يمكن أن يؤثر الذكاء الاصطناعي التوليدي على سوق العمل العالمي، ويحل محل ما يعادل 300 مليون موظف بدوام كامل، وفقاً لتقرير جديد صادر عن جولدمان ساكس.

وكتب العملاق المصرفي، جولدمان ساكس، أن ما يقرب من ثلثي الوظائف في الولايات المتحدة وأوروبا "تتعرض لدرجة ما من الأتمتة من خلال الذكاء الاصطناعي"، مضيفاً أن التكنولوجيا يمكن أن تحل محل ما يصل إلى ربع القوى العاملة الحالية. وأشار البنك إلى ما يلي:

"إذا حقق الذكاء الاصطناعي التوليدي قدراته الموعودة، فقد يواجه سوق العمل اضطراباً كبيراً."

ومن ناحية أُخرى، أشار التقرير إلى أن تسريح العمال الناجم عن أتمتة الوظائف باستخدام الذكاء الاصطناعي، سيعمل على "تعويض نفسه" عن طريق خلق وظائف جديدة ناجمة عن الابتكارات التكنولوجية وتتناسب مع معدل نمو العمالة على المدى الطويل.

وقال التقرير: "على الرغم من أنه من المتوقع أن يكون تأثير الذكاء الاصطناعي على سوق العمل كبير، إلا أن معظم الوظائف والصناعات ستتعرض جزئياً فقط للأتمتة، وبالتالي، من المرجح أن يتم دعم القوى العاملة بالذكاء الاصطناعي بدلاً من استبدالها."

وفي تقديراته، قال البنك أن 7٪ من الوظائف في الولايات المتحدة يمكن أتمتتها باستخدام الذكاء الاصطناعي، و63٪ من الأعمال يُمكن دعمها بواسطة الذكاء الاصطناعي، بينما 30٪ من الوظائف لن تتأثر أبداً.

ومع ذلك، فإن التأثير الإيجابي للأتمتة على إنتاجية العمل يمكن أن يكون ذو أهمية اقتصادية كبيرة، حيث أنه من الممكن أن يقوم الذكاء الاصطناعي برفع الناتج الإجمالي العالمي السنوي بنسبة 7٪، إذا ما "وفى بوعوده"، حسبما قال البنك.

هذا وقد تلقى فضاء الذكاء الاصطناعي دفعة كبيرة إلى الأمام عندما تم إطلاق ChatGPT، وهو روبوت محادثة يعود لشركة OpenAI الناشئة والمدعومة من Microsoft، في العام الماضي. ووفقاً لدراسة أجرتها UBS في فبراير، فقد وصلت المنصة إلى 100 مليون مستخدم نشط شهرياً، بعد شهرين فقط من إطلاقها، مسجلةً بذلك رقماً قياسياً كقاعدة المستخدمين الأسرع نمواً؛ كما طورت جوجل في مارس روبوت الدردشة الخاص بها، وأطلقت عليه اسم Bard .

متعلق ب: الذكاء الاصطناعي والواقع الافتراضي وعالم الكريبتو سيكون لهم أكبر تأثير على مستقبل الأطفال وفقا لدراسة حديثة

وتأتي دراسة جولدمان ساكس في الوقت الذي أشار فيه الرئيس التنفيذي لشركة جالاكسي ديجيتال مايك نوفوغراتز إلى عدم وجود اهتمام تنظيمي تجاه الذكاء الاصطناعي مقارنة بالتنظيم الذي تخضع له العملات المشفرة.

ففي مؤتمر غالاكسي ديجيتال، الذي عُقد في 28 مارس، أخبر نوفوغراتز المستثمرين أنه مصدوم من مقدار الاهتمام التنظيمي بالعملات المشفرة مقارنةً بالذكاء الاصطناعي، وهي التقنية التي يخشى من أن تؤدي إلى خلق أزمة حقيقية تتعلق بالهويات المزيفة، بسبب تقنية "deep fake".

ومع ذلك، يعتقد الرئيس التنفيذي لديجيتال جالاكسي أن تكنولوجيا البلوكتشين والعملات المشفرة ستلعب "دوراً كبيراً" في مكافحة بعض القضايا التي ستنشأ بسبب الذكاء الاصطناعي.