اختتم مؤخراً مخيم الإمارات للذكاء الاصطناعي فعالياته التي استقطبت أكثر من 8000 شاب وشابة حريصين على تنمية مهاراتهم الرقمية والتعمق في العالم التكنولوجي ومجالات المستقبل.

كان المخيم ثمرة تعاون مكتب الذكاء الاصطناعي والاقتصاد الرقمي وتطبيقات العمل عن بُعد في حكومة دولة الإمارات مع البرنامج الوطني للذكاء الاصطناعي والبرنامج الوطني للمبرمجين. 

وضمت الفعاليات نخبةً من الوكالات الحكومية وشركات القطاع الخاص وعمالقة التكنولوجيا العالميين المتخصصين في الذكاء الاصطناعي والتشفير، والذين بلغ عددهم أكثر من 30 كياناً.

ووفقاً لتقريرِ وكالة أنباء الإمارات (وام)، فقد غطى المُخيم أكثرَ من 70 موضوعاً متنوعاً، لضمان الاستفادة المُثلى للمشاركين باختلاف فئاتهم، بدءاً بالأطفال ووصولاً إلى الطلاب الشباب والمهنيين المخضرمين، وركز على عددٍ من المواضيعٍ الأساسية، بما في ذلك تطوير الويب والروبوتات وريادة الأعمال الرقمية والتخطيط الوظيفي والذكاء الاصطناعي التوليدي، بالإضافة إلى الأمن السيبراني وتكنولوجيا البلوكشين والواقع الافتراضي والمعزز.

رؤية جديدة للعصر الرقمي

سلط معالي عمر سلطان العلماء، وزير دولة الإمارات للذكاء الاصطناعي والاقتصاد الرقمي وتطبيقات العمل عن بُعد، الضوء على الدور المحوري للشباب في صياغة المستقبل الرقمي، وأشاد بالاستجابة الهائلة التي شهدها مُخيم الإمارات الذكاء الاصطناعي، مشيراً إلى أن العدد الكبير الذي شهدته المبادرة يُؤكد على تزايد الوعي الرقمي لدى للمجتمع.

وقال معاليه: " إن مخيم الإمارات للذكاء الاصطناعي تميز هذا العام بتوسعه في مجال الذكاء الاصطناعي التوليدي الجديد والواعد وغيره من التوجهات العالمية الجديدة." 

جهود تعاونية لتحقيق هدف موحد 

شاركت نخبةٌ من الشركات العالمية الرائدة، مثل "مايكروسوفت"، و"أمازون" للحوسبة السحابية، و"هواوي"، و"كريم"، و"في آر أكاديمي"، و"بي إن بي"، وجامعة "برمنجهام"، و"هواوي" و"إنتل"، وغيرها العديد من الشركات، في فعاليات المُخيّم، بهدف إثراء حلقات العمل وجلسات الحوار، وخلق بيئةٍ تعليميةٍ وتعاونية.

كما نجح المخيم في عقدِ برامجٍ متخصصة وإطلاق ورش عمل بمشاركةِ نخبة من الجهات الحكومية والخاصة، بما في ذلك مجلس الأمن السيبراني، وسوق أبوظبي العالمي، ومركز دبي المالي العالمي، وهيئة الطرق والمواصلات في دبي، بالإضافة إلى مركز الشارقة لريادة الأعمال، وغيرها العديد من الكيانات.

الذكاء الاصطناعي وما بعده

كان جدول فعاليات المخيم شاملاً، مما ساعد الحضور على التعمق في مجالاتٍ عديدةٍ، مثل الذكاء الاصطناعي التوليدي والتعلم العميق والتعلم المعزز وتعلم الآلة، والمشاركة في مناقشاتٍ بنّاءة حول إمكانات الذكاء الاصطناعي في توليد المحتوى وتطبيقاته العملية في الحياة اليومية. كما سلط المخيم الضوء على أهمية الأمن الرقمي والتحديات والفرص الكامنة في قطاعي البلوكتشين والعملات المشفرة.

وتماشياً مع أهداف الاستدامة لدولة الإمارات العربية المتحدة لعام 2023، أكد المخيم أيضاً من خلال فعالياته على أهمية الممارسات المستدامة في المجال الرقمي.

مقالات ذات صلة: خطط نزع الدولرة تتجسد على أرض الواقع مع إعلان الهند عن تسوية تجارتها النفطيه مع دولة الإمارات بالروبية

لطالما كانت الإمارات العربية المُتحدة في طليعة الدول عندما يتعلق الأمر بالتكنولوجيا الناشئة، حيث تسعى دولة الإمارات لتبني كل ما قد يُساعد في دفع عجلة التطور إلى الأمام وصياغة المُستقبل الرقمي.

ففي منتصف شهر أغسطس، أفادت التقارير بأنَّ الإمارات العربية المتحدة أمَّنت الوصول إلى الآلاف من رقاقات إنفيديا وسْطَ تطوير نموذجها اللغوي الضخم (LLM) مفتوح المصدر المعروف باسم فالكون (Falcon) في معهد الابتكار التكنولوجي (TII) في أبو ظبي.

وعلاوةً على ذلك، أطلقت دولة الإمارات العربية المتحدة دليلَ الذكاء الاصطناعي التوليدي في أبريل لتعزيز مكانتها العالمية في هذه التكنولوجيا وتنظيم الاستخدام السلبي لها.

ومن المتوقَّع أن تشهد دولة الإمارات العربية المتحدة أكبرَ تأثيرٍ للذكاء الاصطناعي من الناحية النسبية، إذ ستصل مساهمة قطاع الذكاء الاصطناعي في الإمارات العربية المتحدة إلى 96 مليار دولار أو 13.6٪ من ناتج الدولة المحلي الإجمالي في عام 2030.