونزي بقيمة 40 مليون دولار عبر شركات الأصول الرقمية EmpowerCoin وECoinPlus وJet-Coin.