تعدُّ منصَّةُ ’غوغل جيميناي‘ (Google Gemini) تطوراً مهماً في عالَم الذكاء الاصطناعي، حيث انبثقت من بحوث غوغل المكثَّفة في مجال الذكاء الاصطناعي. كما أنَّها تدلُّ على قفزةٍ من النماذج التقليدية القائمة على النص إلى نظامٍ متعدِّدِ الوسائط قادرٍ على فهمِ مجموعة متنوعة من أنواع البيانات ومعالجتها، بما فيها النصوص والصور والصوت والفيديو. لذا يهدف هذا الدليل إلى تقديم نظرة عامَّة مفصَّلة عن منصة جيميناي وقدراتها وتطبيقاتها وكيفية دمجها في المشهد الأوسع لتقنيات الذكاء الاصطناعي.

الخلفية والتطوير

عُرفت المنصَّة في البداية باسم ’غوغل بارد‘ (Google Bard)، ثمَّ تغيَّرت علامتُها التجارية إلى ’جيميناي‘ لتُظهر قدراتها وتركيزها الموسَّع. تمثل منصة جيميناي، التي أطلقتها ’غوغل إيه آي‘ (Google AI)، عائلة من النماذج اللغوية الضخمة المصمَّمة لتعزيز كيفية تفسير الذكاء الاصطناعي للمعلومات وتوليدها عبر تنسيقات بيانات متعددة. إذ تؤكِّدُ إعادة تسمية العلامة التجارية هذه التزامَ غوغل بإنشاء أدوات ذكاء اصطناعي أكثر تنوعاً وشمولية.

https://youtu.be/b5Fh7TaTkEU?feature=shared

حزمة جيميناي

  •  جيميناي ألترا(Gemini Ultra): أقوى نموذج، مخصَّص للمهام المعقَّدة التي تتطلَّب تحليلاً عميقاً للبيانات؛ يُستخدم في مجالات مثل البحث العلمي، حيث يكون التفسيرُ التفصيليُّ للبيانات أمراً بالغ الأهمية.
  • جيميناي برو (Gemini Pro): نموذج متوسِّط المستوى يوازن بين الأداء والكفاءة الحسابية، ويعدُّ مناسباً لمجموعة واسعة من التطبيقات للأغراض العامة.
  • جيميناي نانو (Gemini Nano): النموذج الأكثر سهولة، المصمَّم للأجهزة المحمولة والحوسبة الطرفية، والذي يجلب قدرات الذكاء الاصطناعي مباشرةً إلى متناول المستخدمين للمهام اليومية.

آلية التشغيل

يكمن أساس منصَّة جيميناي في قدرتها على المعالجة والتعلُّم من مجموعات البيانات الواسعة عبر تنسيقات مختلفة. وعلى عكس النماذج السابقة التي تركز فقط على النص، يجري تدريب الشبكات العصبية لمنصة جيميناي على مجموعة متنوعة من البيانات، ما يمكِّنها من فهم السياق، وإقامة روابط بين أنواع المعلومات المختلفة، وتوليد استجابات مستنيرة عبر رؤية شاملة للمدخلات.

جيميناي مقابل تشات جي بي تي

في حين أنَّ كلاً من جيميناي و’تشات جي بي تي‘ (ChatGPT) من أحدث نماذج الذكاء الاصطناعي، فإنَّ الفروق الأساسية بينهما تكمن في نهجهما وقدراتهما. يتفوَّق (ChatGPT)، القائم على النص في المقام الأول، في توليد استجابات نصية تشبه استجابات البشر. في المقابل، تسمح الطبيعة متعددة الوسائط لمنصة جيميناي بفهم وتوليد المعلومات عبر تنسيقات مختلفة، ما يوفِّر أداةَ ذكاءٍ اصطناعي أكثر تقريباً وتنوعاً.

نتائج قدرات جيميناي ألترا المختلفة. المصدر: غوغل

الاندماج في النظام البيئي لغوغل

يُظهر دمج منصة جيميناي في النظام البيئي لغوغل، بما في ذلك خدمات مثل ’جيميل‘ (Gmail) و’بحث غوغل‘ (Google Search)، قدرتها على تعزيز تجارب المستخدم عبر توفير استجابات ودعم أكثر ملاءمة ووعياً بالسياق. يوضح هذا الدَّمج السلس في الأدوات الرقمية اليومية كيف يمكن للذكاء الاصطناعي إثراء التفاعلات واسترجاع المعلومات عبر المنصات.

القيود والاعتبارات الأخلاقية

بالرغم من التقدُّم، تواجه جيميناي تحديات مثل التحيزات المحتملة في بيانات التدريب والمخاوف الأخلاقية فيما يتعلق بالخصوصية واستخدام البيانات. تعدُّ معالجةُ هذه القضايا أمراً بالغ الأهمية لضمان التطوير والنشر المسؤولَين، مع التأكيد على أهمية الشفافية والممارسات الأخلاقية للذكاء الاصطناعي.

الوصول والاستخدام

يختلف الوصول إلى قدرات جيميناي حسب النموذج:

  • يتوافر نموذج ’جيميناي نانو‘ على الأجهزة المحمولة، ويشمل الميزات الموجودة في تطبيقاتٍ مثل ’غوبارد‘ (Gboard) من غوغل.
  •  يمكن الوصول إلى نموذجي ’جيميناي برو‘ و’جيميناي ألترا‘ عبر خدمات غوغل السحابية، مع توفر ميزات معيَّنة لمشتركي ’غوغل ون‘ (Google One).

يمكن للمطورين الاستفادة من واجهة برمجة تطبيقات جيميناي للتطبيقات المخصصة، ودمج قدرات الذكاء الاصطناعي في المنتجات الرقمية الجديدة أو الحالية.

الاتجاهات المستقبلية

تخطط غوغل لتوسيع ميزات منصة جيميناي وإمكانية الوصول إليها، ما قد يؤدي إلى تقديم نماذج أو قدرات جديدة مصمَّمة خصيصاً لمهام أو صناعات محدَّدة. ومن المرجَّح أن يؤدِّي التقدُّم المستمرُّ في مجال الذكاء الاصطناعي والتعلُّم متعدد الوسائط إلى دمج جيميناي في مجموعة أوسع من الخدمات والتطبيقات، ما يزيد من طمس الخطوط الفاصلة بين المحتوى والتحليل البشري والآلي.

تمثِّل منصة جيميناي من غوغل تطوراً كبيراً في مشهد الذكاء الاصطناعي، حيث تقدِّم لمحةً عن مستقبل تفاعلات الذكاء الاصطناعي متعددة الوسائط. كما يُظهر تطورُّها واندماجُها في النظام البيئي لغوغل تحوُّلاً أوسع نحو إنشاء ذكاء اصطناعي يمكنه فهم العالَم والتفاعل معه بطرائق كانت تقتصر سابقاً على القدرة البشرية. ومع تطور منصة جيميناي، فإنَّها تَعِدُ بإعادة تعريف إمكانات تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي، ما يجعلها مجالاً أساساً للاستكشاف للمطورين والشركات والمستخدمين على حدِّ سواء.

المزيد على كوينتيليغراف عربي: اتجاهات الويب 3 في الشرق الأوسط لعام 2024: الذكاء الاصطناعي والميتافيرس في الصدارة

Translated by Albayan Gherra
ترجمة البيان غره