أعلنت جمهورية الهند عن البدء رسمياً بتسوية معاملات التجارة الثنائية مع الإمارات العربية المتحدة بالعملة المحلية عوضاً عن الدولار، حيث أكدت الحكومة الهندية يوم الاثنين الماضي أن شركة تكرير النفط الهندية الرائدة في البلاد (IOC.NS)، قد دفعت بالروبية الهندية لشراء مليون برميل من النفط من الإمارات العربية المتحدة، في ما يبدو على أنه الخطوة الأولى تجاه نزع الدولرة.

ووفقاً للتقرير الذي نشرته وكالة الأنباء "رويترز"، فقد تلقت شركة بترول أبوظبي الوطنية (أدنوك) هذه الدفعة الأولى من نوعها. ويأتي هذا التطور في أعقاب صفقةٍ مماثلة، حيث باع مؤخراً أحد مصدّري الذهب الإماراتيين 25 كجم من الذهب إلى مشترٍ هنديّ مقابل 128.4 مليون روبية تقريبا (1.54 مليون دولار).

في وقت سابقٍ من يوليو، أبرمت الهند اتفاقيةً رسمية مع الإمارات العربية المتحدة، لإتمام التسويات التجارية بالروبية، عوضاً عن الدولار المُستخدم تقليدياً.

ومن المتوقع أن تقلل هذه الخطوة الاستراتيجية بشكل كبيرٍ من التكاليف الإضافية للمعاملات من خلال إلغاء الحاجة للتحويل إلى دولار.

وقد تم تعزيز الاتفاقية بشكلٍ أكبر خلال زيارةٍ قام بها رئيس الوزراء الهندي، ناريندرا مودي، إلى الإمارات العربية المتحدة، حيث اتفقت الدولتان على إنشاء بوابةٍ تتيح الدفع في الوقت الفعلي، بهدف تبسيط التحويلات المالية عبر الحدود.

كما أعلن وزير التجارة الهندي أن كلا البلدين قد اتفقا على تعزيز التجارة الثنائية غير البترولية لتصل إلى 100 مليار دولار بحلول عام 2030، بعد أن سجلت التجارة الثنائية لعام 2022/23 مبلغاً قدرهُ 84.5 مليار دولار.

مقالات ذات صلة: الهند تُعلن عن مبادرةِ تطوير متصفح الويب 3.0 التي تهدفُ إلى تعزيز السّيادة الرقمية في البلاد

اكتسب مفهوم "نزع الدولرة" زخماً في الآونةِ الأخير، حيث بدأت معظم الدول العملَ على إيجاد مخرجٍ من العقوبات الاقتصادية التي تفرضها الولايات المتحدة الأمريكية على البلدان التي لا تمشي وفق قوانينها. 

فمؤخراً، أعلنت دول البريكس، والتي تضم بشكلٍ أساسي البرازيل وروسيا والهند والصين وجنوب أفريقيا، عن عزمها استكشاف طرق إضعاف الهيمنة الأمريكية على الاقتصاد، سواء كان ذلك عن طريق إنشاء عملةٍ خاصة بتكتل "بريكس"، أو من خلال الدخول في اتفاقياتٍ تخدم جميع الأطراف.

وعلاوةً على ذلك، شهد تكتل "بريكس" مؤخراً، قفزةً في عدد الدول الراغبة بالانضمام إلى صفوفه، حيث اجتاز عدد الدول حاجز الـ 20، مما قد يشيرُ إلى اقتراب الدول المؤسسة من تحقيق أهدافها المتمثلة بمنافسة مجموعة السبع وقلب الموازين الاقتصادية والسياسية ونزع الدولرة.