منحت هيئة الطرق والمواصلات في دبي (RTA) ترخيصاً لشركة طلب سيارات الأجرة القائمة على البلوك تشين، التي تتطلَّع إلى تقديم خدمات شائعة، مثل أوبر وكريم، في دبي.
أعلنَ تطبيق ’درايف‘ (Drife) اللامركزي لخدمات نقل الركاب، عبر شريكه المحلي في الامتياز، (AASA Passenger Mobility Services LLC)، عن الحصول على رخصة تجارية من هيئة الطرق والمواصلات في 6 فبراير. إذ تفتخر المنصَّة بعدم فرض أيِّ عمولة، ما يسمح للشركاء السائقين "بكسب المزيد من الدخل ونقل المزايا إلى الركاب في شكل مدخَّرات". فبدلاً من ذلك، سيدفع الشركاءُ السائقون رسومَ اشتراكٍ لاستخدام التطبيق.
وفي مقابلة مع كوينتيليغراف عربي، أفادت الرئيسة التنفيذية لشركة (Drife)، فردوش شيخ، بأنَّ صناعة طلب سيارات الأجرة التقليدية تعاني من ارتفاع العمولات وسياسات التسعير والحجز غير الشفافة. كما سلَّطت الضوءَ على أنَّ العيب الأساس في القطاع يتمحور حول مسألة الرِقابة لكلٍّ من السائقين والمستخدمين، إذ قالت:
"عندما بدأتُ البحثَ بشكل أعمق، أدركتُ أنَّ المشكلة لا ترتبط بالعمولة، بل بوجود كيانٍ مركزيٍّ يتحكَّم في كلِّ شيء وأيِّ شيء في النظام البيئي."
كما أفادت شيخ بأنَّ سائقي أوبر وكريم يشكون من انخفاض دخلهم والشعور "بالتلاعب بهم واستغلالهم". إلى جانب ذلك، أشارت إلى أنَّ النموذج الحالي الدقيق لا يترك للمستخدمين أيَّ سيطرة على من يسافرون معه ويقودهم إلى دفع أسعار مُبالَغ فيها.
المزيد على كوينتيليغراف عربي: الإمارات العربية المتحدة تجري أول تحويل للدرهم الرقمي عبر منصة العملة الرقمية للبنك المركزي ’mBridge‘
في دبي، يقلُّ الدخل الواقعي بالنسبة للعديد من السائقين عن 150 ألف درهم إماراتي (40833 دولاراً) سنوياً بناءً على 40 ساعة عمل في الأسبوع، حيث يرجع ذلك جوهرياً إلى التكاليف التشغيلية المختلفة المرتبطة بتشغيل سيارة أوبر. علاوةً على ذلك، أفادت التقارير بأنَّ كلاً من أوبر وكريم تحصلان على عمولة من كلِّ رحلة بنحو 20٪، ما يقلل من الأرباح المحتمَلة للشركاء السائقين.
وفقاً لتقرير صدر عام 2019 عن موقع ’غلف نيوز‘ الإخباري المحلي، فرضَ النموذج الحالي أيضاً ضغوطاً على السائقين في الإمارات، والذين يعملون لساعات أطول بسبب العقود القائمة على العمولات.
يحاول نهج تطبيق درايف، كما أوضحت شيخ، منحَ الشركاء السائقين والمستخدمين درجةً أكبر من التحكُّم، مع التركيز على الشفافية والإنصاف والروابط المباشرة بين الشركاء السائقين والركاب عبر تقنية البلوك تشين.
كما قالت المسؤولة التنفيذية: "أولُ شيءٍ أردنا تحقيقَه تمثَّل في الشفافية والإنصاف لكلٍّ من الشركاء السائقين والركاب. فهذا هو المكان الذي قرَّرنا فيه أنَّنا بحاجة إلى إزالة التدخُّل البشري المتمثِّل في امتلاك القدرة على التلاعب بالأجرة في المقام الأول."
يعتمد نظام تطبيق (Drife) على الطبقة الأولى من شبكة (SUI)، ويستخدم العقودَ الذكية التي تعمل على أتمتة الحساب العادل للأجرة التي يتلقَّاها الشركاء السائقون. تستخدم المنصة أيضاً نموذَج التسعير القائم على المزاد، والذي يُنعش عمليةَ التفاوض التقليدية عبر السماح للركاب بالتأثير بشكل مباشر على تكاليف رحلاتهم. وفقاً لشيخ، توفِّر هذه الآلية للمستخدمينَ خيارَ تحفيز الشركاء السائقين، ما يُظهر ديناميكيات الطلب والعرض الحقيقية، في حين تمنح الركاب والشركاء السائقين المرونةَ لقبول الرحلات التي تتماشى مع تفضيلاتهم وجداولهم الزمنية.
سيعمل تطبيق درايف أوَّلاً مع مشغِّلي وسائقي الليموزين في دبي قبل الاتصال بهيئة الطرق والمواصلات للعقود الحكومية، والتي تعتقد شيخ أنَّها ستستغرق وقتاً.
في الوقت الحالي، يمكن للمستخدمين الدفعُ باستخدام العملات الورقية، لكنَّ المسؤولة التنفيذية أوضحت أنَّ المنصَّة ستقبل في النهاية العملات المشفَّرة، بما فيها عملة تيثر المستقرة (USDT) وتوكن درايف الخاص بالتطبيق (DRF).
وحين سؤالها عن كيفية مساعدة تكامل البلوك تشين لعملاقي الصناعة المنافسَين لتطبيق درايف، كريم وأوبر، أشارت شيخ إلى المكانة الفريدة التي تحتلها منصة درايف، قائلةً:
"لديهما احتكار في السوق... بالنظر إلى أنَّه ثمَّةَ كثيرٌ من الغضب بين مجتمع السائقين ونقصٌ في البدائل، يمنحنا ذلك ساحةً جديدةً للغاية للاستفادة منها."
كما أشارت إلى أنَّ تقديم نموذج شفَّاف وعادل يعرض إمكانات البلوك تشين في إعادة تعريف صناعة طلب سيارات الأجرة.
تأسَّست شركة (Drife) في عام 2018، حيث تتخذ من بنغالور مقراً لها، ولديها ما يزيد عن 10000 سائق و100000 راكب مسجلين في المنصة اعتباراً من عام 2022.
المزيد على كوينتيليغراف عربي: تكنولوجيا البلوكتشين تترك بصمتها في عالم الكيمياء وتضيف إنجاز جديد إلى قائمتها
Translated by Albayan Gherra
ترجمة البيان غره