في سلسلةٍ من التصريحات التي نشرها رئيس لجنة الأوراق المالية والبورصات الأمريكية (SEC)، غاري جينسلر، على تويتر، أكد جينسلر على الطبيعة التحويلية لتكنولوجيا الذكاء الاصطناعي (AI)، حيث وصفها "بالتكنولوجيا الأكثر تأثيراً في عصرنا هذا"، وشدد على ضرورة أخذ الحذر من إساءة استخدامها المُحتمل في القطاع المالي.

فقد أقر جينسلر، الذي يُعرف بإشرافه الصارم على شركات العملات المشفرة، بالتأثير الثوري للذكاء الاصطناعي على كافة جوانب الجياة، وقارن أهميته بظهور الإنترنت والإنتاج الضخم للسيارات.

وصرح جينسلر على تويتر بأن "الذكاء الاصطناعي قد غيّر قواعد اللعبة في مجال التمويل، وأحدث ثورة في عملية فتح الحسابات وبرامج الامتثال، وأثر بشكلٍ كبير على خوارزميات التداول وتحليل المشاعر، والعديد غير ذلك".وأشار جينسلر إلى أنه يُمكن ملاحظة الأثر الكبير لهذه التكنولوجيا الناشئة بمراقبة العدد الكبير من تطبيقات التداول والاستشارة الآلية الذي ظهر فجأة.

ومع ذلك، فإن حماس جينسلر تجاه التكنولوجيا الجديدة لم يطغَ على مخاوفه بشأن عيوبها المحتملة. فقد حذر جينسلر من التحديات التي يشكلها الذكاء الاصطناعي، خاصة بالنظر إلى قدرته على أتمتة الذكاء البشري، وأشار إلى أن "الآثار المترتبة على هذه التحديات ستكون عميقة".

كان أحد المخاوف الرئيسية التي ركز جينسلر عليها هي إمكانية استخدام الذكاء الاصطناعي في "البث المُستهدف"، الذي يُمكّن الشركات من عرض منتجاتٍ مُحددة للمستخدمين وتسعيرها بشكلٍ يتناسب مع تفضيلاتهم وقدراتهم الشرائية، مما قد يؤدي إلى استغلال المستهلكين، وتحويل ميزان القوى من المستهلكين إلى المنتجين.

وبالإضافة على ذلك، أشار جينسلر إلى احتمالية تضارب المصالح في المُستقبل عندما تُعطي أنظمة الذكاء الاصطناعي الأولوية لمصالح المنصات على مصالح العميل.

كما شدد جينسلر على أهمية الحذر من "الجهات الفاعلة الخبيثة" التي "يُمكن أن تسعى لاستخدام الذكاء الاصطناعي للتلاعب بالرأي العام والأسواق، وبث الرعب بين الناس."

مقالات ذات صلة: الذكاء الاصطناعي قد يُشكل تهديداً للأمن العام وفقاً لأعضاء مجلس الشيوخ الأمريكي وخبراء القطاع

وقال جينسلر، مؤكداً على موقف هيئة الأوراق المالية والبورصات الثابت: "إن الهيئة التنظيمية (SEC) مُحايدة عندما يتعلق الأمر بالتكنولوجيا، إذ ينصبُّ تركيزنا على النتائج، وليس الأدوات"، وأشار إلى أنه بالرغم من عدم اعتبار الذكاء الاصطناعي على أنه إشكاليٌّ بطبيعته، إلا أن سوء استخدامه المُحتمل قد يخرق القوانين المفروضة من قبل هيئة الأوراق المالية والبورصات.

وأضاف جينسلر في نهاية تصريحاته أن "الاحتيال يبقى احتيالاً، بغض النظر عن الوسيلة"، مؤكداً على التزام هيئة الأوراق المالية والبورصات بحماية المستثمرين والسوق الأوسع من أي تهديداتٍ محتملة ناتجة عن الذكاء الاصطناعي.

في ضوء هذه التصريحات، قد تواجه توكنات الذكاء الاصطناعي والمنتجات المالية ذات الصلة تدقيقاً شديداً من قبل الهيئة التنظيمية، حيث يتصارع المنظمون مع مشهد تكنولوجيا التمويل سريع التطور.