ازدادَ تسارُع استخدام الذكاء الاصطناعي، حيث نفَّذ 96٪ من المديرين التنفيذيين العالميين استراتيجيةً للذكاء الاصطناعي داخل قسم واحد في الأقل من مؤسَّساتهم، وفقاً لاستطلاع حديث أجرته شركة الاستشارات العالمية ’آرثر د. ليتل‘ (Arthur D. Little).

شمل الاستطلاع 282 رئيساً تنفيذياً من شركات يزيد حجم مبيعاتها عن مليار دولار في مختلف الصناعات، بما في ذلك الاتصالات والطاقة والمرافق والتصنيع والسفر والنقل والرعاية الصحية والخدمات المالية، ومقرُّها في الشرق الأوسط وأوروبا وآسيا وأفريقيا وأمريكا الجنوبية والشمالية.

وفقاً للتقرير، كان استخدامُ الذكاء الاصطناعي وتقدُّمه داخل الشركات سريعاً، ما يسلِّطُ الضوءَ على الدور المهمِّ للذكاء الاصطناعي في دفع نمو الأعمال وتحوِّلها. كما أكَّد الاستطلاع الخططَ والاستراتيجيات المتنوعة لهؤلاء المديرين التنفيذيين الذين شملهم الاستطلاع.

إذ أفاد نحو 47٪ من المديرين التنفيذيين في أفريقيا أنَهم نفَّذوا استراتيجية شاملة للذكاء الاصطناعي في العديد من إدارات مؤسساتهم. فيما تأتي أمريكا الجنوبية وأمريكا الشمالية في المرتبتين الثانية والثالثة على التوالي، بنسبة 43٪ و39٪ على التوالي.

أمَّا الرؤساء التنفيذيون في الشرق الأوسط، فقد دمجَ 31٪ منهم استراتيجيات الذكاء الاصطناعي في بعض فرقهم التشغيلية.

مدى دمج استراتيجيات الذكاء الاصطناعي عبر الشركات في جميع أنحاء العالم. المصدر: Arthur D. Little

المزيد على كوينتيليغراف عربي: الولايات المتحدة تحث على التطوير ’المسؤول والشامل‘ للذكاء الاصطناعي في الأمم المتحدة

يكشف الاستطلاع أيضاً أنَّ المديرين التنفيذيين في آسيا يتصدَّرون من حيث الرؤية الاستراتيجية، حيث أبلغ 63٪ عن نظرة شاملة للذكاء الاصطناعي عبر مؤسساتهم، وهي أعلى نسبة بين جميع المناطق التي شملها الاستطلاع.

كما أعرب نحو 54٪ من الرؤساء التنفيذيين في الشرق الأوسط أيضاً عن رؤية استراتيجية نحو نشرٍ شامل للذكاء الاصطناعي على مستوى الشركة.

ولكن نفَّذ 13٪ منهم فقط استراتيجيةً شاملة للذكاء الاصطناعي في جميع أنحاء مؤسساتهم، حيث أفاد التقرير بأنَّ هذه النتيجة تشير إلى أنَّ قادة الشركات ما يزالون على مسارِ التحوُّل لفهم تأثير الذكاء الاصطناعي بشكل كامل ودمجه عبر المؤسسات، مشيراً إلى أنَّ:

"الاستفادة الكاملة من الذكاء الاصطناعي تتطلَّب تغييراً هائلاً في الهيكل والقوى العاملة، وهو أمر لا يمكن تحقيقه إلا بمرور الوقت. ثمَّةَ تحدِّياتٌ كبيرة للانتقال من وجهة نظر استراتيجية إلى استراتيجية ثم تنفيذها."

وفقاً للاستطلاع، يستفيد الرؤساء التنفيذيون الذين شملهم الاستطلاع من الذكاء الاصطناعي أساساً لتعزيز الكفاءة في الوظائف الأساسية. على سبيل المثال، سجَّل قطاعا الاتصالات والطاقة والمرافق درجات عالية في استخدام الذكاء الاصطناعي لزيادة كفاية الوظائف الأساسية، مع درجات 58 و61 على التوالي. علاوة على ذلك، يُستخدم الذكاء الاصطناعي لتعزيز فعالية الوظائف الأساسية وتحسين الوظائف غير الأساسية، وإن كان ذلك بدرجة أقل قليلاً.

بالإضافة إلى ذلك، ثمَّةَ تركيزٌ كبير على الذكاء الاصطناعي لإنشاء نماذج أعمال جديدة، لا سيَّما في قطاع الاتصالات، حيث يشير هذا إلى أنَّه بالإضافة إلى البحث عن تحسينات تشغيلية، يدرك العديد من الرؤساء التنفيذيين أيضاً الإمكانات التحويلية للذكاء الاصطناعي للابتكار ودفع تدفقات إيرادات جديدة.

بينما يستعدُّ المديرون التنفيذيون لاقتصادٍ مستقبليٍّ متشابك بعمق مع التكنولوجيا، ثمَّةَ إجماعٌ متزايد على الحاجة إلى تحويل القوى العاملة، إذ كشف الاستطلاع أنَّ 59٪ من الرؤساء التنفيذيين يدركون الآن الحاجةَ إلى إعادة تأهيل كبيرة لموظفيهم لتسخير الذكاء الاصطناعي بشكل فعَّال، ما يمثل زيادةً حادَّة عن نسبة 13٪ المسجَّلة في العام السابق.

درجة استخدام الذكاء الاصطناعي لمتجهات الأداء المختلفة. المصدر: Arthur D. Little
 

تؤكِّد هذه الطفرة التأثيرَ العاجل والتوسُّعيَّ لصعود الذكاء الاصطناعي عبر مختلف القطاعات، ما يدفع إلى إعادةَ تقييمٍ سريعة لمجموعات المهارات المطلوبة للمشهد الرقمي المتطور.

وفقاً لشركة الاستشارات العالمية ’برايس ووترهاوس كوبرز‘ (PwC)، سيسهم الذكاء الاصطناعي بما يزيد عن 15.7 تريليون دولار في الاقتصاد العالمي بحلول عام 2030، مع استعداد التكنولوجيا للمساهمة بمبلغ 320 مليار دولار في اقتصاد الشرق الأوسط.

المزيد على كوينتيليغراف عربي: خطط ’أوبن إيه آي‘ لرقاقات أشباه الموصلات تجذب المستثمرين داخل دولة الإمارات: تقرير

Translated by Albayan Gherra
ترجمة البيان غره