يطارد الحديث عن كونها فقاعه, البيتكوين منذ أواخر ٢٠١٣ الى الآن ومع هذا تستمر البيتكوين فى تحطيم الحواجز مثيره لتساؤلات المتشائمين: "متى ستنفجر الفقاعه؟"

سواء ان كانت فقاعه ام لا, تبدو البيتكوين غير متأثره بالآراء الصحفيه السلبيه, انما تركز فقط على التبنى الضخم لها و الزياده فى الاستقرار المنتظر لاحوال السوق. انها مخاطره مخيفه بالرغم من ازدهارها الحالى.

انه من المهم ان نفهم ماذا سيحدث ان فشلت البيتكوين فشل ذريع  وتم انفجار سوقها كما حدث مع كل ما تقارن به.

خطر على الاقتصاد العالمى

من الواضح اننا سنبدأ مناقشه ماذا سيحدث لمن يستثمروا الكثير من الاموال فى البيتكوين لو فعلا انهارت العمله. الاجابه بسيطه, سيخسروا اموالهم. انه من المثير ان نبحث فى تأثير هذا النظام المالى الثورى على الاقتصاد العالمى.

بكل امانه, اذا محيت البيتكوين من على وجه الارض, لن يلاحظ ذلك الاقتصاد العالمى. تعد البيتكوين ضئيله بالمقارنه بالأسواق المالية التقليدية. مثلا، يعد سوق العقارات اكبر من سوق البيتكوين بـ ٥٠٠ مرة.

يعتبر رأس المال الخاص بسوق العملات المشفره و الاموال المستثمره فيه –يتعدى بقليل الـ ٣٥٠ مليار دولار- لا شئ بجانب نظيره فى الدوت كوم.

يوضح ادريان لى, محاضر كبير فى علم الاموال بجامعه سيدنى للتكنولوجيا, الوضع في استراليا:

لن تؤثر البيتكوين على الدولار الاسترالي حيث لا يستخدمها احد فى الوقت الحالى. عندما تفكر, تجد ان هناك تداولات بتريليونات الدولارات الاستراليه فى اثناء تقدير قيمه البيتكوين الكليه بـ ٢٠٠ مليار دولار, فلا نستطيع مقارنه شئ بتبادل التريليونات فى سوق صرف العمله

هذه بالاضافه الى الدروس المستفاده من الافلاس فى سوق العقارات عام ٢٠٠٨, و لربما تعد البيتكوين اسهم مختلفه, و لكنه من المستحيل ان يتم الاقتراض لشراء البيتكوين.

اضاف جيسون بوتس, بروفيسور الاقتصاد فى المعهد الملكى للتكنولوجيا بميلبورن:

ليس هناك أي دليل على اقتراض الاموال لشراء العملات المشفره, و ان كنت مكان البنوك او أي جهه تمويلية, فلن اقرض المال لاى شخص للقيام بذلك

هل ممكن بأن تكون الشرارة؟

لايعد نطاق البيتكوين بهذا الحجم الضخم, حتى بالنسبه للمعارضين. يطلق عليه العديد, لقب فقاعة نظرا الى سعرها المرتفع و التزايد فى سرعة شرائها. ولكن كما قيل سابقا, فإن البيتكوين مازالت يافعة, و ان معدل شرائها يعد فى مراحله الاولى.

يستمر بوتس فى شرح لمذا لن تتأثر أي من الاسواق العالمية او تنهار نتيجة إنهيار البيتكوين. و فى نفس الوقت يؤكد على ان البيتكوين جديدة العهد و ذات حجم صغير لنعتبرها فقاعة.

يستطرد بوتس بتشبيه البيتكوين بالبريد الالكتروني عندما أطلق عام ١٩٩٤ للإشاره لمرحله الشراء الاولية لها و اكمل قائلا:

حتى هذه اللحظة, لا نرى تلك النوعية من المتداولين اللذين يستخدمون مستحقات التقاعد فى هذا السوق, و قد يستغرق هذا بعض الوقت أيضا

عند حدوث السيناريو الأسوأ سيحدد تأثيره على المتضريرين في هذا النظام. عبر مستر لى عن موقفه قائلا:  اذا انهارت البيتكوين, اللذين سيخسرون الكثير من اموالهم هم, المضاربين , و ربما المستخدمين و البورصات. و لكن لا تحتاج البورصات نفقة عالية لاعادة تشغيلها. لذا لن يكونوا فى وضع سيء اذا سقط السوق.

الاسواق الكبيرة معرضة للفقاعة

لذا من الواضح انه ليس معنى عدم وجود تأثير لإنهيار البيتكوين على السوق العالمية, انها لا يمكن ان تنهار. سيكون انهيار البيتكوين مؤثرا فقط على من يستثمر امواله فيها - كأي مشروع تجاري- لكننا لا نشبه خسارة مشروع تجاري مبتدأ كانفجار الفقاعة, بل هي شئ مختلف.

ربما يجب علينا ترك الحديث عن الفقاعة الآن, خاصة فى اثناء محاولة البيتكوين ملاحقة الأسواق التي تعرضت او يمكنها ان تتعرض للفرقعة, مثل سوق العقارات. هذا ليس معناه ان البيتكوين لا يمكن ان تتعرض للانهيار و لكن من غير المحتمل ان تتعرض للفرقعة، على أقل تقدير.