زادت الأنشطة المتنامية لمضاربات تعدين بيتكوين بحدة في الأشهر القليلة الماضية ممّا نتج عنه ارتفاعًا بالغًا في استهلاكها للطاقة اعتبارًا من العاشر من ديسمبر ٢٠١٧.

وقد أدَّت هذه الزيادة في النشاط والتطور إلى حدوث انقطاعات بالتيار الكهربائي في بعض الدول مثل فنزويلا، والتي تُواجه عملتها أزمة اقتصاديَّة فانصرف مواطنوها إلى تعدين بيتكوين لكسب ما يكفي من المال للبقاء على قيد الحياة وإطعام أسرهم.

استهلاك تعدين بيتكوين للطاقة

وفقًا لتحليلات "ديجيكونوميست" فإنّ معدل استهلاك عمليات تعدين بيتكوين للطاقة يشبه لمعدل استهلاك الطاقة لدولٍ مثل عمان والمغرب وصربيا والدنمارك.

فعلى سبيل المثال، يمكن لمقدار الطَّاقة المستهلكة في تعدين العملة الرقمية الرائدة أن يوفر ٤٨,٤٪ من احتياجات الطاقة لجمهوريّة التشيك، و٢٤,٤٪ لهولندا، و٠,٠٨٪ للولايات المتحدة، و٥,٧٪ لألمانيا، و٩,٨٪ لبريطانيا العظمى.

وبالنسبة للدول التي تعتمد بشكلٍ رئيسي على مرافق تعمل بحرق الفحم كمصدر للطاقة، فإنَّ الاستهلاك المرتفع للطاقة بتعدين بيتكوين يؤدي إلى انبعاثات كربونية عالية والتي بدورها تدمر البيئة.

فعلى سبيل المثال، في الصين، تقوم كل منشآة فردية بتشغيل أكثر من خمسة وعشرين ألف جهاز كمبيوتر لتعدين بيتكوين. وهذه الأجهزة تستهلك كهرباء بما يزيد قيمته عن أربعين ألف دولارًا في اليوم الواحد.

بدائل مرتقبة

طبقًا لإريك هولثوس، مناصر التوعية بالتغيرات المناخية، فإنَّ الطلب على الكهرباء من أجل تعدين بيتكوين سوف ينتهي به الأمر بتخطَّي حجم المتاح من المخزون. وقد زعم هولثوس أنّه بحلول شهر فبراير عام ٢٠٢٠ فإنّ معدل استهلاك الطاقة بعمليات التعدين سيكون مطابقًا للمعدل الحالي للاستهلاك العالمي من الطاقة.

ولكن هناك العديد من الحلول الممكنة لإنهاء مشكلات معدل استهلاك تعدين بيتكوين المرتفع للطاقة؛ ومن بينها: تبني آلية دليل صِحَّة الحِصَّة، وإنتاج تقنيات لعمليات التعدين تتسم بالاستخدام الأمثل للطاقة، والطرح المرتقب قريبًا لما يُعرف بالشبكة المسرعة Lightning Network.