رفعت شركة Genesis، المقرضة السابقة للعملات المشفرة والتي أعلنت إفلاسها، دعويين قضائيتين ضد شركتها الأم Digital Currency Group (DCG) والرئيس التنفيذي لها باري سيلبرت، متهمةً إياهم بالاحتيال، وسوء الإدارة المتهور، وسحب أكثر من مليار دولار من أصول الشركة قبل انهيارها.
في 19 مايو، كشفت محكمة ديلاوير تفاصيل شكوى تتهم DCG باستخدام Genesis وكأنها صرّاف آلي تابع للشركة الأم، عبر قروض وتحويلات داخلية تخدم مصالح DCG، مع الترويج لصورة زائفة عن سلامة Genesis المالية.
ووفقًا للجنة الرقابة على التقاضي المعيّنة من قبل المحكمة، فإن الدائنين يدّعون أن أكثر من مليون عملة رقمية تُقدّر قيمتها بحوالي 2.1 مليار دولار قد تم تحويلها بعيدًا بينما كانت Genesis على وشك الانهيار.
وبحسب الشكوى، لا يزال يُستحق للدائنين حوالي 2.2 مليار دولار من الأصول الرقمية، بما يشمل 19,086 بيتكوين (BTC)، و69,197 إيثيريوم (ETH)، وأكثر من 17.1 مليون توكن آخر، بالإضافة إلى رسوم وفوائد غير مدفوعة حتى 9 فبراير 2025.
قلب الشكوى: إهمال للمخاطر وتعاملات وهمية
تركّز الدعوى على اتهام سيلبرت ومقربين منه بتجاهل الضوابط الأساسية للمخاطر، ودفع Genesis نحو ممارسات إقراض متهورة صبّت في مصلحة شركة Grayscale Investments التابعة لـ DCG.
وتزعم الشكوى أن Genesis عملت دون مجلس إدارة أو رقابة مستقلة، وتم اتخاذ قرارات رئيسية بهدف إثراء DCG على حساب المودعين.
وتشير الدعوى إلى أن "سيلبرت، وكراينز، ومورفي نفذوا معاملات وهمية في نهاية الربعين الثاني والثالث من عام 2022، بالتزامن مع إغلاق دفاتر Genesis، بهدف خداع المقرضين للاعتقاد بأن DCG كانت توفر السيولة ورأس المال."
كما أُجبرت Genesis، وفقًا للشكوى، على قبول أسهم غير سائلة في Grayscale Bitcoin Trust كضمان، ولم يُسمح لها ببيع هذه الأسهم، مما تسبب في مخاطر تقييم كبيرة.
وجاء في الشكوى:
"كانت أسهم GBTC غير سائلة بسبب فترة حجز لمدة ستة أشهر فرضتها هيئة الأوراق المالية الأمريكية (SEC)، كما منعت DCG Genesis من بيع الأسهم حتى بعد انتهاء فترة الحجز."
تضمّنت قائمة المدعى عليهم في الشكوى: DCG، باري سيلبرت، الرئيس التنفيذي السابق لـ Genesis مايكل مورو، المدير المالي السابق لـ DCG مايكل كراينز، رئيس DCG مارك مورفي، والمصرفي الاستثماري لشركة Ducera Partners.
المصدر: GenesisLOC
أما الدعوى الثانية، فقد رُفعت أمام محكمة الإفلاس الأمريكية في المنطقة الجنوبية من نيويورك، وتزعم أن DCG وشركاتها التابعة سحبوا أكثر من 1.2 مليار دولار نقدًا وعبر عملات رقمية خلال السنة التي سبقت إفلاس Genesis.
وتقول لجنة الرقابة إن هذه السحوبات جرت بالتزامن مع أحداث انهيار كبرى في السوق، مثل سقوط Terra-Luna، وThree Arrows Capital، وFTX وهي فترات كانت فيها Genesis فعليًا في حالة إفلاس.
وتُظهر مستندات داخلية أن المطلعين (insiders) استعادوا 100% من أموالهم، بينما تُرك الدائنون من الأفراد والمؤسسات معرضين للخسائر.
Genesis تسعى لاستعادة مليارات الدولارات
بالمجمل، تسعى Genesis إلى استعادة أكثر من 3.3 مليار دولار من خلال هاتين الدعويين.
وفي أبريل 2025، سمح قاضٍ في نيويورك لمعظم بنود الدعوى المدنية المقدمة من المدعي العام ضد DCG، وسيلبرت، والرئيس التنفيذي السابق مايكل مورو، بالمضي قدمًا.
وتتّهم الدعوى DCG وفرعها المُفلس Genesis بتضليل المستثمرين بعد انهيار صندوق التحوط المشفّر Three Arrows Capital، من خلال التغطية على عجز بقيمة مليار دولار عبر سند تعهد (promissory note) منخفض الفائدة لمدة 10 سنوات.
ورغم التسوية التي توصلت إليها Gemini وGenesis، فإن DCG ومديريها التنفيذيين ما زالوا يرفضون التهم.
وكانت Genesis قد تقدّمت بطلب إفلاس في أوائل عام 2023، وهي مدينة آنذاك بـ 14 مليار دولار من القروض المستحقة.