أعلنت الرابطة الروسية للعملات الرقمية وبلوكتشين (RACIB) أن فكرة الحكومة، التي طال أمد مناقشتها، بإصدار عملة رقمية وطنية، المشار إليها باسم "كريبتو روبل"، سيتم إطلاقها منتصف عام ٢٠١٩.

لقد كانت الحكومة الروسية، منذ عام ٢٠١٥، تفكر مليًّا في إطلاق "كريبتو روبل" (والتي عُرفت سابقًا بـ بيتروبل). ومؤخرًا، في نهاية شهر ديسمبر من العام الماضي (٢٠١٧)، خلال اجتماعٍ بشأن التشريعات المتعلقة بالعملات الرقمية، ذكر كلٌ من نائب وزير المالية والنائب الأول لمحافظ البنك المركزي الروسي أنَّ كلاهما لم يتصور ضرورة إصدار الدولة عملتها الخاصَّة.

ووفقًا لرئيس الرابطة الروسية للعملات الرقمية وبلوكتشين "أرسيني شلتسين" سيتم رسميَّا عرض ومناقشة تفاصيل مشروع "كريبتو روبل" في شهر يوليو من العام الحالي (٢٠١٨)، وينبغي أن تصدر العملة بعد ذلك بعامٍ واحد. ومن المرتقب أيضًا اعداد الحكومة والبنك المركزي الروسي تدابير تنظيمية للعروض الأولى للعملة الرقمية (ICOs) وتعدين العملات الرقمية بحلول شهر يوليو من العام الحالي (٢٠١٨).

وكان قد أشار أحد مستشاري الرئيس بوتين، في وقتٍ سابق من العام الحالي (٢٠١٨)، أن عملة "كريبتو روبل" بإمكانها مساعدة الحكومة الروسية في تعزيز الاقتصاد من خلال تجنب آثار العقوبات الدولية المفروضة ضد الدولة.

ووفقًا للدورية الروسية للعملات الرقمية "فورك لوغ"، فقد تحدد أن تستند العملة إلى عملة "روبل"، وغير قابلة للتعدين، وتعتبر عملة رقمية قانونية داخل حدود الدولة فقط. وتأمل الحكومة أن تجذب عملة "كريبتو روبل" استثمارات العملات الرقمية أجنبية.

وبشكلٍ عام، فإن أرفع القيادات بالحكومة الروسية اعتنقوا ما بين آراءٍ مختلطة وسلبية بشأن العملات الرقمية. وصرح "بوتين"، خلال مؤتمر صحفي عقد في الثاني عشر من شهر يناير الجاري، قائلًا:

"من المعروف أنَّ العملات الرقمية لا تُخفي شيئًا وراءها، وليس بإمكانها أن تكون مخزنًا للقيمة، ولا تمتلك قيمة مادية، ولا تستند على أي شيء..."

كذلك انتقد رئيس الوزراء "ديمتري ميدفيديف" العملات الرقمية خلال منتدى "غايدار" الذي عقد بالعاصمة موسكو. حيث قارن بين الاتجاه للعملة الافتراضية و"ضجة الدوت كوم" دالًا على أنه من الأرجح أن تختفي أغلب العملات الرقمية، بينما ستظل تقنية بلوكتشين، معلنًا:

"لا يُمكننا أن نستبعد كليًّا السيناريو الذي حدث في بداية التسعينيات عندما نشأت العديد من الشركات تأسيسًا على تقنية الإنترنت المتطورة، وفي بداية القرن الحادي والعشرين، فعلى الأغلب اختفت تلك الشركات من المشهد. ومع ذلك، فالتكنولوجيا نفسها لم تنجح فقط في البقاء بل حاليًا تلعب دورًا مهمًا في حياتنا. وعلى غرار ذلك، فالعملات الرقمية قد تختفي خلال عدة سنوات، إلَّا أن التكنولوجيا التي تقف خلفها، وأقصد بذلك بلوكتشين، ستُصبح جزءًا من واقعنا اليومي. هذا السيناريو لا سبيل لإنكاره."

وردًا على انتقادات الحكومة الروسية للعملات الرقمية، مؤخرًا، ناشد "هيرمان غريف"، المدير التنفيذي ورئيس مجلس إدارة أكبر مصرف روسي "سبيربنك"، السلطات ألا تحظر العملات الافتراضية. ويعتبر "غريف" أن العملات الرقمية وبلوكتشين كلاهما "تقنيات جديدة هائلة لا يمكن إدراك قوتها في الوقت الراهن." كما أعلن كذلك "لا يجب تحت أي ظرف أن يتم حظر [العملات الرقمية]."

وقد أعلنت عدة دول أخرى خططًا لإدخال عملاتهم الرقمية الرسمية، مثل فنزويلا والسنغال.