في جلسةِ استماعٍ قضائيّةٍ عقدها مجلس الشيوخ الأمريكي حول تنظيم الذكاء الاصطناعي، قدم رئيس مايكروسوفت، براد سميث، إلى جانب كبير العلماء في شركة "إنفيديا"، ويليام دالي، وأستاذ كلية الحقوق في جامعة بوسطن، وودرو هارتزوغ، شهاداتٍ محورية من شأنها أن تُشكل مستقبل الرقابة على الذكاء الاصطناعي.
في بداية جلسة الاستماع، أشار السيناتور "ريتشارد بلومنتال" وزميله السناتور "جوش هاولي" إلى إطارالعمل الذي قُدّم مؤخراً لتنظيم استخدام الذكاء الاصطناعي، في محاولةٍ منهم لاتباع نهجٍ قائمٍ على معالجة المخاطر المُحتملة قبل حدوثها، حيث تضّمن الإطار المذكور التسجيل الإلزامي لشركات الذكاء الاصطناعي لدى هيئةٍ مستقلةٍ تمتلك صلاحياتٍ تخولّها لمراقبة وتنظيم القطاع والشركات ذلت الصلة.
وقد شدد "بلومنتال" من خلال حديثه على حتمية تنظيم الذكاء الاصطناعي قائلاً: "لا تُخطئوا الظن، سيكون هناك حتماً تنظيم. السؤال الحقيقي هو متى وكيف."
وأضاف: "يجب أن يكون التنظيم داعماً للمشاريع الأمريكية الحرة ويوفر الحماية نفسها التي نراها في المجالات الأخرى".
كان لتصريحات "براد سميث" أثر خاص عند التطرق إلى تفاعل الذكاء الاصطناعي مع المحتوى وصنّاعه، وخاصةّ في مجال الصحافة.
حيث شدد "سميث" على أهمية تحديد الصحفيين ووسائل الإعلام المحلية لمدى مساهمة محتواهم في تدريب أنظمة الذكاء الاصطناعي، ودعا إلى استخدامهم لحقوقهم الجماعية في تحديد ذلك، مشدداً على أن الخيارات المُتعلقة باستخدام محتواهم يجب أن تظل دائماً في أيديهم.
وبالإضافة إلى ذلك، عالج "سميث" المخاوف المتعلقة بانتشار المعلومات المضللة، ولا سيما الناتجة عن "التزييف العميق" (DeepFake)، والتي صرح السناتور "بلومنتال" بأنها أصبحت مُتطورة جداً ويصعب تمييزها عن المحتوى الحقيقي، حيث أشار "سميث" إلى موافقته الرأي وشدّد على الحاجة المُلحة إلى وجود آلياتِ إنفاذٍ فعّالة لمعالجة المخاطر المُحتملة قبل حدوثها.
أما من ناحيةٍ أُخرى، فقد اختلف السيناتور "جوش هاولي" مع "سميث" حول موقف مايكروسوفت تجاه وصول الأطفال إلى الذكاء الاصطناعي، حيث استشهد "هاولي" بأزمة الصحة العقلية العالمية الناجمة عن وسائل التواصل الاجتماعي، وسأل "سميث" عن إمكانية رفع العتبة العمرية لاستخدام الذكاء الاصطناعي.
إلا أن "سميث" أشار إلى أن مايكروسوفت تلتزم بالقوانين العالمية التي تحظر استخدام بيانات الأطفال لأغراضٍ إعلانية، وأوضح أن أدوات الذكاء الاصطناعي المحمية والخاضعة للرقابة يمكن أن تفيد الأطفال، اعتماداً على الغرض من استخدامها.
تطرقت جلسة الاستماع أيضاً إلى التشديد على أهمية الإفصاح عندما يتعلق الأمر بمصدر المعلومات التي توفرها روبوتات المحادثة، كما سلطت الضوء على أهمية تطوير سبلٍ لمعرفة المستخدمين الحقيقيين لأدوات الذكاء الاصطناعي، بعد انتشار مزاعمٍ تتحدث عن قيام الصين باستهداف المواطنين الأمريكيين من خلال تلك الأدوات.
مقالات ذات صلة: مايكروسوفت تُعلن عن خوارزميتها الجديدة التي من شأنها تعزيز قدرة روبوتات المُحادثة على الفهم والاستيعاب
تشمل المشاريع الرائدة لمايكروسوفت في قطاع الذكاء الافتراضي شراكتها مع عملاقة وسائل التواصل الاجتماعي، ميتا، والتي دعمت مايكروسوفت من خلالها، النموذج اللغوي مفتوح المصدر الذي طورته ميتا، Llama 2.
كما تركت "إنفيديا" بصمتها في قطاع الذكاء الاصطناعي، من خلال رقائق الذكاء الاصطناعي الفائقة التي بدأت بتصنيعها، والتي ساعدت الشركة على حصد 13 مليار دولار في الربع الثاني من السنة.