كشفت العملاقة الصينية في مجال الحوسبة السحابية والتجارة الإلكترونية، علي بابا، عن الإصدار الأحدث من نموذج الذكاء الاصطناعي، تونغي تشيانون، يوم الثلاثاء. ويُشكل هذا الإعلان خطوةً حاسمةً في استراتيجية "علي بابا" للتنافس مع عمالقة التكنولوجيا الأمريكيين، مثل أمازون ومايكروسوفت.

وصفت الشركة الصينية، التي يقع مقرها الرئيسي في هانغتشو، التحديث الجديد للنموذج (تونغي تشيانون 2.0)، بأنه تطُورٌ مهم للإصدار الأول، الذي ظهر في أبريل الماضي، والذي يُزعم أنه تم تدريبه على ما يصل إلى 10 تريليونات من المُعلمات (الباراميتر)، أي ما يعادل 10 أضعاف الكمية التي تلقاها روبوت المحادثلة "GPT4" العائد لشركة "OpenAI".

ووفقاً لما نشرته CNBC، يتميز الإصدار الجديد بقدراتٍ مُحسَّنة تشملُ فهماً أفضل للتعليمات المعقدة، وكفاءةً أكبر في كتابة النصوص والاستدلال والتذكر، وانخفاضاً في إمكانية حدوث ما يُعرف بـ "الهلوسات"، وهي الحالات التي يُقدم فيها الذكاء الاصطناعي معلوماتٍ غير صحيحة.

وإضافةً إلى ذلك، في إطار توسيع نطاق ترسانتها من نماذج الذكاء الاصطناعي، أطلقت علي بابا نماذج ذكاءٍ اصطناعيٍّ مُتخصصة، لتلبية احتياجات قطاعاتٍ مُتعددة، مثل الاستشارات القانونية والمالية، في إشارةٍ إلى التوجّه الاستراتيجي للشركة نحو تطوير تطبيقات ذكاءٍ اصطناعيٍ مُخصصة لدعم قطاعات محددة.

كما أعلنت الشركة أيضاً عن إطلاق منصة "GenAI"، التي تُتيح للشركات الأُخرى إمكانية تطوير تطبيقات الذكاء الاصطناعي التوليدي باستخدام بياناتها الخاصة، وهو ما يُعد حلاً فعالاً للتحديات المتعلقة بأمن البيانات التي تواجهها تطبيقات الذكاء الاصطناعي العامة، مثل ChatGPT.

مقالات ذات صلة: الذكاء الاصطناعي تحت مجهر مجلس الشيوخ الأمريكي وسط دعواتٍ إلى تنظيم القطاع

في خلفية هذه التطورات، يتصاعد التنافس بين الولايات المتحدة والصين من أجل الهيمنة على قطاع الذكاء الاصطناعي، حيث استهدفت اللوائح التنظيمية الأمريكية تحت إدارة بايدن، والتي بدأت بتضييق الخناق على الصين منذ أكتوبر 2022، رقاقات الحوسبة القوية القادرة على تعزيز أدوات الذكاء الاصطناعي في الصين.

ففي أواخر يونيو من هذا العام، أعلنت السلطات الأمريكية أنها تدرس إمكانية فرض ضوابط تصدير أكثر صرامة بهدفِ تقليلِ توافر رقاقات الذكاء الاصطناعي في الصين. 

وقد تصاعد هذا التوتر في منتصف شهر أكتوبر، حيث أشار تقريرٌ صادرٌ عن رويترز، إلى قيام الولايات المتحدة باتخاذِ تدابير إضافية لمنع المطورين الصينيين من الوصول إلى أشباه الموصلات المصنوعة في الولايات المتحدة، والتي يُمكن الاستفادة منها في تطوير أدوات الذكاء الاصطناعي، وذلك بعد انتشار شائعاتٍ حول وجود ثغرة تسمح للمطورين الصينيين بشراء رقائق الذكاء الاصطناعي من منطقة "هواشيانغبي" التي تقع في مدينة "شنتشن" جنوب الصين.

ورداً على التحركات الأمريكية، أعلنت الصين في يوليو عن سعيها للسيطرة على صادرات الغاليوم والجرمانيوم، وهما مادتان أساسيتان لإنتاج رقائق الذكاء الاصطناعي.