بالرغم من بدء البيتكوين (BTC) للعام فوق حاجز16,000 دولار، فإنَّ الاهتمام المؤسَّسي بالعملات المشفرة آخذ في الارتفاع، حيث يتوقَّع الخبراء حدوث تطورات كبيرة في التبني المؤسَّسي في العام المقبل.

تعتقد أناستازيا أوليانوفا، المؤسِّسة المشاركة لمزود حلول العملات المشفرة ’آريا‘ (ARIA)، أنَّ المستثمرين المؤسَّسيين يؤدَّون دوراً رئيساً في مجال العملات المشفرة عبر ضخِّ السيولة ومشاركة الكيانات المالية التقليدية، ما "يعزز المصداقية ويرفع ثقةَ المستثمرين ويحقق الاستقرار في السوق". تطلعاً إلى عام 2024، قالت لكوينتيليغراف:

"تبدو التوقعات لعام 2024 متفائلة للغاية، مع... موافقة هيئة الأوراق المالية والبورصات المرتقبة للغاية على أول صندوق استثمارات متداول في البورصة للتداول الفوري للبيتكوين. إذ إنَّ هذه الموافقة ستمثل علامة فارقة مهمة، ما يشير إلى النضج المالي والتنظيمي للقطاع."

لقد تحوَّلت معنويات المستثمرين إلى الصعود في نوفمبر 2023، حيث يتوقَّع محللو بحوث بارزون في صناديق الاستثمار المتداولة أن تكون هيئة الأوراق المالية والبورصات قد وافقت على 12 طلباً رئيساً لصناديق الاستثمار المتداولة للبيتكوين بحلول يناير 2024.

وفقاً لأولياوفا، فإنَّ الموافقة على منتجات العملات المشفرة هذه ستسمح "بمشاركة أكبر" للجهات الفاعلة التقليدية في أسواق العملات المشفرة، والتي تعتقد أنَّها كانت محدودة بسبب تفويضاتها الخاصة وقيودها وترددها.

إلى جانب ذلك، سلَّطت الضوءَ على أنَّ التجارب السابقة لسوق العملات المشفرة مع الاهتمام المؤسَّسي، خاصةً خلال فترة الصعود لعام 2021 بعد التنصيف الأخير للبيتكوين في مايو 2020، تُقدِّم بعضَ أوجه التشابه. كما قالت المسؤولة التنفيذية: "بالنظر إلى أوجه التشابه هذه، فإنَّ عام 2024 يَعِدُ بالتأكيد بأن يكون عاماً مثيراً للاهتمام لأسواق العملات المشفرة".

مقالات ذات صلة: أنيموكا براندز ستركز على اقتصاد صناعة المحتوى وقابلية التشغيل البيني في عام 2024

ومن جهته، شارك بونديب رانجار، الرئيس التنفيذي لشركة الاستثمار في الأصول الرقمية ’فينيقيا‘ (Fineqia)، بعضَ المشاعر المماثلة مع أوليانوفا، حيث قال إنَّ المشاركة المؤسَّسية ستجلب المصداقية والاستقرار إلى السوق، ما سيجذب مستثمرين متنوعين ويؤدي إلى نضج السوق. ومع ذلك، أضاف أنَّ هذه المشاركة يمكن أن تؤدي أيضاً إلى "مزيدٍ من التلاعب في السوق وتركيز السلطة"، ما قد يقوض ثقة المستثمرين.

وفقاً لرانجار، سيكون تحقيق التوازن الصحيح بين المشاركة المؤسَّسية والرقابة التنظيمية أمراً بالغ الأهمية في تشكيل مستقبل أسواق العملات المشفرة، حيث قال:

"[يجب علينا] توقُّع تحوُّلٍ عالميٍّ في تنظيم العملات المشفرة، والذي سيركز على التوازن بين تشجيع الابتكار وضمان حماية المستثمرين. فعبر أخذ الإشارات من المناطق الصديقة للعملات المشفرة، فإنَّ الهدف يتمثَّل في وضعِ إرشاداتٍ أكثر وضوحاً وبنىً تحتيةٍ قويةٍ في جميع أنحاء العالم."

كما أضاف المسؤول التنفيذي أنَّه يتوقَّع أن يرى زيادةً في التنسيق العالمي بين الهيئات التنظيمية للأطر "المتماسكة" وتبادل المعرفة.

في الوقت نفسه، شدَّدت نيكول فالنتين، مديرةُ التكنولوجيا المالية في معهد ميلكن (Milken Institute) للبحوث، على الدور المتنامي للمستثمرين المؤسَّسيين الذين يدخلون سوق العملات المشفرة، مؤكِّدةً أنَّ هذه المشاركة تتجاوز الاستثمار:

"التبني المؤسَّسي... [يرتبط] أيضاً بتعزيز إمكانية الوصول إلى العملات المشفرة والنهوض بها... يرى [الناس] هذا بمنزلةِ وصولٍ للمستثمرين للدخول إلى الفضاء وجعل المؤسسات تؤدِّي دوراً في عمليتهم."

كما أضافت فالنتين قائلةً: "أرى بالتأكيد دورَ المستثمرين المؤسَّسيين في دفع الصناعة إلى الأمام".

إلى جانب ذلك، أكَّدت مديرة التكنولوجيا المالية على الاتجاهات المرتبطة بالمشاركة المؤسَّسية في العملات المشفرة، بما في ذلك تركيزها على الحفظ والمدفوعات في مجال الأصول الرقمية. وأشارت إلى استكشاف ترميز الأصول المختلفة، مثل الصناديق الخاصة وصناديق التحوط والسندات والأوراق المالية، والتي يمكن أن تقلل من الحواجز التي تحول دون دخول المستثمرين المؤسَّسيين الأصغر.

مقالات ذات صلة: صناديق الاستثمار المتداولة للبيتكوين وتجربة المستخدم تقودان عملية التبني، وفقاً للرئيس التنفيذي لشركة 'eToro'

Translated by Albayan Gherra
ترجمة البيان غره