وفقاً لتقرير منتصف العام الصادر عن شركة الأمن السيبراني "سايفرز" (Cyvers)، تقترب القيمة الإجمالية للعملات المشفرة المسروقة منذ بداية العام من 1.4 مليار دولار، مع بروز البورصات المركزية كنقطة الاستغلال الأساسية للمخترقين.
في الربع الثاني من عام 2024، تجاوز إجمالي خسائر العملات المشفرة 600 مليون دولار، مما يمثّل زيادة بنسبة 100٪ عن الفترة نفسها من العام الماضي.
ووفقاً للتقرير، كانت الزيادة في الأموال المسروقة مدفوعةً في المقام الأول بزيادة خسائر البورصات المركزية بنسبة 900٪، حيث قال التقرير:
"شهد هذا الربع من العام تحولاً كبيراً في طرق الهجوم، حيث تحمّلت البورصات المركزية (CEX) وطأة الحوادث الكبرى، في حين أظهرت بروتوكولات التمويل اللامركزي (DeFi) مرونةً مُحسّنة.. قد يُعزى هذا التغيّر إلى تركيز الأصول في المنصّات المركزية والتدابير الأمنية المتراخية المُحتملة في بعض البورصات."
وقد شكّلت خروقات أذونات الوصول - التي غالباً ما تحصل على شكل هجمات تصيّد احتيالي - الغالبية العظمى من الأموال المسروقة، والتي بلغت حوالي 490 مليون دولار في الربع الثاني وحده، وهو ما يعدّ أكثر بكثير من الخسائر الناجمة عن استغلال العقود الذكية، والتي شهدت استنزاف أقل من 70 مليون دولار خلال الفترة نفسها.
أدّت ردات الفعل السريعة لبروتوكولات التمويل اللامركزي (DeFi) لحماية المستخدمين، وذلك من خلال تجميد العقود الذكية المُخترقة. ومع ذلك، حذّرت "سايفرز" من أن مخاطر الاستغلال لا تزال سائدة، إذ يكتشف المتسلّلون دائماً ثغراتٍ جديدة في العقود المعقدة.
كما أشار التقرير إلى أن الجسور بين الشبكات أصبحت نقطةً هامّةً أيضاً للهجمات، مشيراً إلى استغلال "XBridge"، الذي نتج عنه خسائر بقيمة 1.44 مليون دولار، في أبريل.
المزيد على كوينتيليغراف عربي: حساب فرقة ’ميتاليكا‘ على منصة ’إكس‘ يتعرض للاختراق للترويج لعملة مشفرة
أثّر الاختراق البارز لبورصة العملات المشفرة اليابانية DMM، في مايو، بشكلٍ كبير على بيانات سايفرز للربع الثاني من العام، حيث استنزف الاختراق - الذي قيل إنه ناجم عن سرقة مفتاح خاص- ما يزيد عن 300 مليون دولار.
كما كان لاختراق بورصة العملات المشفرة التركية، BtcTurk، التي خسرت حوالي 50 مليون دولار للقراصنة في يونيو، دوراً هاماً في التقرير.
أما من الناحية الأخرى، فقد أشار التقرير إلى أن الضحايا الجدد يتمكنون من استرداد الأموال المفقودة أكثر من ذي قبل، حيث ارتفع إجمالي الأموال المستردة بنسبة 42٪ في الربع الثاني، مُقارنةً بالفترة نفسها من العام الماضي. ومع ذلك، فإن الغالبية العظمى من الأموال المفقودة لم يتم استردادها.
ومن جهتها قالت "سايفرز" انه يجب على مستخدمي الويب 3.0 أن يظلّوا على اطلاع على التهديدات الناشئة التي يشكّلها الذكاء الاصطناعي والحوسبة الكمية، والتي يُمكن أن تزوّد المتسللين بأدواتٍ جديدة ومُتطوّرة تسمح لهم بتجاوز التدابير الأمنية الموجودة على شبكات البلوكتشين.
المزيد على كوينتيليغراف عربي: موجة اختراقات تستهدف حسابات المشاهير والمؤثرين في مجال العملات المشفرة على منصة ’إكس‘