رغم أن عام 2024 اختُتم بوصول سعر بيتكوين إلى أعلى مستوياته التاريخية متجاوزًا 100,000 دولار، إلا أنه شكّل أيضًا نهاية درامية لمسيرة عدد من الشخصيات البارزة في صناعة العملات المشفرة، بعد إدانتهم في قضايا احتيال وسوء إدارة.
تنفيذيو FTX وAlameda
في أوجها، كانت FTX واحدة من أكبر منصات تداول العملات الرقمية في العالم، حيث جذبت ملايين المستخدمين من مختلف أنحاء العالم. لكن كل شيء انهار في غضون أسبوع خلال نوفمبر 2022، بعد إعلان الشركة عن أزمة سيولة دفعتها إلى إعلان الإفلاس.
وبعد تسليمه من جزر البهاما، نُقل الرئيس التنفيذي السابق سام بانكمان-فرايد (SBF) إلى الولايات المتحدة، حيث أُفرج عنه مؤقتًا بكفالة قبل أن يُلغى القرار في أغسطس 2023، ويُودع في مركز احتجاز بانتظار محاكمته. أُدين لاحقًا وحُكم عليه بالسجن لمدة 25 عامًا.
قضى SBF ليلة رأس السنة في 1 يناير 2025 داخل سجن متروبوليتان في بروكلين، حيث يُحتجز حاليًا أثناء متابعة استئناف الحكم. ولم يكن وحده خلف القضبان.
مديرة "ألاميدا ريسيرش" السابقة كارولين إليسون، التي كانت تربطها علاقة عاطفية بـ SBF، إلى جانب ريان سلام، الرئيس التنفيذي المشارك لـ FTX Digital Markets، اعترفا بالتهم الموجهة إليهما في قضية الاحتيال. حُكم على إليسون بالسجن لعامين، وعلى سلام بسبع سنوات ونصف. وتشير سجلات السجون الفيدرالية إلى أن موعد الإفراج عن سلام سيكون في عام 2031.
قضت إليسون ليلة رأس السنة في سجن "دانبري" بولاية كونيتيكت، وهو منشأة مختلطة تستقبل السجناء والسجينات. أما سلام، فقد عدّل ملفه على LinkedIn قبل أيام من دخوله السجن في 11 أكتوبر، كاتبًا: "بدأت وظيفة جديدة كنزيل في السجن الفيدرالي في كمبرلاند."
مطوّرو Tornado Cash
بعد نحو عام من إدراج وزارة الخزانة الأميركية لعناوين Tornado Cash على قائمة العقوبات، ألقت السلطات القبض على المؤسس المشارك رومان ستورم بتهمة غسل الأموال.
ستورم لا يزال طليقًا بكفالة بانتظار محاكمته المقررة في أبريل 2025، لذا لم يقضِ الأعياد خلف القضبان. أما شريكه رومان سيمينوف، فما يزال هاربًا ومُدرجًا على قائمة المطلوبين لدى مكتب التحقيقات الفيدرالي (FBI).
في هولندا، كان الوضع مختلفًا. فقد أُلقي القبض على المؤسس المشارك الثالث أليكسي بيرتسيف في عام 2022، وأُدين في مايو 2024 بتهمة غسل الأموال، وحُكم عليه بالسجن لأكثر من خمس سنوات. ولا يزال محتجزًا حتى يناير 2025 بينما يعمل فريقه القانوني على استئناف الحكم.
مروّجو مشروع IcomTech الاحتيالي
ديفيد كارمونا، مؤسس مشروع الاحتيال الهرمي الشهير IcomTech، محتجز في الولايات المتحدة منذ اعتقاله عام 2022، وحُكم عليه بالسجن 10 سنوات في عام 2024.
ورغم التوصية بإيداعه في منشأة قريبة من نيويورك، إلا أن السجلات تشير إلى نقله إلى سجن فيدرالي في آشلاند، كنتاكي، حتى ديسمبر الماضي.
كارمونا كان من أوائل من دخلوا السجن من الفريق. كما أُدين اثنان من مروّجي المشروع، غوستافو رودريغيز وديفيد بريند، بنفس التهم. وحُكم على رودريغيز بالسجن 8 سنوات، وعلى بريند 10 سنوات، وقد بدأ الأخير تنفيذ محكوميته في سجن فيدرالي بفلوريدا منذ 16 ديسمبر.
قضية غسل أموال Bitfinex
إيليا ليشتنشتاين وزوجته هيذر مورغان، المتهمان بغسل مئات الملايين من الدولارات من عملات بيتكوين المسروقة خلال اختراق Bitfinex عام 2016، صدرت بحقهما أحكام بالسجن.
مورغان، المعروفة أيضًا بلقبها الفني "Razzlekhan"، حُكم عليها بالسجن 18 شهرًا، ومن المقرر أن تبدأ محكوميتها في 24 يناير. ورغم ذلك، لا تزال نشطة على وسائل التواصل الاجتماعي، وتروّج لنفسها كـ"المجرمة المفضلة في عالم الكريبتو"، وتطلب دعم المتابعين.
المصدر: Heather Morgan
أما ليشتنشتاين، فقد سُلّم إلى وزارة العدل عام 2022، ويُحتجز في منشأة منفصلة عن باقي المحتجزين بانتظار إجراءات المحاكمة أو الاستئناف. ورغم أن قاعدة بيانات السجون لا تُظهر مكانه حاليًا، تؤكد الوثائق الرسمية أنه لا يزال قيد الاحتجاز.
ليلة رأس سنة أخيرة في السجن؟
من بين الأسماء الكبرى في عالم الجرائم المرتبطة بالكريبتو، قد يكون روس أولبريخت هو الأقرب للحرية. فقد وعد الرئيس المنتخب دونالد ترامب خلال حملته الانتخابية بتخفيف الحكم الصادر ضده.
أولبريخت، مؤسس منصة Silk Road، يقضي حكمًا بالسجن المؤبد دون إمكانية الإفراج المشروط، بعد إدانته عام 2015 بتهم غسيل الأموال، واختراق أنظمة حاسوبية، والتآمر لترويج المخدرات عبر الإنترنت.
ورغم أن ترامب لم يحقق هذا الوعد خلال ولايته الأولى، إلا أن أنصار أولبريخت يأملون أن ينفّذه هذه المرة، ما يجعل ليلة رأس السنة هذه ربما الأخيرة له خلف القضبان.