شارك، "كين تيمسيت" (Ken Timsit)، وهو المدير العام لشركة الويب 3.0 الناشئة "كرونوس لابس" (Cronos Labs)، نتائج ومعطيات ما يقارب الـ 200 طلب في مجال الذكاء الاصطناعي المرتبط بعالم الكريبتو، خلال "مؤتمر مجتمع البلوكتشين" (EthCC) المنعقد بتاريخ 17-20 يوليو من هذا العام.

وتطرق تيمسيت في جلسته إلى أهم الآثار المترتبة على الاستفادة من تطبيقات ومشاريع الذكاء الاصطناعي في قطاع الكريبتو، بالإضافة إلى أهم التحديات والعقبات التي تقف في طريق دمج الذكاء الاصطناعي في عالم الكريبتو. وقد قسّم تيمسيت أثار ومساهمات الذكاء الاصطناعي المُُحتملة إلى ثلاثة أقسام: إنتاجية عالم الكريبتو والهوية اللامركزية واقتصاد الذكاء الاصطناعي.

و من خلال حديثة، أشار تيمسيت إلى أنه يُمكن لمطوري شبكات البلوكتشين الاستفادة بشكلٍ كبير من الذكاء الاصطناعي في تحسين إنتاجية المشاريع وتجربة المستخدم.

وبالإضافة إلى ذلك، رأى تيمسيت أن دور شبكات البلوكتشين الرئيسي يتمثل في إعادة هيكلة النظام المالي التقليدي وتخليصه من الوُسطاء، مما يجعله أكثر كفاءةً وأقل تكلفةً بالنسبة للمستخدمين، وحالياً، تؤدي شبكات البلوكتشين دورها بشكلٍ جيد، إلا أنها قابلةً للتحسين باستخدام الذكاء الاصطناعي.

كما اقترح تيمسيت بعض الإضافات التي من الممكن أن تقودَ إلى تحسين إنتاجية فضاء الكريبتو، مثل استخدام الذكاء الاصطناعي في التسويق لمنتجات ومشاريع الكريبتو أو لكتابة الأكواد البرمجية واختبارها وتطويرها.

واستشهد تيم خلال حديثه بمنصة "بينانس" (Binance) التي تستخدم أداة ذكاء اصطناعي اُطلق عليها اسم "بيكاسو" (bicasso AI)، والتي تسمحُ بإنشاء صورٍ للمستخدمين على المنصة باستخدام الذكاء الاصطناعي. كما طورت منصة "كريبتو دوت كوم" (crypto.com) أداة ذكاء اصطناعي تتفاعلُ مع المستخدمين على المنصةِ وتتُجيبهم على أسئلتهم المتعلقةَ بعالمِ التشفير.

وإلى جانب اقتراحاته هذه، يرى تيمسيت أن الإشراف البشري على هذه المنتجات ضروري، حيث ما زالت أدوات الذكاء الاصطناعي غير قادرةٍ على إظهار الكفاءة المطلوبة في الأداء، وهناك تحدياتٍ كبيرة تواجهها هذه التكنواوجيا الناشئة، وقد عجزت حتى اللحظة على تقديم حلول دقيقة لها، مثل دمج روبوتات الذكاء الاصطناعي في العالم الواقعي، إضافةً إلى مشاكل أخرى مثل ميل أدوات الذكاء الاصطناعي إلى تقديم محتوى مزيف ومبالغ فيه.

مقالات ذات صلة: لماذا تسعى بنوك "وول ستريت" الكُبرى إلى تبني تكنولوجيا البلوكتشين؟

أما بالنسبة إلى مجموعة الإضافات الثانية التي يمكن أن تساهم فيها تقنيات الذكاء الاصطناعي في عالم الكريبتو، فهي الهوية اللامركزية بحسب قوله، ويتمثلُ ذلك بقدرة الذكاء الاصطناعي على التعاملَ مع عمليات "اعرف عميلك" (KYC)، والساهمة بشكلٍ كبيرٍ في تحسين مستوى عمليات التحقق من الهوية، بالإضافة إلى تحديد هوية المستثمرين واستخدام إثباتِ الأصل (Proof of Provenance).

ويتمثلُ التحدي هنا في قدرة بعض أدوات الذكاء الاصطناعي على التعامل وكأنها بشر، إلا أن تقنية البلوكتشين قادرة على التعامل مع هذه الحالات إذا ما تم تطويرها بشكلٍ كافِ، بحسب ما أشار إليه تيمسيت.

وعلق تيمسيت في هذا الشأن قائلاً: "تواجه تقنية البلوكتشين مشكلات تسجيل الأصل على الشبكة، حيث يميلُ كثيرٌ من المستخدمين إلى عدم توثيق المعلومات على الشبكة، وهذا يخلقُ مشكلةً في الوصول إلى أصل المحتوى."

وأضاف تيمسيت أنه إذا ما تم التعامل بشكلٍ صحيح مع إضافات الذكاء الاصطناعي لتكنولوجيا البلوكتشين، فمن المتوقع أن يكون هناك طلبٌ كبيرٌ عليها لتحقيق الهويةِ اللامركزية.

أما بالنسبة للجانب الثالثِ والأخير، فإن اقتصاد الذكاء الاصطناعي لن يقومُ بدون تقنية البلوكتشين، حيث يرى تيمسيت أنه من شأن الذكاء الاصطناعي المدعوم بتقنية البلوكتشين أن يضع تطبيقات الكريبتو تحت سًلطة الأيدي الصحيحة، ويمنع التطور العشوائي لها.