عملات البنك المركزي الرقمية الأجنبية والعملات المستقرة قد تسبب ’تآكل دور الدولار‘: الاحتياطي الفيدرالي

أصدر مجلس حكام بنك الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي مؤخراً ورقة بحثيّة تسلّط الضوء على ما يعتبرُه إيجابيات وسلبيات تطوير وإصدار عملة رقمية للبنك المركزي (CBDC) بهدف مواكبة القوى الأجنبية غير المسماة.

ووفقاً لما أفاد به فريق كوينتيليغراف في عام 2021، فقد صرّح رئيس الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي، جيروم باول، أن عملية تطوير عملة رقمية للبنك المركزي الأمريكي تحتّل "أولوية عالية جدا" لدى الحكومة.

تُعرف العملات الرقمية للبنك المركزي بأنها عملات رقميّة يتم التحكم بها من قبل الحكومة التي تصدرها. ويجادل المؤيدون بأن إصدار عملة رقمية للبنك المركزي الأمريكي سيعزّز مكانة الدولار كعملة دولية بحكم الأمر الواقع.

ومن ناحيةٍ أُخرى، يُصرّ المعارضون على أن العملة الرقمية للبنك المركزي ستفتح الأبواب للمركزية وتمنح السلطات الأمريكية القدرى على غزو الخصوصية وتجميد الأصول في أي وقت.

تضمنت ورقة بنك الاحتياطي الفيدرالي الأخيرة، دراسةً أجراها زوج من كبار المحلّلين الاقتصاديين للآثار المُحتملة للعملة الرقمية للبنك المركزي الأمريكي على الدولار ودوره في المدفوعات الدولية.

وكتب الباحثون فيها: "أكثر من 90٪ من البنوك المركزية تستكشف العملات الرقمية للبنك المركزي"، مضيفين أن بنك الاحتياطي الفيدرالي يستكشف أيضاً "الآثار المُحتملة والخيارات المُمكنة لإدخال العملة الرقمية للبنك المركزي".

الحفاظ على تنافسية الدولار

يبدو أن معظم مخاوف الباحثين تتمحور حول ما إذا كان الدولار قادراً على منافسة العملات الرقمية للبنوك المركزية الأجنبية إذا لم تصدر الولايات المتحدة عملتها الخاصة.

ووفقاً للورقة البحثية، هناك بعض المخاوف من أن يتأثر وضع الدولار الأمريكي "كوحدة حساب" أو "مخزن للقيمة" بظهور "عملة رقمية أجنبية كبيرة ومستقرة" خارج الولاية القضائية للولايات المتحدة.

وإضافةً إلى ذلك، مضى الباحثون إلى القول بأن الدولار يُمكن أن يفقد مكانته باعتباره الخيار العالمي للمعاملات الدولية:

"اعتماداً على ميزات تصميم العملات الرقمية للبنك المركزي الأخرى (أو العملات المستقرة المقوّمة بالعملات الأجنبية)، هناك بعض الإمكانية لتآكل دور الدولار كوسيلة للتبادل إذا لم يتم إصدار عملة رقمية للبنك المركزي الأمريكي، أو إذا كان لها ميزات غير جذابة."

السياسة والاقتراع