في الرابع والعشرين من يناير هذا العام، نشرت المجلة العلمية المرموقة "Chem" التابعة لمنصة "Cell" دراسةً حديثة تسلّط الضوء على الاستخدامات المُبتكرة لتكنولوجيا البلوك تشين في مجال الكيمياء الحيوية.
تمحورت الدراسة بشكلٍ أساسي حول تجربةٍ فريدةٍ من نوعها، تم من خلالها توليد أكبر شبكة معروفة للتفاعلات الكيميائية ما قبل الحيوية بمساعدة تكنولوجيا البلوك تشين، مما قد يُمثّل تقدماً كبيراً في التبنّي العام لهذه التكنولوجيا الناشئة، ويساعد على فهم التفاعلات الكيميائية التي يُعتقد أنها أدت إلى نشأة الحياة على الأرض.
أثناء إجراء الدراسة، استخدم الباحثون منصة البلوكتشين مفتوحة المصدر "غوليم" (Golem) لتنفيذ الحسابات المُعقّدة التي تحتاجها العملية. وتمكّنت المنصة من تنسيق العمل عبر مئات الأجهزة حول العالم، حيث قدّمت كل وحدة حوسبة قوتها الحاسوبية مقابل الحصول على توكنات "غوليم". وتتضمن الشبكة التي تم إنشاؤها أكثر من 4.9 مليار تفاعل كيميائي مُحتمل وأكثر من 3.7 مليار جزيء.
توضّح الصورة أعلاه المُخطّطات التي بُنيت عليها منصة "Golem" بهدف تحقيق حوسبة مُوزّعة واسعة النطاق . المصدر: منصة Cell
كان التركيز الرئيسي لهذه التجربة هو تتبّع المسارات التركيبية للجزيئات البيولوجية ضمن هذه الشبكة الضخمة، بالإضافة إلى تحديد أدوار التفاعلات الكيميائية التي قد تكون لعبت دوراً في التمثيل الغذائي البدائي غير الإنزيمي. كما أظهرت الدراسة إمكانية توظيف تكنولوجيا البلوكتشين في الأبحاث العلمية كبيرة النطاق، مما يمثّل قفزة نوعية للمجموعات التي لا تملك إمكانية الوصول إلى موارد الحوسبة الفائقة.
Golem Network’s collaboration with Allchemy has been published in the prestigious scientific journal @Chem_CP from @CellPressNews ! 🧪🔍 Our decentralized computing platform powered Allchemy’s project to simulate the origins of life on Earth with approximately 20,000 CPU cores!… pic.twitter.com/VKALKQ5yoc
— Golem Network (@golemproject) January 25, 2024
وإضافةً إلى ما سبق، يتوافق هذا الإنجاز مع رؤية الاتحاد الدولي للكيمياء البحتة والتطبيقية (IUPAC) حول أهمية تكنولوجيا البلوكتشين في تأثيرها المستقبلي على الكيمياء، كما يُعد هذا العمل دليلاً على أهمية الاستخدامات المبتكرة والمفيدة لتكنولوجيا البلوك تشين خارج المجالات المالية والأمنية.
المزيد على كوينتيليغراف عربي: كيف يمكن للبلوك تشين والذكاء الاصطناعي المساعدة في البحث في إطالة عمر الإنسان
ليست هذه هي المرة الأولى التي تساهم فيها التكنولوجيا الناشئة، مثل البلوكتشين والذكاء الاصطناعي، بتعزيز الوجود الإنساني ودفع عجلة العلم إلى الأمام.
ففي أواخر نوفمبر العام الماضي، أعلنت عملاقة التكنولوجيا الصحية، أسترازينيكا، عن إطلاق مشروعها الجديد "إيفينوفا" (Evinova)، كجزءٍ من استراتيجية الشركة الهادفة إلى تعزيز القطاع الصحي، من خلال دمج الحلول الرقمية المتقدمة وتقنيات الذكاء الاصطناعي بقطاع الرعاية الصحية.
وفي التاسع عشر من سبتمبر عام 2023، كشفت شركة الذكاء الاصطناعي "ديب مايند" (DeepMind) التابعة لجوجل، عن نموذج الذكاء الاصطناعي الجديد، AlphaMissense، القادر على تحديد الطفرات الجينية التي من المُحتمل أن تسبب الأمراض، وهي العملية التي حيرت علماء الوراثة بسبب العدد الهائل من الطفرات المحتملة والبيانات التجريبية المحدودة.
المزيد على كوينتيليغراف عربي: شخصيات الألعاب القائمة على الذكاء الاصطناعي قد تعيش إلى الأبد وتوجد في ألعاب متعددة: يات سيو