جدّدت بنك Custodia، وهو بنك يركز على قطاع العملات المشفرة أسسته مناصِرة البيتكوين كايتلين لونغ، مساعيه للحصول على حساب رئيسي لدى الاحتياطي الفيدرالي الأميركي، من خلال تقديم التماس جديد إلى محكمة الاستئناف الأميركية للدائرة العاشرة.
وقدّمت الشركة المرخّصة في ولاية وايومنغ يوم الاثنين التماساً تطلب فيه من جميع القضاة النشطين في الدائرة العاشرة إعادة النظر في قرار صدر في أكتوبر الماضي، أيد رفض الاحتياطي الفيدرالي منح Custodia حساباً رئيسياً.
ومن خلال هذا الالتماس، المعروف رسمياً باسم “إعادة نظر أمام الهيئة الكاملة” (rehearing en banc)، جادل Custodia بأن هيئة القضاة أساءت تفسير قانون التحكم النقدي (Monetary Control Act)، الذي تؤكد أنه يمنح أي بنك مؤهّل حق الحصول على حساب رئيسي، وأن هذا التفسير يقوّض في الوقت ذاته صلاحيات الولايات في تنظيم القطاع المصرفي.
وجاء في الالتماس: “عندما يرفض الاحتياطي الفيدرالي منح حساب رئيسي لمؤسسة مالية مرخّصة على مستوى الولاية، فإنه فعلياً ينقض ميثاقاً مصرفياً أقرّه المنظمون في تلك الولاية”، مضيفاً أن القضية تثير “تساؤلات دستورية خطيرة” تتعلق ببنية الاحتياطي الفيدرالي.
لماذا يُعد الحساب الرئيسي لدى الاحتياطي الفيدرالي بالغ الأهمية؟
يتيح الحساب الرئيسي، الذي يصدره الاحتياطي الفيدرالي، للمؤسسات المالية الاحتفاظ بأرصدة مباشرة لدى البنك المركزي الأميركي، والوصول إلى أنظمة الدفع الأساسية التابعة له.
وبالنسبة لشركات مثل Custodia، يُعد امتلاك حساب رئيسي أمراً حاسماً، إذ يتيح لها تسوية المدفوعات ومقاصة المعاملات مباشرة بأموال البنك المركزي، بدلاً من الاعتماد على بنك وسيط. وبدون هذا الحساب، تضطر هذه المؤسسات إلى استخدام بنوك مراسلة للوصول إلى أنظمة الاحتياطي الفيدرالي، ما يضيف تكاليف ومخاطر وتأخيرات تشغيلية.
وقالت لونغ في منشور على منصة X في يوليو: “من حيث المستويات، يُعد الحساب الرئيسي بمثابة فئة الألماس، والبنك فئة البلاتين، وشركات الائتمان فئة الذهب، وتراخيص نقل الأموال فئة الفضة”، مضيفة أن Custodia وKraken هما “شركتا الكريبتو الوحيدتان” اللتان تحملان صفة بنوك.
وتحاول Custodia الحصول على حساب رئيسي لدى الاحتياطي الفيدرالي منذ إطلاقها في عام 2020، إلا أن فرع الاحتياطي الفيدرالي في كانساس سيتي رفض طلبها في يناير 2023، كما رفض الاحتياطي الفيدرالي أيضاً طلبها الانضمام إلى نظام الاحتياطي الفيدرالي.
وتسلّط المعركة الطويلة التي تخوضها Custodia للحصول على حساب رئيسي الضوء على استمرار ظاهرة إقصاء شركات الكريبتو عن الخدمات المصرفية، رغم إبداء إدارة الرئيس دونالد ترامب دعماً لقطاع العملات المشفرة.
وفي مارس، قالت لونغ إن الحكومة الأميركية لم تفعل “شيئاً” لمعالجة مشكلات إقصاء الكريبتو عن النظام المصرفي منذ عودة الرئيس ترامب إلى منصبه، مشيرة إلى أن هذه القضية لا تزال من أكبر التحديات غير المحسومة أمام الصناعة.
