في تطورٍ جديدٍ في العِداء المُستمر بين عمالقة التكنولوجيا، انتقد إيلون ماسك، مالك منصة X (تويتر سابقاً)، شركة مارك زوكربيرج، ميتا، الشركة الأم لمنصتي فيسبوك وإنستغرام.
وقد اتهم "ماسك" في تغريدته منصة "فيسبوك" "بالتلاعب بالمُستخدمين في كل أنحاء العالم"، مُشيراً إلى دراسة بحثية أجرتها "سكاي نيوز أستراليا".
Facebook is manipulating the public almost everywhere on Earth.
— Elon Musk (@elonmusk) August 23, 2023
That is why they won’t open source their algorithm. https://t.co/iO0PUO1joF
تعمّقت الدراسة التي أجرتها "سكاي نيوز أستراليا" في استكشاف نظام التحقق من الحقائق الذي تستخدمه "ميتا"، والذي اتضح أنه يتسم بالتحيز وعدم الامتثال لمعايير الحياد والشفافية، وفقاً لما نصت عليه الدراسة، حيث أشارت "سكاي نيوز أستراليا" إلى أن ميتا قد سمحت لمعهد "ملبورن الملكي للتكنولوجيا" (RMIT) بقمع الصحافة الأسترالية، وهي خطوة تتعارض مع المبادئ التي وضعها زوكربيرج للحفاظ على حيادية نظام التحقق من الحقائق.
وعلاوةً على ذلك، نصت الدراسة أيضاً على وجود اتفاقيةٍ تجاريةٍ سرية بين ميتا و(RMIT)، تسمحُ لوحدة التحقق من الحقائق بتلقي ما يصل إلى 740 ألف دولار سنوياً من شركةٍ أيرلنديةٍ تابعةٍ لشركة "ميتا".
وبالرغم من تأكيد زوكربيرج على أن ميتا لا تسعى لأن تكون "الحكم" عندما يتعلق الأمر بالحقائق على الإنترنت، إلا أن الدراسة تُشير إلى خلاف ذلك، إذ تُواصل (RMIT) فرض الرقابة على الصحافة الأسترالية حتى الآن، بالرغم من انتهاء صلاحية شهادتها المُقدمة من قبل الشبكة الدولية لتقصي الحقائق (IFCN) في ديسمبر الماضي.
ومن الجدير بالذكر أن العقد التجاري بين (RMIT) و"ميتا" يحتوي على بنودٍ تسمح لـ"ميتا" بإنهاء الاتفاقية إذا ما فقدت (RMIT) شهادتها. ومع ذلك، لم تتخذ ميتا أي إجراء عقب انتهاء صلاحية الشهادة.
وبالإضافة إلى ما سبق، أشارت الدراسة إلى أن (RMIT) قد استخدمت صلاحياتها لتقييد الوصول إلى محتوى "سكاي نيوز أستراليا" على فيسبوك، الأمر الذي ينتهك مبادئ (IFCN).
كما سلطت الدراسة الضوء على مدقّقي الحقائق الذين توظفهم (RMIT)، والذين أظهر بعضهم تحيزاً واضحاً أثناء تقييمهم. فعلى سبيل المثال، وصف أحد مدققي الحقائق زعيم المعارضة في أستراليا "بيتر داتون" بأنه "عُنصري وينشر الهلع" بسبب آرائه المُخالفة.
حاول فريق اتصالات ميتا التقليل من شأن هذه النتائج، وحمّل (IFCN) مسؤولية شهادة التحقق من الحقائق.
في الماضي، واجهت عمليات التحقق من الحقائق التي يُجريها معهد ملبورن الملكي للتكنولوجيا، بقيادة الصحفي السابق في (ِABC)، راسل سكيلتون، انتقاداتٍ عديدةٍ بسبب تحيزاتها الواضحة. وقد تم تكليف "سكيلتون"، المعروف بنشر موقفه الحزبي على وسائل التواصل الاجتماعي، بالإشراف على محتوى الفيسبوك.
مقالات ذات صلة: مستخدمو WinRAR عُرضة لخطر الاختراق وفقاً لخبراء الأمن السيبراني
دعم "ماسك" هجومه على منصة ميتا بالإشارةِ إلى أن خوارزمية "ميتا" مُغلقة المصدر، ولا يُمكن التحقق منها. وهنا تكمُن نقطة الخلاف، إذ إن خوارزمية تويتر تتسم بالشفافية، ويُمكن للمُستخدمين التأكد من عدم العبث بها.
وبالإضافة إلى ذلك، فقد أدخل "ماسك" تغييراتٍ عديدةٍ على عمليات المنصة، بما في ذلك الإشراف على المحتوى وتطوير نموذج الأعمال. ووسط هذه التعديلات المُتتالية على المنصة، لفت انتباه المُستخدمين ميزة مُحددة، أُطلق عليها اسم "ملاحظات المجتمع"، والتي تُعد ترقيةً لميزة تويتر السابقة "بيرد واتش".
تثتيح هذه الميزة للمستخدمين إمكانية إضافةِ ملاحظاتهم على المنشوارات والحقائق، كإجراءْ مضاد للمعلومات المضللة.
ووفقاً لمنشور المُدونة الذي نشره "فيتاليك بوتيرين" مُطور العملة المشفرة "إيثريوم"، حول خاصية "ملاحظات المجتمع، فإن هذا الميزة لا تُنظم من قبل سلطة مركزية، ويُمكن لأي شخصٍ أن يضيف ملاحظاته على المنشوارات والمعلومات وأن يُصوت عليها، مما يؤثر بشكلٍ كبير على الخوارزمية ويحدد مدى انتشار هذه المنشورات.
What do I think about Community Notes?https://t.co/9A0PnanndM
— vitalik.eth (@VitalikButerin) August 16, 2023
ووفقاً لما كتبه "بوتيرين"، يكمُن تفرّد خوارزمية (X) في تحديدها لأولوية الملاحظات بناءً على التقييمات الإيجابية التي تتلقاها، فإذا اتفق الأفراد الذين لديهم وجهات نظرٍ مختلفةٍ على ملاحظة ما، سيتم تسجيلها على أنها ذات درجة عالية من الأهمية.
وعلاوةً على ذلك، فإن تعقيد الخوارزمية يثير الدهشة، إذ تُحاول فهم سلوك المستخدمين وتفضيلاتهم.
اختتم "بوتيرين" منشوره واصفاً "ملاحظات المجتمع" بأنها "إضافة رائعة وجديدة على وسائل التواصل الاجتماعي...وتضمن عدم التلاعب المركزي بالمُستخدمين".