شهدت صناعة العملات الرقمية هذا الأسبوع جملة من التطورات البارزة التي أعادت تسليط الضوء على هشاشة بعض مشاريع التوكن، وتزايد القلق بشأن مصداقية السوق. من انهيار عملة Libra في ما وُصف بأنه أكبر عملية "سحب البساط" لعام 2025، إلى تحذيرات من تلاعب محتمل في سعر بيتكوين، وصولًا إلى انتقادات فيتاليك بوتيرين للمسار الأخلاقي الذي تنزلق نحوه بعض مجتمعات البلوكتشين.
عملة تنهار ورئيس يواجه المساءلة
أثار الرئيس الأرجنتيني خافيير ميلي موجة جدل بعد ترويجه لعملة Libra المبنية على شبكة Solana، والتي سرعان ما انهارت بنسبة 94% خلال 11 ساعة فقط، بعدما بلغت قيمتها السوقية ذروتها عند 4.56 مليار دولار يوم 14 فبراير. وبحسب بيانات Dexscreener، فإن الانهيار بدأ بعد إدراج التوكن في البورصات اللامركزية، ما دفع المحللين لتوصيفه كعملية احتيال داخلية ضخمة. وأمام ضغط المعارضة، أصدر ميلي بيانًا أشار فيه إلى أنه لم يكن على علم بتفاصيل المشروع، ولا تربطه علاقة بالجهة المطورة.
في سياق منفصل، حذّر سامسون مو، الرئيس التنفيذي لشركة Jan3، من أن تحركات بيتكوين الأخيرة "تبدو مصطنعة"، مضيفًا خلال جلسة نقاشية في مؤتمر Consensus Hong Kong أن السعر يتحرك ضمن نطاق ضيق "بطريقة غير طبيعية"، رغم تدفقات مؤسسية ضخمة. وقال مو إن هذه الأنماط قد تعكس نوعًا من قمع الأسعار، إلا أن محللين آخرين لا يزالون متفائلين، مع توقّعات بوصول السعر إلى ما يتجاوز 160,000 دولار خلال 2025.
"بيتكوين: الأساس لنظام مالي جديد." المصدر: Cointelegraph
من جانبه، أعرب فيتاليك بوتيرين، الشريك المؤسس لشبكة Ethereum، عن خيبة أمله من التوجه المتزايد نحو دعم تطبيقات المقامرة على البلوكتشين، منتقدًا الأصوات التي تهاجم Ethereum لرفضها الانخراط في هذا النوع من التطبيقات. وأوضح في جلسة AMA بتاريخ 20 فبراير أنه إذا كان هذا هو الاتجاه الأخلاقي الجديد في الصناعة، فقد يفقد اهتمامه بالمجال كليًا.
وعلى صعيد التهديدات الأمنية، كشف تقرير من شركة Cyvers أن عمليات الاحتيال المعروفة باسم "تسمين الخنازير" — وهي هجمات تصيّد تستمر لأشهر وتستهدف الضحايا نفسيًا وماليًا — تسببت في خسائر تجاوزت 5.5 مليار دولار في عام 2024 وحده، شملت أكثر من 200 ألف حالة مسجلة. اللافت أن الضحايا شملوا حتى أكبر منصات التداول والبنوك الصديقة للعملات الرقمية.
وبينما يتأرجح السوق بين التفاؤل والقلق، أشار محللون إلى أن 24% من أكبر 200 عملة رقمية وصلت إلى أدنى مستوياتها خلال عام، وهو ما قد يُنذر بحالة "استسلام السوق" (capitulation)، التي غالبًا ما تسبق بداية موجة صعود جديدة في سوق العملات البديلة.