نظراً لأنَّ عدد المستخدمين الذين يصلون إلى روبوتات دردشة الذكاء الاصطناعي، مثل (ChatGPT) من (OpenAI) و(Bard) من (Google)، ينمو بشكل كبير عبر الشركات الكبيرة، فقد تكون المؤسسات أكثر عرضة للخطر بسبب تسريبات البيانات.
أفادت شركة البرمجيات "نيتسكوب" (Netskope) في تقرير صدر في يوليو بأنَّ استخدام تطبيقات الذكاء الاصطناعي في قطاع مؤسسات الأعمال شهد زيادة بنسبة 22.5٪ خلال الشهرين الماضيين، حيث زاد عدد الموظفين الذين يستخدمون برنامجاً واحداً في الأقل مدعوماً بالذكاء الاصطناعي كل يوم بنسبة 2.4٪ أسبوعياً خلال تلك الفترة.
كما أنَّ متوسط الاستخدام في المؤسسات التي لديها ما يزيد عن 1000 مستخدم بلغ استخدام ثلاثة تطبيقات ذكاء اصطناعي مختلفة، في حين أنَّ متوسط الاستخدام في الشركات التي لديها ما يزيد عن 10000 موظف بلغ استخدام خمسة برامج ذكاء اصطناعي يومياً. علماً بأنَّ واحداً من كل 100 مستخدم مؤسسي تفاعل مع تطبيق ذكاء اصطناعي كل يوم حتى نهاية يونيو.
أشار التقرير أيضاً إلى أنَّ استهلاك تطبيقات الذكاء الاصطناعي بين مستخدمي المؤسسات قد يتضاعف في الأشهر السبعة المقبلة إذا استمر هذا الاتجاه.
تعتمد شعبية تطبيق الذكاء الاصطناعي على عدد المستخدمين المؤسسيين. المصدر: Netskope
يعدُّ (ChatGPT) أكثر برامج الذكاء الاصطناعي شعبية، حيث حصل على 84٪ من إجمالي المستخدمين اليوميين، يليه بفارق كبير مساعد الكتابة القائم على السحابة Grammarly (9.9٪) وروبوت الدردشة Bard (4.5٪).
بالرغم من تخلفه عن منافسيه، كان (Bard) أسرع تطبيقات الذكاء الاصطناعي نمواً خلال الشهرين الماضيين. وفقاً للتقرير، يضيف البرنامج المستخدمين بمعدل 7.1٪ أسبوعياً، مقارنة بنسبة 1.6٪ في (ChatGPT). من المتوقَّع أن يلحق برنامج (Bard) من غوغل بروبوت الدردشة الخاص بـ (OpenAI) في غضون ما يزيد عن عام إذا استمرت معدلات نموه الحالية.
تطبيقات الذكاء الاصطناعي الأسرع نمواً من حيث عدد المستخدمين النشطين يومياً. المصدر: Netskope
مقالات ذات صلة: Google وOpenAI وMicrosoft تُنشِئ "منتدى نماذج اللغة الرائدة" بهدف تنظيم وضبط تطوير الذكاء الاصطناعي
ومع ذلك، يمكن أن تمثِّل الشعبية المتزايدة لبرامج الذكاء الاصطناعي مخاطر تسرُّب البيانات. وفقاً للتقرير، يتفاعل مستخدم ChatGPT العادي مع التطبيق عبر نشر ست طلبات يومياً. كما أشار إلى أنَّه "لكل 10000 مستخدم، يمكن للمؤسسة أن تتوقع نحو 660 مطالبة يومية لـ ChatGPT".
سلَّط التقرير الضوء على أنَّ أكواد المصدر كانت النوع الأكثر تعرضاً للبيانات الحساسة على ChatGPT، حيث يدخل نحو 22 مستخدماً في المتوسط 158 استعلاماً تحتوي على مثل هذه البيانات شهريًا، إذ جاء في التقرير:
"في حين أنَّ هذه الخدمات مفيدة، فإن مشاركة أكواد المصدر السرية مع ChatGPT تؤدي إلى مخاطر تتضمَّن خروقات البيانات المحتملة والكشف العرضي عن البيانات والمخاطر القانونية والتنظيمية."
من بين العديد من حالات الاستخدام، يمكن لـ (ChatGPT) مراجعة التعليمات البرمجية وشرحها لتحديد الأخطاء ونقاط الضعف الأمنية. كما أنَّ البيانات المنظمة والملكية الفكرية وكلمات المرور والمفاتيح الرقمية تعدُّ البيانات الحساسة الأكثر شيوعاً بين البيانات المشارَكة على المنصة.
يشير التقرير إلى أنَّ مشاركة المعلومات الحساسة مع ChatGPT تجذب المحتالين ومجرمي الإنترنت الذين يطلقون حملات التصيد الاحتيالي والبرامج الضارة للاستفادة من ضجيج الذكاء الاصطناعي. كما كشف التقرير عن وكلاء ChatGPT، وهي مواقع الويب التي توفر وصولاً مجانياً إلى روبوت الدردشة الذي يعرض مطالبات المستخدمين وردودهم.
وجد التقرير أنَّ الشركات قد أدخلت مبادرات الحماية من تسرُّب البيانات وتدريب المستخدمين بدلاً من حظر (ChatGPT) بالكامل لإدارة هذه المخاطر.
من بين الشركات في مختلف الصناعات، تقود شركات الخدمات المالية والرعاية الصحية والتكنولوجيا تنفيذ ضوابط استخدام (ChatGPT).
وفقاً لتقرير حديث صادر عن بنك الاستثمار "غولدمان ساكس" (Goldman Sachs)، يمكن أن يؤدي تبنِّي الذكاء الاصطناعي على نطاق واسع في نهاية المطاف إلى تعزيز الناتج المحلي الإجمالي العالمي السنوي بنسبة 7٪ في السنوات العشر بعد أن تستخدم نصف الشركات في الأقل في جميع أنحاء العالم هذه التكنولوجيا.
علماً بأنَّ المنظمين في جميع أنحاء العالم يشاركون حالياً في مناقشات حول كيفية الاستفادة من الذكاء الاصطناعي مع تقليل المخاطر التي يشكلها.
مقالات ذات صلة: علي بابا تدعم نموذج الذكاء الاصطناعي لاما من ميتا: تقرير
Translated by Albayan Gherra
ترجمة البيان غره