في خطوةٍ جديدةٍ نحو تعزيز فضاء الذكاء الاصطناعي، أعلنت شركة "أنثروبيك" عن إطلاق إصدارها الجديد من نموذج الذكاء الاصطناعي، كلود 2.1، واتاحته للمستخدمين من خلال واجهة برمجة التطبيقات API التابعة لها وروبوت المحادثة الخاص بالشركة. 

ويعدُ الإصدار الجديد المستخدمين بتقديمِ تجربةٍ سلسة وجديدة كلياً، وذلك بفضل الميزات الجديدة التي تزعم الشركة إضافتها إليه، بما في ذلك معدّل الهلوسة المُنخفض وتجربة المستخدمين المُحسّنة.

وفقاً لما نشرته الشركة في الواحد والعشرين من نوفمبر على موقعها الرسمي، يتمتّع النموذج الجديد بالقدرةِ على معالجة كميات هائلةٍ من المعلومات تصل إلى 150,000 كلمة أو أكثر من 500 صفحة نصية، مما يسمحُ للمستخدمين بتلخيص وتحليل وثائق ضخمة، بما في ذلك قواعد البرمجة الكاملة، والبيانات المالية، والأعمال الأدبية الطويلة.

كما ينطوي النموذج الجديد على تحسيناتٍ كبيرة فيما يتعلق بفهم وتلخيص الوثائق المعقدة، مثل النصوص القانونية، التقارير المالية، والمواصفات الفنية، بدقة أكبر، وفقاً للمنشور.

وإضافةً إلى ذلك، تزعم أنثروبيك أن "كلود 2.1" يتمتع بمستوىً عالٍ من المصداقية، ويعود ذلك إلى المُعدل المُنخفض للهلوسة والبيانات الخاطئة لروبوت المحادثة مقارنةً بالإصدار السابق، كلود 2.0.

يُقدم "كلود 2.1" أيضاً ميزةً تجريبيةً جديدة تُتيح لهُ إمكانية الاندماج بسلاسة مع العمليات والمنتجات وواجهات برمجة التطبيقات الخاصة بالمستخدمين، مما يسمح له بمساعدة المستخدمين أثناء قيامهم بالعمليات اليومية، إذ يُمكن للإصدار الجديد التنسيق بين الوظائف المختلفة، والبحث في مصادر الويب، والوصول إلى قواعد المعلومات الخاصة. كما قالت الشركة أنه يُمكن لـ "كلود 2.0" أداء مهامٍ مثل الاستدلال العددي المُعقد باستخدام الآلة الحاسبة وتقديم توصياتٍ حول المنتجات.

وعلاوةً على ذلك، يُقدم الإصدار الجديد أيضاً تجربة مُبسطةً لوحدة تحكّم المطورين، مما يسهّل اختبار الأوامر ويساعد على التعلم بشكل أسرع، إذ يسمح منتج "Workbench " للمطورين بتجربة الأوامر المُختلفة في بيئةٍ تجريبية، وإنشاء أجزاء من الكود وتطبيقها بشكل مُباشر باستخدام أدوات تطوير البرامج (SDKs) الخاصّة بالشركة.

ووفقاً للمنشور، يُمكن أيضاً لمستخدمي "كلود 2.1" إعطاء أوامر مُخصصة لروبوت المحادثة، مما يجعل الاستجابات أكثر تخصيصاً وتناسقاً، وتمنحه القدرة على تلبية احتياجات المستخدمين بشكلٍ أفضل.

مقالات ذات صلة: 'أسترازينيكا' تتبنى الذكاء الاصطناعي والحلول الرقمية وتُطلق مشروعها الجديد 'Evinova'

وفي سياقٍ مُشابه، كشفت العملاقة الصينية في مجال الحوسبة السحابية والتجارة الإلكترونية، علي بابا، عن الإصدار الأحدث من نموذج الذكاء الاصطناعي، تونغي تشيانون، في أول نوفمبر، في محاولةٍ منها للهيمنة على فضاء الذكاء الاصطناعي ومنافسة عمالقة التكنولوجيا الأمريكيين، مثل أمازون ومايكروسوفت.

ويتميز الإصدار الجديد بقدراتٍ مُحسَّنة تشملُ فهماً أفضل للتعليمات المعقدة، وكفاءةً أكبر في كتابة النصوص والاستدلال والتذكر، وانخفاضاً في إمكانية حدوث ما يُعرف بـ "الهلوسات"، وهي الحالات التي يُقدم فيها الذكاء الاصطناعي معلوماتٍ غير صحيحة.

وفي أواخر أغسطس من هذا العام، أطلق عددٌ من الشركات، بما في ذلك "بايدو" (Baidu) و"بايتشوان إنتيليجنت تكنولوجي" (Baichuan Intelligent Technology) و"سينس تايم" (SenseTime) و"زيبو إي آي" (Zhipu AI)، روبوتاتِ دردشةٍ خاصة بها، وذلك بعد أقلِّ من أسبوعين من سنِّ تشريع الحكومة الصينية الرَّسمي للذكاء الاصطناعي في 15 أغسطس.