بالرغم من القيمة السوقية المتوقَّعة البالغة 600 مليار دولار بحلول عام 2030، فإنَّ التبنِّي السائد لألعاب الويب 3 يعتمد على شيءٍ يتجاوز الضجيج: نماذج أعمال أفضل وشبكات قابلة للتطوير، كما يقول المسؤولون التنفيذيون في الصناعة.

ومن جهته قال مانيل سورت، المؤسس المشارك لشركة ألعاب البلوك تشين الناشئة ’غيمز فور أ ليفينغ‘ (GFAL)، لكوينتيليغراف عربي في ملاحظة: "يتوقَّف التبنِّي السائد لألعاب الويب 3 على تحسين [العائد على الإنفاق الإعلاني] لمطابقة أو تجاوز نماذج الألعاب المتميزة و[ألعاب اللعب مجاناً كخدمة]".

بدلاً من الاعتماد على مكاسب لمرة واحدة من المبيعات المسبقة للرموز غير القابلة للاستبدال (NFT) واقتصاد الرموز المتشابك، يعتقد سورت أنَّ ألعاب الويب 3 يجب أن تركز على بناء تدفقات إيرادات مستدامة تعكس نماذج الويب 2 الناجحة. كما يسلِّط الضوءَ على نهج شركة (GFAL) باعتباره مغيراً محتملاً لقواعد اللعبة في الصناعة، ويهدف إلى تحقيق عائد أعلى على الإنفاق الإعلاني (ROAS) من النماذج الحالية، مع تعزيز النمو على المدى الطويل. إلى جانب ذلك، أضاف أنَّه:

"تحتاج الصناعة إلى دمج تقنيات الويب 3 بطرائق تعزِّز تجربة الألعاب بدلاً من تعقيدها."

أوضح المدير التنفيذي أيضاً أنَّ فريق (GFAL) يوظف تجربته على الويب 2 "لصقل ورفع" نموذج اللعب المجاني (F2P)، "ودمجها مع الويب 3 لتعزيز تحقيق الدخل ومشاركة اللاعبين."

حصَّة سوق ألعاب البلوك تشين العالمية حسب النوع. المصدر: Fortune Business Insights

في الوقت نفسه، أوضح كان بيكاك، الرئيس التنفيذي للنظام البيئي لألعاب الويب 3، ’ديغا لابز‘ (Diga Labs)، لكوينتيليغراف عربي أنَّ قابلية التوسُّع ما تزال مصدرَ قلقٍ في ألعاب الويب 3:

"مع استمرار قاعدة مستخدمي ألعاب الويب 3 في التوسُّع، قد تواجه البُنى التحتية للبلوكتشين قيوداً على المعاملات مع زيادة أحجام المعاملات."

كما أضاف أنَّه "يمكن أن يكون للتأخيرات وأوقات المعاملات الممتدة بسبب مخاوف قابلية التوسُّع تأثيرٌ سلبيٌّ على تجربة الألعاب."

إلى جانب ذلك، سلَّط بيكاك الضوءَ على الحاجة الملحَّة لمعالجة مشكلات قابلية التوسع من أجل تجربة مستخدم سلسة. لحسن الحظ، فإنَّ التطورات جارية فعلاً، حيث ظهرت تطورات، مثل ترقية ’دينكون‘ (Dencun) لشبكة إيثيريوم وتحديثات (EIP-4844) لتقليل رسوم المعاملات بشكل كبير. أضاف أيضاً أنَّ حلول الطبقة الثانية واعدة بشكل خاص، لأنَّها تتحقَّق من المعاملات عبر إنشاء عُقَد الطبقة الأولى، حتى مع تحديات الإعداد الأولي.

إذ قال بيكاك: "نرى حلولاً ناشئة للطبقة الثانية، مثلَ كروما ولينيا، تركز على مساحة الألعاب، ما يشير إلى تحول في التركيز على هذا المجال."

المزيد على كوينتيليغراف عربي: ما يزيد عن 75٪ من ألعاب الويب 3 "أخفقت" في السنوات الخمس الماضية: كوين غيكو

إلى جانب قابلية التوسُّع، أكَّد بيكاك على العديد من العقبات الأخرى أمام التبنِّي السائد لألعاب الويب 3. إذ تشمل الواجهاتِ سهلةِ الاستخدام وعملياتِ التأهيل لبدء العمل لجعل البلوك تشين أقل تخويفاً للمستخدمين الجدد. بالإضافة إلى ذلك، فإنَّ معالجة أوجه عدم اليقين التنظيمية والمخاوف الأمنية المحيطة بالأصول الرقمية أمر بالغ الأهمية. كما أنَّ تعزيز قابلية التشغيل البيني بين منصات الألعاب المختلفة من شأنه أن يعزز التجربة الشاملة عبر تمكين نقل الأصول بسلاسة.

الشرق الأوسط: منبع قوة الألعاب

في حين أنَّ هذه التطورات تعالج التحديات الأساسية داخل صناعة ألعاب الويب 3، فإنَّ المنظور الإقليمي يكشف عن وسيلة أخرى للنمو. وفقاً لسورت، فإنَّ الشرق الأوسط، بسكانه الشباب والبارعين في التكنولوجيا، يحمل إمكانات كمركز لتطوير ألعاب الويب 3، حيث قال:

"الشرق الأوسط بالنسبة لنا ليس مجرَّد سوق يضمُّ لاعبين رائعين، ولكنَّه أيضاً قوة محتملة لتطوير الألعاب."

يتصوَّر سورت مستقبلاً يعكس فيه الشرق الأوسط نجاحَ برشلونة، حيث ساعدت مشاركته في تحويل المدينة إلى مركز للألعاب. مع الاعتراف بأنَّ تكرار هذا النجاح يتطلَّب جهداً تعاونياً، أشار إلى أنَّه "نجاحٌ أحرصُ على تكراره، ولهذا الغرض، نجري محادثات مع السلطات المحلية لتحديد طرق تعزيز نظام بيئي مزدهر يدعم المواهب المحلية ويغذيها..."

حجم سوق الألعاب في الشرق الأوسط. المصدر: Grand View Research

يشارك بيكاك هذا الشعور، مؤكداً أنَّ التركيبة السكانية للمنطقة كأصل رئيس و"متقبل للغاية" للابتكار الرقمي، قائلاً:

"يمكن لإلمام هؤلاء السكان بالتكنولوجيا والمنصات الرقمية أن يسرِّع تبنِّي ألعاب الويب 3 في المنطقة، ما يُنشئُ أرضاً خصبةً للمطوِّرينَ للاستفادة منها."

كما سلَّط بيكاك الضوءَ على إمكانات سرديات الألعاب الغنية والمتنوعة ثقافياً المستوحاة من الشرق الأوسط، والتي يتردَّدُ صداها لدى الجماهير المحلية في حين أنَّها جاذبة على مستوى العالم. يرى أيضاً أنَّ الاهتمام المتزايد بالبلوكتشين داخل المنطقة هو حافز لاستكشاف أساليب لعب ونماذج اقتصادية جديدة.

ألعاب الويب 3: ما التالي؟ تطور أم "ثورة"؟

في حين أنَّ الطريق نحو التبني السائد يواجه تحدياته، فقد شارك قادة الصناعة رؤيةً متفائلة لمستقبل ألعاب الويب 3، حيث يرى سورت أنَّ القطاع أصبحَ جزءاً أساساً من صناعة الألعاب، وليس مجرَّد مكان مناسب.

كما شدَّد على أنَّه "لتحقيق ذلك، يجب أن تُظهر ألعاب الويب 3 معدَّلات عائد استثمار أعلى من النماذج الحالية". يتصوَّر سورت أنَّ شركة (GFAL)، مدعومةً بشخصيات ذات خبرة، مثل مؤسس ’إلكترونيك آرتس‘ (Electronic Arts)، تريب هوكينز، وشركة ’سوبر سيل‘ (Supercell) المطورة لألعاب الهاتف المحمول والتابعة لشركة ’تينسينت‘ (Tencent)، تؤدي دوراً رائداً في هذا التحوُّل، مستفيدةً من خبرتها لتعزيز إمكانات أعمال ألعاب الويب 3.

ومن جهته، أكَّد بيكاك هذا الاعتقاد في القوة التحويلية لألعاب الويب 3، حيث يتوقَّع مستقبلاً يتلاشى فيه الخطُّ الفاصل بين ألعاب الويب 3 والألعاب التقليدية، حيث يدمج اللاعبون الرئيسون عناصر البلوك تشين بصورة متزايدة.

إلى جانب ذلك، أوضح بيكاك أنَّ "هذا التقارب ستغذِّيه الرغبةُ في تعزيز مشاركة اللاعبين، وتعزيز الاقتصادات التي يقودها المجتمع، وفتح تدفُّقات إيرادات جديدة للمطورين واللاعبين على حدِّ سواء."

المزيد على كوينتيليغراف عربي: اتجاهات ألعاب الويب 3 في عام 2024: المديرون التنفيذيون يستشرفون مستقبل ألعاب البلوك تشين

Translated by Albayan Gherra
ترجمة البيان غره