أعلنت شركة World Mobile عن إطلاق شبكة 5G مدعومة بتقنية البلوكشين باستخدام طائرات مسيّرة لتوفير الاتصال اللاسلكي مباشرةً للمستخدمين حول العالم. وقد تعاونت الشركة مع شركة الاتصالات الإندونيسية Protelindo لإطلاق مبادرة World Mobile Stratospheric، التي تهدف إلى سد الفجوات التي تتركها البنى التحتية التقليدية للاتصالات حول العالم.

ويستخدم المشروع طائرات مسيّرة تعمل بالهيدروجين على ارتفاع 60 ألف قدم في طبقة الستراتوسفير، لتغطية مساحة تصل إلى 15,000 كيلومتر مربع لكل طائرة، باستخدام 450 شعاعًا موجّهًا، بحسب ما أوضح تشارلز بارنيت، الرئيس التنفيذي للأعمال في مجموعة World Mobile، لموقع Cointelegraph.

وأضاف بارنيت أن هذه الشبكة الجوية تتفوق على الاتصالات القائمة على الأقمار الصناعية من حيث زمن الاستجابة، حيث تبلغ 6 ميلي ثانية فقط، ما يسمح بتقديم الخدمة "بتكلفة أقل بما يصل إلى 18 مرة لكل غيغابايت" مقارنةً بالبنية التحتية الفضائية.

من المتوقع أن يرتفع حجم سوق الاتصالات عبر الأقمار الصناعية وهو أكبر قطاعات الاتصالات الجوية إلى 159 مليار دولار بحلول عام 2030، وفقًا لتقديرات Grand View Research. وتسعى World Mobile للحصول على حصة من هذا السوق الذي تبلغ قيمته حاليًا 98.3 مليار دولار، والذي يشمل منصات الاتصالات عبر الأقمار الصناعية والجوية.

Decentralization, Internet
من المتوقع أن يتضخم سوق الاتصالات عبر الأقمار الصناعية، وهو القطاع الأكبر في صناعة الاتصالات الفضائية، إلى 159 مليار دولار بحلول عام 2030. المصدر: Grand View Research

وكانت الشركة قد أنشأت بالفعل شبكة أرضية لامركزية للبنية التحتية المادية (DePin) تمزج بين البنية التحتية التقليدية للاتصالات ومقدمي الخدمة المستقلين لتوسيع التغطية في المجتمعات المحرومة وسد مناطق انقطاع الإشارة.

تحديات إطلاق شبكات اتصالات في الغلاف الجوي

أوضح بارنيت أن إطلاق وصيانة منصة اتصالات في طبقة الستراتوسفير يواجه عدة تحديات تقنية وتشريعية.
وتهدف الشركة لأن تبقى كل طائرة مسيّرة تعمل بالهيدروجين ذات جناحين بطول 56 مترًا ووزن 4 أطنان محلّقة لمدة 9 أيام قبل أن تهبط في محطة مخصصة للتزود بالوقود. 

وهذا يتطلب أن تكون الطائرة ومصدر وقودها خفيفين قدر الإمكان لتحقيق أعلى كفاءة في استهلاك الوقود، مع الحفاظ على متانة كافية لمواجهة الظروف الجوية على الارتفاعات الأدنى في الغلاف الجوي.

Decentralization, Internet
صورة للطائرات المسيّرة العاملة بالهيدروجين التي أطلقتها World Mobile Stratospheric. المصدر: World Mobile Stratospheric

وعلى ارتفاع 60 ألف قدم، تحلّق الطائرات فوق أنظمة الطقس، حيث تكون الرياح أهدأ من الطبقات السفلى التي قد تشهد اضطرابات جوية. لكن، حتى على هذا الارتفاع، يجب حماية الطائرات من الإشعاع الكوني الذي قد يتلف المعدات الإلكترونية، إضافة إلى ضرورة تبديد الحرارة الناتجة عن تعرض أحد جوانب الطائرة المباشر لأشعة الشمس.

كما أن تلبية المتطلبات التنظيمية لهيئات الطيران المدني، مثل هيئة الطيران الفيدرالية الأمريكية (FAA) ووكالة سلامة الطيران الأوروبية (EASA)، يُعد تحديًا إضافيًا، بما في ذلك الحصول على تصاريح الطيران للطائرات المسيّرة وتصنيعها وفق المعايير التي تحددها هذه الجهات.

المنافسة الأرضية والفضائية

تواجه World Mobile منافسة من شبكات الاتصالات اللامركزية ومنصات الاتصالات الفضائية.

فعلى سبيل المثال، Helium Mobile هي بروتوكول لامركزي يجمع بين شبكة موزعة من العقد اللاسلكية وشراكات مع شركات اتصالات كبرى مثل AT&T لتوسيع التغطية وتوفير الخدمة في مناطق انقطاع الإشارة.

Decentralization, Internet
صاروخ Falcon 9 من SpaceX يُطلق أقمار Starlink الصناعية إلى المدار. المصدر: SpaceX

أما Starlink التابعة لإيلون ماسك، التي توفر الاتصال بالإنترنت عبر الأقمار الصناعية، فهي منافس آخر، رغم أن الشركتين تخدمان فئات مختلفة من الأسواق، بحسب بارنيت. 

وأضاف أن Starlink تناسب أكثر المناطق النائية التي تفتقر لأي اتصال خلوي، بينما تناسب World Mobile Stratospheric المناطق ذات الكثافة الأعلى من مستخدمي الهواتف المحمولة. كما أشار إلى أن منصة Starlink تتطلب شراء أجهزة مخصصة للاتصال.