يُنظر الآن إلى البيتكوين على أنه وسيلة رئيسية للتحوّط في مواجهة أزمة مالية تلوح في الأفق في الولايات المتحدة، إلى جانب الذهب، ويُرجّح أن ذلك أحد العوامل الأساسية التي تدفع حاليًا هذا الارتفاع الكبير في السعر، وفقًا لما أفاد به محلل مالي.
فقد تجاوز سعر البيتكوين (BTC) مستوى 121,000 دولار يوم الإثنين ليحقق رقمًا قياسيًا جديدًا، لكن هذا الصعود، بحسب ماركوس ثيلين، رئيس قسم الأبحاث في شركة 10x، "لا يستند إلى ضجة إعلامية، بل إلى دوافع أعمق بكثير".
وأشار ثيلين في مذكرة شاركها مع Cointelegraph إلى أن البيتكوين لم يعد يُنظر إليه كقصة تقنية، بل أصبح أصلًا اقتصاديًا كليًا (macro asset)، ويُستخدم كأداة للتحوّط ضد سياسات الإنفاق غير المنضبطة في الولايات المتحدة. وأضاف: "لم يعد أحد يتحدث عن حالات استخدام البلوكتشين أو الوعود التقنية للبيتكوين، بل أصبح يُعامل كأصل للتحوّط أمام الإنفاق الحكومي المنفلت".
العجز الأمريكي يقفز 7 تريليونات دولار
وقد لعب "قانون الفاتورة الواحدة الجميلة الكبرى" (OBBBA) الذي أقرّه الرئيس دونالد ترامب في يوليو دورًا رئيسيًا في ذلك.
إذ رفع هذا القانون سقف الدين بمقدار 5 تريليونات دولار وهو أكبر ارتفاع منفرد في تاريخ الولايات المتحدة بعدما كان يُفترض أن يؤدي إلى خفض العجز بمقدار تريليوني دولار، لكنه قد يضيف في الواقع ما بين 2.3 و5 تريليونات دولار إلى العجز الفيدرالي خلال العقد المقبل. هذا يعني أن الفجوة المحتملة قد تصل إلى 7 تريليونات دولار، بحسب ثيلين.
وفي ظل عدم وجود أي مؤشرات على تباطؤ في وتيرة الإنفاق، ومع تزايد التوقعات بتيسير السياسة النقدية عبر خفض أسعار الفائدة، يرى ثيلين أن البيتكوين هو "المستفيد الأكبر من هذا السياق الكلي المتدهور".
وأوضح أن هذا ليس مجرد صعود آخر في سوق العملات المشفرة، بل هو "رد مباشر على مشهد مالي أمريكي ينهار بوتيرة أسرع من المتوقع". وأضاف: "البيتكوين، إلى جانب الذهب، أصبح الآن خط الدفاع الأول أمام أزمة مالية تتصاعد بسرعة".
محفزات إضافية لأسعار بيتكوين
وعلى صعيد المحفزات المستقبلية، أشار ثيلين إلى عدة عوامل إضافية، من بينها أسبوع الكريبتو "كريبتو ويك" في العاصمة واشنطن، حيث يُتوقع أن يناقش الكونغرس ثلاثة مشاريع قوانين رئيسية: قانون CLARITY الذي ينظّم إشراف الجهات الرقابية على الأسواق، وقانون GENIUS الخاص بتنظيم عملات الدفع المستقرة، وقانون حظر عملة البنك المركزي الرقمية (CBDC).
كما يُنتظر أن تصدر فرقة عمل الأصول الرقمية، التابعة للرئيس ترامب، تقريرًا في 22 يوليو، قد يتضمن اقتراحًا بإنشاء "احتياطي استراتيجي من البيتكوين".
ومن المقرر أيضًا أن يعقد مجلس الاحتياطي الفيدرالي اجتماعًا في 30 يوليو. وعلى الرغم من توقّعات البعض بخفض أسعار الفائدة، تشير عقود CME المستقبلية إلى وجود احتمال بنسبة 93% بأن تبقى المعدلات كما هي.
توقعات الأسعار وردود الأفعال على الذروة التاريخية
وتوقعت شركة 10x Research أن يتراوح سعر البيتكوين بين 140,000 و160,000 دولار في عام 2025. وعلّق يوجين تشيونغ، المدير التجاري في منصة OSL، قائلًا: "مع استعداد الولايات المتحدة لأسبوع تشريعي حاسم حول العملات المشفرة، يثبت السوق قوته رغم تقلبات الأسهم الناجمة عن التوترات الجيوسياسية والمخاوف من الرسوم الجمركية".
من جهتها، قالت المحللة رايتشل لوكاس من بورصة BTC Markets الأسترالية: "تجاوز البيتكوين لحاجز 120,000 دولار لا يُعد مجرد رقم قياسي، بل هو مؤشر على مدى ترسخ الأصول الرقمية في محافظ المؤسسات".
وأخيرًا، توقّع نيك راك، مدير الأبحاث في LVRG، أن "تواصل العملات البديلة السير على خطى البيتكوين، مع سعي المتداولين لتنويع محافظهم والمخاطرة بشكل أكبر".