في عالم الويب 3.0 سريع التغيّر، حيث تظهر الاتجاهات، مثل الرموز غير القابلة للاستبدال (NFTs) وحلول البلوكشين، وتتطور باستمرار، يُصبح الحفاظ على الصدارة تحدياً حتى لأكبر العلامات التجارية. ومع تغير سلوكيات المستهلكين وظهور تقنيات جديدة باستمرار، يتعين على الشركات إيجاد طرق إبداعية للابتكار مع الحفاظ على قيمها الأساسية.

وهنا يأتي شركة "Vayner X"، القوّة التسويقية العالمية التي يقودها عدد من رواد الصناعة، مثل "Avery Akkineni"، المديرة التنفيذية للتسويق، والتي تسعى لمساعدة الشركات الأخرى في تحقيق المعادلة السحرية.

خلال فعاليات "حرم مبدعي محتوى العملات المشفرة" (CCCC) التي عُقدت مؤخراً، أتيحت لنا الفرصة للحديث مع "Akkineni"، التي شاركت رؤاها حول كيفية مساعدة فريقها للعلامات التجارية في إيجاد التوازن بين الابتكار والصدق، وقدّمت لمحة عن استراتيجيات هامّة يُمكن للشركات اعتمادها في عالم الويب 3.0.

بدأت "أكينيني" حديثها بالتأكيد على ضرورة تقييم العلامات التجارية للفرصة المُناسبة، التي يُمكنها من خلالها إضافة قيمة حقيقية للسوق قبل البدء في تبنّي التقنيات الجديدة. وأوضحت أنه رغم سيطرة التوجّهات الكبيرة، مثل الـ NFTs، على دائرة الضوء في السنوات الأخيرة، إلا أن الاهتمام في الآونة الأخيرة بدأ يتّجه نحو مجالات أخرى، مثل الذكاء الاصطناعي وحلول البلوكشين.

وقالت "أكينيني" إن العلامات التجارية يجب أن تبقى مرنة، وأن تتحرك وفقاً للتحوّلات الثقافية التي تشهدها مجتمعات الويب 3.0.

وفي إطار حديثها عن عملها مع بعض المشاريع، مثل VeeFriends، سلّطت "أكينيني" الضوء على أهمية التكيّف، حيث بدأ المشروع في البداية باستخدام الـ (NFTs)، لكنّه تطوّر ليشمل المقتنيات المادية وتجارب التسوق الحية. وأكدت "أكينيني" أن الابتكار يتطلب استعداداً لتجربة الصيغ الجديدة، مع ضمان توافق كل مسعى مع هوية العلامة التجارية.

وعند سؤالها عن الحذر الذي تتبناه العديد من الشركات الكبرى تجاه الـ (NFTs)، اعترفت "أكينيني" بأن تقلّبات السوق وعدم اليقين التنظيمي خلقا نوعًا من التردّد بين الشركات. ولكنها أكدت أن إمكانيات الـ (NFTs) والبلوكشين، كأدوات متعددة الاستخدامات، تبقى قوية، سواء في تطوير حلول التذاكر أو خلق التوائم الرقمية أو المقتنيات الفريدة، طالما أن العلامات التجارية قادرة على ابتكار تجارب لم تكن ممكنة دون هذه التقنيات.

وعند الحديث عن كيفية بقاء العلامات التجارية في المقدمة في بيئة تنافسية وسريعة التغير، أكدت "أكينيني" على قيمة الوعي الثقافي، إذ تتيح متابعة التوجّهات عبر منصات التواصل الاجتماعي، والمنشورات، وتحليلات البيانات، للشركات تحديد الفرص والتفاعل بشكلٍ هادف.

ومع اقتراب حديثنا من نهايته، أكّدت "أكينيني" مجدّداً على أهمية القدرة على التكيف، حيث قالت: "لا يمكن لأحد التنبؤ بما سيظل رائجاً، لكن من خلال البقاء فضوليين ومستعدين للتجربة، يمكن للعلامات التجارية أن تُطلق العنان لإمكانياتها الكاملة في هذا العصر الرقمي سريع التطوّر."

الخُلاصة

سواء كانت الشركات تسعى للبقاء في الصدارة من خلال الاستفادة من البلوكشين لتقديم تجارب فريدة للمستهلكين، أو عن طريق التكيف لتلبية احتياجات السوق، فإن الأمر يتطلّب أكثر من مجرد تبني التقنية - إنه يتطلب التزاماً حقيقياً والقدرة على خلق القيمة في المكان المناسب. ببساطة، تقترب العلامات التجارية التي تتبنى الابتكار دون المساس بهويتها من تحقيق النجاح أكثر من غيرها.

المزيد على كوينتيليغراف عربي: مستقبل صناعة المحتوى: نظرة داخل منظومة 'SUBBD' المدعومة بالذكاء الاصطناعي