خصّص صندوق الثروة السيادي في لوكسمبورغ 1% من محفظته الاستثمارية لصناديق البتكوين المتداولة في البورصة (ETFs)، في خطوة تُعد من أوائل التحركات من نوعها بين الكيانات الاستثمارية الحكومية في أوروبا.

وأشار بوب كيفر، المدير العام للخزانة والأمين العام لوزارة المالية في لوكسمبورغ، إلى هذا الاستثمار في منشور على لينكد إن يوم الأربعاء، موضحًا أن وزير المالية جيل روث أعلن القرار خلال عرضه لموازنة عام 2026 أمام مجلس النواب في البلاد.

Europe, European Union, Luxembourg
جيلس روث. المصدر: Wikimedia

“في ضوء النضج المتزايد لهذه الفئة الجديدة من الأصول، ولتأكيد ريادة لوكسمبورغ في مجال التمويل الرقمي، يأتي هذا الاستثمار تطبيقًا لسياسة الاستثمار الجديدة لصندوق FSIL التي أقرّتها الحكومة في يوليو 2025”، قال كيفر.

وبحسب التقارير، فقد استثمر صندوق لوكسمبورغ السيادي بين الأجيال (FSIL) نسبة 1% من أصوله في منتجات صناديق بتكوين المتداولة في البورصة.

ومع بلوغ أصول الصندوق المدارة نحو 764 مليون يورو (حوالي 888 مليون دولار) حتى 30 يونيو، فإن ذلك يعادل استثمارًا يقارب 9 ملايين دولار في صناديق بتكوين ETFs.

ولم يردّ الصندوق حتى الآن على طلب Cointelegraph للتعليق.

إطار استثماري جديد يعكس تطورًا استراتيجيًا

يُعدّ هذا التطور مفاجئًا نسبيًا بالنظر إلى الموقف الرسمي السابق للوكسمبورغ تجاه العملات المشفّرة، إذ أشار تقرير المخاطر لعام 2025 إلى أن شركات الكريبتو تُصنَّف ضمن فئة المخاطر العالية لغسل الأموال، رغم أن المؤسسات المحلية زادت من تبنيها للأصول الرقمية في الأشهر الماضية.

وأوضح كيفر أن الصندوق سيواصل الاستثمار في أسواق الأسهم والدَّين، لكنه أصبح الآن مخولًا بتخصيص ما يصل إلى 15% من أصوله للاستثمارات البديلة، مثل العملات المشفّرة والعقارات ورأس المال الخاص.
وأضاف:

“لتجنب المخاطر التشغيلية، تمّ التعرض لعملة بتكوين من خلال مجموعة مختارة من صناديق ETFs بدلًا من الشراء المباشر.”

تمّ الإعلان عن هذا الإطار الجديد في أواخر سبتمبر بعد مراجعة سياسة الاستثمار في منتصف يونيو. ووُصف التغيير بأنه “تطور كبير” يعكس نضوج الصندوق المتزايد وحاجته إلى مواءمة أولوياته الاقتصادية والاجتماعية والبيئية مع التوجهات الحديثة.

واعترف كيفر بأن بعض المراقبين قد يرون التخصيص بنسبة 1% متحفظًا للغاية، فيما قد يعتبره آخرون مجازفة مفرطة، لكنه دافع عن القرار قائلًا:

“نظرًا لطبيعة صندوق FSIL ومهمته، رأت إدارة الصندوق أن تخصيص 1% يمثل التوازن الأمثل، وفي الوقت نفسه يبعث رسالة واضحة حول الإمكانات طويلة الأمد لعملة بتكوين.”

حمّى الكريبتو تجتاح أوروبا

تأتي هذه الخطوة بعد أن زاد صندوق الثروة السيادي النرويجي وهو الأكبر في العالم تعرضه غير المباشر لعملة بتكوين بنسبة 192% خلال العام الماضي.

وفي أوروبا أيضًا، عزّز البنك المركزي التشيكي في يوليو حصته في شركة Coinbase الأمريكية، فيما قدّم أحد أعضاء البرلمان السويدي في أبريل اقتراحًا لإنشاء احتياطي بتكوين “محايد الميزانية” إلى وزير المالية.

وفي فبراير، صرّح محافظ البنك المركزي التشيكي بأن “البتكوين يجب دراستها لا الخوف منها”، بينما بدأت المؤسسة تدرس إمكانية إنشاء محفظة اختبارية لعملة بتكوين.