حذر مجلس الاستقرار المالي (FSB) من تصاعد المخاطر المرتبطة بقطاع العملات الرقمية، مشيرًا إلى أن الروابط المتزايدة مع النظام المالي التقليدي تقترب من حدٍّ حرج.

وفي كلمة ألقاها في مدريد يوم الخميس، قال رئيس المجلس المنتهية ولايته، كلاس نوت، إن العملات الرقمية لا تُشكّل حتى الآن تهديدًا منهجيًا للتمويل التقليدي، لكنه أضاف: "قد نكون بصدد الاقتراب من نقطة تحول في هذا الصدد".

وأوضح نوت أن الحواجز التي كانت تقف أمام دخول المستثمرين الأفراد "انخفضت بشكل كبير"، خصوصًا مع ظهور صناديق المؤشرات المتداولة (ETFs) المرتبطة بالعملات الرقمية، والتي تتيح للمستثمرين التعرض للأصول الرقمية دون الحاجة لإدارة مفاتيح خاصة أو محافظ إلكترونية أو التداول عبر بورصات العملات المشفرة.

وأشار أيضًا إلى أن سوق العملات المستقرة يشكل مصدر قلق آخر، موضحًا أن الجهات المصدرة للعملات المستقرة تحتفظ الآن بكميات ضخمة من سندات الخزانة الأمريكية، ما يزيد من تشابك قطاع الكريبتو مع التمويل التقليدي. وقال: "هذا قطاع ينبغي أن نخضعه لرقابة لصيقة بكل وضوح".

كلاس نوت متحدثًا في مدريد. المصدر: YouTube

العملات المستقرة أصبحت مدمجة في الأنظمة المالية

تُعدّ العملات المستقرة وهي أصول رقمية مربوطة بعملات تقليدية مثل الدولار الأمريكي جزءًا متزايد الأهمية من النظام المالي العالمي. ووفقًا لبيانات من DefiLlama، تتجاوز القيمة السوقية الإجمالية للعملات المستقرة 251 مليار دولار.

وأظهرت ورقة بحثية حديثة صادرة عن بنك التسويات الدولية (BIS) تأثير العملات المستقرة المتزايد على التمويل التقليدي، حيث ركّزت على أثرها في عوائد سندات الخزانة الأمريكية قصيرة الأجل.

وباستخدام بيانات يومية من 2021 إلى 2025 ومنهجية "المتغيرات الأدواتية"، توصلت الدراسة إلى أن تدفقات العملات المستقرة تؤدي إلى خفض عوائد سندات الخزانة لأجل ثلاثة أشهر بمقدار 2 إلى 2.5 نقطة أساس خلال 10 أيام، بينما تؤدي التدفقات الخارجة إلى رفع العوائد بين 6 و8 نقاط أساس.

وأشارت الورقة إلى أن هذه التأثيرات تتركز في أدوات الدين قصيرة الأجل، دون تأثير يُذكر على السندات الأطول أمدًا. وكانت عملة USDT التابعة لـ Tether هي الأكثر تأثيرًا، تليها USDC الخاصة بـ Circle، ما يعكس النفوذ الكبير للعملات المستقرة في أسواق الخزانة الأمريكية.

ويُذكر أن نوت، الذي يرأس أيضًا البنك المركزي الهولندي (De Nederlandsche Bank)، سيغادر منصبه في كلتا المؤسستين بحلول 30 يونيو. ومن المقرر أن يتولى أندرو بيلي، محافظ بنك إنجلترا، رئاسة مجلس الاستقرار المالي، فيما لم تُعلن هولندا عن خليفة نوت بعد.

مجلس الشيوخ الأمريكي يوافق مبدئيًا على قانون GENIUS

وفي سياق ذي صلة، صوّت مجلس الشيوخ الأمريكي يوم الأربعاء بواقع 68 مقابل 30 لصالح التقدم في مناقشة قانون GENIUS، أو "قانون التوجيه وترسيخ الابتكار الوطني للعملات المستقرة في الولايات المتحدة"، وهو تشريع محوري يهدف إلى إرساء أطر تنظيمية واضحة للعملات المستقرة المدعومة بالدولار.

ويفتح التصويت الطريق أمام مناقشة مفتوحة داخل المجلس، قبل التصويت النهائي وإحالته إلى مجلس النواب. وفي حال تم إقراره، سيُوفر القانون إطارًا وطنيًا لإصدار العملات المستقرة، ما من شأنه تعزيز قدرة الصناعة الرقمية الأمريكية على المنافسة عالميًا.