ما تزال لندن مرتعاً للابتكار في النظام الإيكولوجي للعملات المشفرة والبلوكتشين وسْطَ جهود المنظمين لتعزيز الحواجز التنظيمية لهذه الصناعة. إذ اعتُرف بالولاية القضائية باعتبارها من الأراضي الخصبة في العالم لقطاع الويب 3 المتنامي حيث يعمل اللاعبون العالميون الرئيسون في طريقهم لتأسيس وجود محلي هناك. وقد اتضَّحت هذه الاتجاهات في فعالية Zebu Live 2023.

بالتزامن مع أسبوع لندن للويب 3، استضافت فعاليةُ Zebu Live حدثاً لمدة يومين، يومي 5 و6 أكتوبر، حيث جمعت بين عشاق العملات المشفرة والبلوكتشين والويب 3 المحليين والدوليين للمناقشات الجارية. وبما يتماشى مع الوضع الحالي للمساحة الأوسع للويب 3، تضمَّن الحدث كلمات رئيسة وحلقات نقاش حول ملكية الأصول الرقمية، والتمويل اللامركزي (DeFi)، والرموز غير القابلة للاستبدال (NFTs)، والميتافيرس، والمنظمات المستقلة اللامركزية (DAOs)، وألعاب البلوكتشين.

كما جذبت فعالية Zebu Live، التي جرى بثُّها مباشرة إلى الآلاف من المشاهدين العالميين على يوتيوب، مؤسَّسات الويب 2، بما فيها شركات التمويل التقليدية والعلامات التجارية القديمة الأخرى، من خلال فرص التواصل والمبادرات التعليمية.

قُسِّمت المرحلة الرئيسة إلى ثلاثة أجزاء لعقد فصول رئيسة للشركات الناشئة ومجموعات مناقشة للمطورين ومنافسة عرض تقديمي للشركات الناشئة في وقت واحد.

تنظيم العملات المشفرة دون خنق الابتكار

اجتمع المجتمع العالمي لعشاق العملات المشفرة، إلى جانب بعض أعضاء القطاع العام، لمناقشة أهمية وجود سياسات واضحة في ضوء دفع المملكة المتحدة لتقنية الويب 3. وقد كان التركيز على تحقيق اللامركزية السائدة ونقل المصطلحات الصناعية إلى اللغة اليومية.

كما كانت إحدى الرسائل الرئيسة التي أُكِّدت أهميتُها في العديد من الكلمات الرئيسة هي مطالبة حكومة المملكة المتحدة بتبنِّي إمكانات الويب 3 وإنشاء إطار تنظيمي يشجع على الابتكار. ومن جهتها أشارت ليزا كاميرون، عضو البرلمان في المملكة المتحدة، إلى "نافذة مدتها 12 شهراً لجعل المملكة المتحدة مركزاً للابتكار الرقمي"، ولكن فقط في حال اجتياز الولايات القضائية التي تسهل الزخم للمستثمرين والمستهلكين والشركات.

كما أضافت كاميرون، وهي أيضاً رئيسة المجموعة البرلمانية لجميع الأحزاب المعنية بالعملات المشفرة والأصول الرقمية (APPG)، أنَّ النظام الإيكولوجي للعملات المشفرة في "لحظة محورية"، موضحةً أنَّه ثمَّة "فرصة كبيرة في المملكة المتحدة" لوضع الأسس لجيل رقمي شامل في المستقبل.

في الوقت نفسه، أقرَّ ستيفن بارتليت، مؤسس منصة تطوير الويب 3، "ثيرد ويب" (Tirdweb)، أنَّه في حين أنَّ السياسات تُوازن بين حماية المستهلك والابتكار، فإنَّ المملكة المتحدة تخاطر باحتمالية نقل شركات العملات المشفرة للأفكار بعيداً عن البلاد والتوجه إلى ولايات قضائية ذات لوائح أكثر ودية مثل دبي.

العملات المشفرة تشارك الأضواء مع الذكاء الاصطناعي

في حين أنَّ الذكاء الاصطناعي (AI) ليس مفهوماً جديداً، فقد تلقَّى القطاع دفعةً كبيرة مع شعبية (ChatGPT) من (OpenAI) و(Bard AI) من (Google). على هذا النحو، كان الذكاء الاصطناعي موضوعاً ساخناً في Zebu Live، حيث تقود الشركاتُ المشاركةُ أيضاً القواعدَ والاعتبارات الأخلاقية حول التكنولوجيا المتقدمة.

تحدَّث المتحدث الرئيس محمد جودت، الذي شغل سابقاً منصب كبير مسؤولي الأعمال في (Google X) ومؤلف كتابي (Solve for Happy) (Scary Smart)، عن الوتيرة السريعة للتغيير في تقنيات الذكاء الاصطناعي، حيث قال: ثمَّة "مسؤولية جماعية" لتعليم الذكاء الاصطناعي استجابة لأهمية تفاعل الأفراد أخلاقياً مع الآلات. كما أوضح أنَّ "البشر يتخذون القرارات بناءً على أخلاقياتنا وقيمنا"، مسترشدين بالذكاء، مشيراً إلى أنَّ أنظمة الذكاء الاصطناعي يجب أن تتعلم عملية تفكير مماثلة.

اعتماد العملات المشفرة: خطوة واحدة في كل مرة

أكَّد نائب رئيس كوين بيس للسياسة الدولية، توم داف جوردون، أنَّ التوسُّع الدولي كان هدفاً أساسياً للشركة في ضوء المشهد التنظيمي الحالي للعملات المشفرة في الولايات المتحدة. "نريد جلب مليار شخص إلى عالم العملات المشفرة. إذ إنَّ هدفنا يتمثّل في الحرية الاقتصادية "، التي تكمن وراء "عقليتهم الدولية الأولى"، والتي تأتي بعد الكشف عن استراتيجية "انطلق على نطاق واسع، انطلق بعمق" (Go Broad, Go Deep) التي أُعلن عنها سابقاً وحصلت لاحقاً على شراكات مع بنك إسبانيا والسلطة النقدية في سنغافورة (MAS).

وبالمثل، ناقش لاعبو العملات المشفرة الرئيسون مثل "بلوكتشين دوت كوم" (Blockchain.com) و"بيتغيت" (Bitget) و"زوديا" (Zodia) استراتيجيات الاستثمار الخاصة بهم للابتكار، والتي تسهل التبنِّي العالمي للمؤسسات والمستهلكين، ما يسلِّط الضوءَ على أهمية جعل التداول أكثر سهولة وأماناً.

مع انتشار القرصنة والتزييف العميق والمواد التي يولدها الذكاء الاصطناعي، ثمَّة قلق متزايد بشأن كيفية تأثير المعلومات المضللة على البيئات السياسية والإخبارية. في مثل هذا السيناريو، أصبح التحقُّق من المعلومات والأصول أكثر أهمية من أي وقت مضى. ومن ناحيته أعرب بارتليت عن قلقه بشأن مخاطر تصديق ما نراه ونقرأه على الإنترنت، موضحاً أنَّ عدد الأشخاص الذين يتعرضون للاحتيال عن طريق النقد أكبر من عدد الأشخاص الذين يُخدعون عن طريق العملات المشفرة، وأنَّ تقنية البلوكتشين أحد الحلول القليلة للتحقُّق من صحة المعلومات أو الأخبار.

ومن جهةٍ أخرى، يعتقد راؤول بال، المستثمر الشهير والرئيس التنفيذي لشركة "ريل فيجن ميديا" (Real Vision Media)، أنَّ تكنولوجيا البلوكتشين تخلق ندرة رقمية، والتي بدورها تولِّد قيمةً مع استمرار العالم في التحوُّل نحو الرقمنة.