أدرجت مصر، التي كانت حازمة بشأن موقفها ضد استخدام العملات المشفرة، رسمياً إدخالَ عملة رقمية للبنك المركزي (CBDC) في مخططها الاقتصادي للسنوات الست المقبلة.

وقد نُشر المشروع البحثي، "وثيقة أبرز التوجهاتِ الاستراتيجيةِ للاقتصادِ المصري للفترةِ الرئاسيةِ الجديدة (2024-2030)"، بتكليفٍ من مركز المعلومات ودعم القرار التابع لمجلس الوزراء المصري (IDSC)، حيث يفصِّل المشروعُ خططَ الدولة الواقعة في شمال إفريقيا لإصدار الجنيه الرقمي أو الجنيه الإلكتروني من بين سياساتٍ أخرى تَعدُّها الجمهورية العربية حاسمةً لاقتصادها.

في حين أنَّ الوثيقة لم تحدد كيف ستنفِّذ الحكومة مشروعَ العملة الرقمية للبنك المركزي، فإنَّها تحثُّ السلطات النقدية المصرية على تسريع عملها في تطوير القطاع المالي في البلاد. كما تتماشى هذه الاستراتيجية مع جهود مصر لتحقيق الشمول المالي بنسبة 100٪ ورفع عدد المحافظ الإلكترونية إلى نحو 80 مليون محفظة بحلول عام 2030.

المزيد على كوينتيليغراف عربي: المغرب ومصر من بين الدول الأفريقية الأكثر اهتماماً بالعملات المشفرة: دراسة

في يناير 2023، أفادت التقارير بأنَّ البنك المركزي المصري أعلن أنَّه يستكشف استخدامَ العملة الرقمية الصادرة عن البنك المركزي كبديل قابل للتطبيق للعملات المشفرة، والتي قال المنظم إنَّها تمثِّل مخاطر على الاقتصاد الرقمي للبلاد. في ذلك الوقت، ورد أنَّ البنك المركزي شكَّل لجانَ عملٍ داخلية وخارجية، تضمُّ أعضاءً من الوزارات والسلطات الوطنية ذات الصلة، للإشراف على البحوث المرتبطة بالعملة الرقمية للبنك المركزي.

إلى جانب ذلك، ذكر المنفذ الإعلامي المحلي "إيجبت إندبندنت" في ديسمبر 2023 أنَّ البنك المركزي المصري يتعاون مع صندوق النقد الدولي والبنك الدولي في دراسته لإصدار الجنيه الرقمي.

والجدير بالذكر أنَّ مصر أصدرت تحذيراً بشأن العملات المشفرة في وقتٍّ مبكر من عام 2018 عندما أصدرت دار الإفتاء، المشرِّعُ الإسلاميُّ الرئيسُ في البلاد، مرسوماً دينياً يصنِّفُ المعاملات التجارية بالبيتكوين على أنَّها محظورة بموجب الشريعة الإسلامية. وفي العام نفسه، حذَّر البنك المركزي من تداول البيتكوين وغيرها من الأصول المشفرة.

ومع ذلك، لم تردع تحذيراتُ البنك المركزي المصري السكانَ المحليين لأنَّ معاملات العملات المشفرة في البلاد ما تزال مرتفعةً نسبياً، مقارنةً بالدول الأخرى في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا. إذ تُظهر بيانات سبتمبر 2023 من شركة تحليلات البلوك تشين ’تشيناليسيس‘ (Chainalysis)، أنَّ مصر تحتلُّ المرتبةَ السابعة من حيث القيمة المستلمة في العملات المشفَّرة بين دول الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، متخلِّفةً عن تركيا والإمارات العربية المتحدة والمملكة العربية السعودية وإيران وإسرائيل والمغرب.

دول الشرق الأوسط وشمال إفريقيا مرتبة حسب قيمة العملات المشفرة المستلمة. المصدر: Chainalysis

يُذكر أنَّ سعر البيتكوين سجَّل أعلى مستوياته على الإطلاق مقابل الجنيه المصري (EGP) العام الماضي؛ علماً بأنَّ الجنيه المصري من أكثر العملات الورقية تضخُّماً في العالم. ففي مرحلة ما من يوم 12 ديسمبر، وصلت عملة البيتكوين الواحدة إلى أعلى مستوياتها مقابل العملة المحلية عند 1,280,955.47 جنيهاً مصرياً.

المزيد على كوينتيليغراف عربي: لماذا تحظى العملة الرقمية للبنك المركزي بدعمٍ قويٍّ في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا

Translated by Albayan Gherra
ترجمة البيان غره