كانت وما زالت دولة الإمارات العربية المتحدة تعمل على تعزيز مكانتها كرائدةٍ عالميةٍ في مجال التقنيات الناشئة، فقد كشفت دراسة حديثة أجرتها منصة "كورسيرا" التعليمية بالشراكة مع "يوجوف"، أن 91 ٪ من رواد الأعمال الإماراتيين يعتقدون اعتقاداً راسخاً بأن الذكاء الاصطناعي سيُشكل مُستقبل المشهد الاقتصادي ويمهد الطريق لنمو المنطقة في المُستقبل.
وعلاوةً على ذلك، كشفت الدراسة أن 83 ٪ من الشركات الإماراتية على استعدادٍ تام للاستفادة من الذكاء الاصطناعي التوليدي في عملياتها، وأن أكثر من 500 من قادة الأعمال في دولة الإمارات العربية المتحدة قد دمجوا بالفعل الذكاء الاصطناعي في أعمالهم الحالية، كما صرح 51 ٪ من المذكورين بأنهم يستفيدون من الذكاء الاصطناعي بشكلٍ كبير في العديد من وظائفهم اليومية.
ومن جانبه أعرب قيس الزريبي، المدير العام لمنطقة الشرق الأوسط وأفريقيا في كورسيرا، عن حماسه تجاه التبني المتزايد للذكاء الاصطناعي التوليدي والتزام دولة الإمارات العربية المتحدة بتعزيز هذه التكنولوجيا التحويلية، حيث قال: "إن التبني الملحوظ للذكاء الاصطناعي التوليدي والتزام الشركات الإماراتية بالاستفادة من هذه التكنولوجيا التحويلية يُسلط الضوء على السعي الناجح للأمة نحو بناء مُستقبلٍ زاهر.
وأضاف: تتماشى هذه الخطوة الاستراتيجية مع جهود التحول الرقمي المستمرة، مما يطلق العنان للكفاءة والإنتاجية غير المسبوقة للقوى العاملة."
ووفقاً للبيان الصحفي التي نشرته منصة زاوية، فقد شدد الزريبي على أهمية التعلم المستمر لكلٍ من الموظفين والباحثين عن عمل، حتى يتمكنوا من التكيف بشكلٍ استباقي مع المتطلبات المُتغيرة باستمرار في بيئات العمل المعاصرة.
أما من الناحية الأُخرى، فقد عبر العديد عن مخاوفهم تجاه التبني المتزايد للذكاء الاصطناعي، حيث صرح 55٪ ممن شملتهم الدراسة بأن لديهم العديد من الاستفسارات والمخاوف التي تتعلق بالاستغناء عنهم وخسارتهم لوظائفهم، بينما أعرب 49٪ عن مخاوفهم حيال أمن وسلامة البيانات، كما أبدى 43٪ قلقهم بشأن الافتقار إلى الشفافية أثناء صنع القرار بالاعتماد على الذكاء الاصطناعي.
ومع ذلك، على الرغم من هذه المخاوف، فقد أقر نصف المشاركين بأن الذكاء الاصطناعي التوليدي سيعيد تشكيل المهارات اللازمة لدى القوى العاملة، حيث أعرب 87٪ من المشاركين في الدراسة عن رغبتهم القوية في أن يمتلك الموظفون الجدد المهارات اللازمة للاستفادة من الذكاء الاصطناعي.
مقالات ذات صلة: هيئة الرقابة المالية في المملكة المتحدة تحذر من سوء استخدام الذكاء الاصطناعي
الذكاء الاصطناعي في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا
مع اكتساب الذكاء الاصطناعي زخماً في جميع أنحاء العالم، بدأت العديد من الدول الأخرى في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا في تبني هذه التكنولوجيا التحويلية، فعلى سبيل المثال، أبرمت الهيئة السعودية للبيانات والذكاء الاصطناعي (SDAIA) مؤخراً صفقة تعاونية مع شركة إن إي سي (NEC Corporation) اليابانية لحلول التكنولوجيا، بهدف فتح مناقشاتٍ حول الفرص التي تهم الطرفين والبحث في حلول المدن الذكية والتطبيقات الصحية واللوجستية.
وفي السياق نفسه، أعلنت مؤخراً شركة الذكاء الاصطناعي الناشئة "تينديرد" (Tenderd)، التي تُقدم للعملاء رؤىً مولَّدة بالذكاء الاصطناعي (AI-generated) حول تقليل انبعاثات الكربون، خاصةً في الصناعات كثيفة رأس المال، أنَّ صندوق رأس المال الاستثماري المدعوم من أرامكو السعودية "واعد فنتشرز" (Waed Ventures) قد استثمر فيها بهدف معالجة تحديات الاستدامة التي تواجه القطاع الصناعي والاستفادة من حلولٍ إزالة الكربون التي توفرها الشركة.