أفادت تقارير أن إدارة شرطة نيويورك (NYPD) وضعت اثنين من ضباطها في مهام معدلة، بعد اتهامهما بالتورط في قضية اختطاف وتعذيب مزعومة لمتداول عملات رقمية في منزل تاون هاوس بمدينة نيويورك، قبل أن يتمكن من الفرار.
وذكرت صحيفة نيويورك تايمز في 29 مايو، نقلاً عن مسؤولَين في المدينة، أن المحقق روبرتو كورديرو، وهو عضو في فريق الحراسة الأمنية لعمدة نيويورك إريك آدامز، قام بنقل الضحية المزعوم مايكل فالنتينو تيوفراستو كارتوران من المطار إلى المنزل الذي وقع فيه الحادث.
وأضافت الصحيفة أن كورديرو، إلى جانب المحقق ريموند جي. لو – الذي يعمل في قضايا المخدرات بمانهاتن – قدما خدمات أمنية في المنزل الكائن بحي سوهو، حيث ادعى كارتوران أنه تمكن من الفرار.
وقد تم تحويل كل من كورديرو ولو إلى مهام إدارية معدّلة بينما تُجرى تحقيقات داخلية في القضية.
وأفادت قناة ABC11 أن أحد المحققين كان يعمل خارج دوامه الرسمي حينما قام بنقل كارتوران إلى المنزل، فيما حصل الآخر على أجر من أحد المتهمين مقابل تقديم خدمات أمنية.
وفي بيان لها، قالت إدارة العمدة: "نشعر بقلق بالغ تجاه هذه الادعاءات، وبمجرد علمنا بها، تم تحويل الضابطين إلى مهام معدّلة."
تنص قوانين NYPD على أنه لا يُسمح للضباط بالعمل في شركات أمن خاصة دون الحصول على موافقة رسمية، وتقوم شعبة الشؤون الداخلية حالياً بالتحقيق في القضية.
وُجهت تهم لكل من جون ويلتز وويليام دوبلاسي باختطاف وتعذيب كارتوران، الذي قال إنه تمكن من الهروب من منزل مكون من خمسة طوابق في مانهاتن في 22 مايو اليوم الذي أُبلغ فيه بأنه سيكون "يوم وفاته"، وفق ادعائه.
ويُزعم أن الرجلين قاما باحتجاز كارتوران لمدة 17 يومًا في محاولة لإجباره على الكشف عن عبارة الدخول لمحفظته الرقمية. وقدّرت قناة NBC New York ثروة كارتوران بـحوالي 30 مليون دولار.
ويعرف البعض جون ويلتز بلقب "ملك الكريبتو" في ولاية كنتاكي، فيما يُعد دوبلاسي، وهو مواطن سويسري، أحد مؤسسي صندوق رأس المال الاستثماري Pangea Blockchain Fund المتخصص في العملات الرقمية.
وتفيد التحقيقات أن كارتوران تعرّض للتقييد بأسلاك كهربائية والصعق بالكهرباء، كما تم صعق قدميه أثناء غمرها بالماء، وتم تهديده بنشر ساقه باستخدام منشار كهربائي.
اتهام رسمي لويلتز وسجل حافل بالشكاوى ضد الضباط
في 29 مايو، وُجهت لائحة اتهام رسمية ضد ويلتز من هيئة محلفين كبرى، ورفض القاضي طلب الإفراج عنه بكفالة. وكان محاميه، واين غوسنيل، قد جادل دون جدوى بأن موكله يتمتع بسجل جنائي نظيف ويحمل شهادة في الفلسفة ولديه إنجازات مهنية.
ولا يزال دوبلاسي بانتظار لائحة الاتهام الخاصة به.
أما كورديرو، وهو ضابط مخضرم منذ 20 عامًا، فقد تم تسجيل أربع شكاوى مدنية ضده، بينها شكويان تتعلقان بإساءة استخدام السلطة، أدّت إحداهما إلى اتخاذ إجراء تأديبي في يناير 2009، وفقًا لقاعدة بيانات مجلس مراجعة شكاوى المواطنين (CCRB).
كما اتُّهم باستخدام القوة المفرطة في حادثة وقعت في نوفمبر 2014، لكن التحقيق تعثّر بعد أن توقف الشاكي عن التعاون.
قائمة الشكاوى المقدمة ضد روبرتو كورديرو منذ عام 2009. المصدر: قاعدة بيانات CCRB لسجلات أعضاء شرطة نيويورك (NYPD’s Member of Service Histories)
أما المحقق ريموند لو، فقد سُجلت ضده تسع شكاوى، من بينها استخدام القوة المفرطة بطرق تؤثر على التنفس، واستخدام الخنق، وتقديم إفادة رسمية كاذبة.
ورغم أنه لم يتعرض لأي إجراء تأديبي حتى الآن، فإنه بانتظار قرار بشأن شكاوى تتعلق بالتنفس المقيد وتقديم إفادة زائفة في حادثة وقعت في نوفمبر 2023. وكانت آخر شكوى ضده قد سُجلت في يناير 2024.