يزعم مؤتمر "بلوكتشين كونكت" القادم الذي سيعقد في ٢٦ يناير ٢٠١٨ في سان فرانسيسكو، أنه سيكون الأول من نوعه للتركيز على التعاون بين أسواق بلوكتشين الصينية والأمريكية.

حيث لا يهيمن أكبر اقتصاديين في العالم على الساحة العالمية فحسب، بل كذلك على أصغر مجالات بلوكتشين.

فحتى وقت قريب، كانت الصين تستضيف أكبر حصة من طاقة التعدين وحجم التداول لبيتكوين في العالم. حيث ضعف موقف الدولة إلى حد ما، بعد أن أصدر بنك الصين الشعبي قرارًا بأن جميع بورصات بيتكوين المحلية يجب أن تُغلق، إلى جانب فرض حظر شامل على عروض العملة الأولية، وكان ذلك في سبتمبر ٢٠١٧.

وقد أدى ذلك إلى قيام عدد كبير من المتداولين بالفرار إلى اليابان المجاورة، والتي بنت بيئة تنظيمية أكثر ترحيبًا لبيتكوين. ومع ذلك، فلا تزال الصين لاعبًا قويًا في السوق، مع ظهور العديد من الشركات الناشئة الجديدة التي تتمحور أعمالها حول بلوكتشين بالبلاد كل شهر وتحدي المتداولين الباقين للوائح الحكومة الصارمة.

ومن ناحية أخرى، تشكك الحكومة الأمريكية إلى حد ما في بيتكوين، ولا تزال تناقش ماهيتها وكيفية تنظيمها. ومع ذلك، فقد أعرب بعض المسؤولون بصفتهم الشخصية - وغالبًا ما كانوا مسؤولين سابقين - عن آراء إيجابية كثيرة، تراوحت بين الدعم الفاتر والتأييد الصريح.

ونتيجةً لذلك، كانت الولايات المتحدة أرضًا خصبة لشركات بلوكتشين على مر السنين، مع عمل بعض من أبرز اللاعبين في هذه المجال من داخل البلاد، مثل "كوين بيز" و"بت باي".

وجاءت دَفعةٌ هائلةٌ أخرى لسوق العملات الرقمية في صورة تداول عقود بيتكوين الآجلة، والذي بدأ في ديسمبر ٢٠١٧ ببورصة شيكاغو للخيارات وبورصة شيكاغو التجارية، وكلاهما جهتين مؤسسيتين رئيسيتين تتخذان من الولايات المتحدة مقرًا لهما.

وبشكلٍ عام، تظل الولايات المتحدة والصين اثنين من أهم الدول التي تقود نمو بيتكوين والمجالات ذات الصلة. ويدرك مؤتمر بلوكتشين كونكت هذا الواقع ويهدف إلى سد الفجوة بين الوسطين اللذين يفصلهما المحيط الهادئ.

وقد قامت الشركة الإعلامية "إس في إنسايت" إلى جانب أربعة شركاء آخرين بتنظيم هذا الحدث، والذي من المقرر أن يُعقد في سان فرانسيسكو بكاليفورنيا في ٢٦ يناير ٢٠١٨. ومن المتوقع أن يتجاوز عدد الحضور ١٠٠٠ شخص، الكثير منهم هم خبراء معروفون وقادة رأي من مجتمعات بلوكتشين الأمريكية والصينية، مثل "تشارلي لي" و"تيم درابر".

ومن الجدير بالذكر أن الخطابات المخططة لهذا الحدث سوف تغطي بعض المسائل التي لا تزال ناشئة فقط في السوق ولم يتم فهمها صورةٍ جيدةٍ بعد، مثل التحول المتزايد من الطرح الأولي للعملات الرقمية إلى انقسامات العملة الرقمية لجمع الأموال، فضلًا عن تطبيقات بلوكتشين في مجال الرعاية الصحية.