أثناء حضورنا لفعالية "بيتكوين مينا 2024"، أُتيحت لـ "كوينتيليغراف عربي" الفرصة للجلوس مع "كورام شرّوف"، الملقّب بـ "الحوت العربي"، والذي أمضى أكثر من عقد في تشكيل مشهد العملات الرقمية من خلال قيادة العديد من المشاريع، مثل "iMining"، الشركة التي انتقلت من تعدين البيتكوين إلى عمليات التحصيص، والآن تتوسع في الذكاء الاصطناعي، وعمله كمستشار لصناديق المؤشرات المتداولة (ETF)، بالإضافة إلى تقديمه مبالغ كبيرة من العملات الرقمية لدعم مبادرات تعليمية وتحويلية.

وأردنا التعمق أكثر في رحلة "شروف" ورؤيته حول مستقبل البلوكشين والذكاء الاصطناعي والدور الحاسم للتعليم في هذه المجالات. وخلال المقابلة، كشف "شرّوف" عن رؤيته الفريدة، المستمدة من إرثه الثقافي وتجربته الرائدة في طليعة الابتكار التكنولوجي.

نشأة الحوت العربي

عند سؤاله عن لقبه الشهير "الحوت العربي"، قال شرّوف:

"يعود ذلك إلى عام 2011 عندما كنت أقوم بتعدين البيتكوين. في ذلك الوقت، كان الأشخاص الراغبون في شراء البيتكوين يتوجهون إلى المعدّنين. وبسبب الكميات الكبيرة التي قمت بتعدينها، أصبحت شخصيةً معروفةً في هذا المجال. وفي الفترة نفسها، أطلقت مقولة ’البيتكوين هي الذهب الرقمي‘، والتي كان لها صدى كبير مع جذوري؛ فأسرتي من مجتمع الغوجاراتي المعروف بتجارته في الذهب. ولاحقًا، أطلقت وسائل الإعلام عليّ لقب ’الحوت العربي‘، وبقي هذا الاسم مُلتصقًا بي."

تشكيل مشهد العملات الرقمية العالمي

يمتدّّ تأثير "شرّوف" إلى ما هو أبعد من التعدين. فبصفتهِ رئيساً لـ (IBS)، تعهّد "شرّوف" بتقديم 100,000 بيتكوين لمبادرة "ميامي 2.0"، وهي مبادرة تحويلية تهدف إلى تحويل المدينة لعاصمة عالمية للعملات الرقمية. وعلّق شروف على هذا قائلاً:

"خلقت هذه الحركة تأثيراً مُضاعفاً؛ حيث تبعه آخرون، مما عّزز الأثر الإيجابي. وقد قام عمدة ميامي بعملٍ استثنائي في قيادة هذا التحول. ومع ذلك، واجهت الصناعة تحدياتٍ عدّة، مثل أزمة FTX، التي أضرّت بسمعتها. ولكنّي لا أزال مُتفائلًا، فلدى الولايات المتحدة القدرة على قيادة مشهد العملات الرقمية العالمي، وأنا ملتزم بدعم المبادرات التي تتماشى مع هذه الرؤية."

مستقبل البلوكشين والفن

بالإضافة إلى العملات الرقمية، توسّع "شرّوف" في عالم الفن بإطلاقه "معرض أوكابي للفنون". وعند مناقشة دور البلوكشين في الفن، شارك أفكاره حول الملكية وإثبات الأصل، قائلاً: 

"تُعدّ قدرة البلوكشين على التحقق من أصل الأعمال الفنية ثورية، لكن تبنّيها في عالم الفن كان أبطأ من المتوقع. فالمجتمع الفني العالمي يعمل كشبكة مترابطة بإحكام، مما يجعل التغيير صعباً. ورغم القيمة الجوهرية للفن، أعتقد أن الأصول الرقمية ستسيطر في النهاية. ومع ذلك، فإن استثماراتي الشخصية في الرموز غير القابلة للاستبدال والميتافيرس كانت مدفوعة بالاهتمام الشخصي أكثر من كونها عملية، وتعلمت الكثير من تلك التجربة."

الذكاء الاصطناعي هو المستقبل

عند النظر إلى المستقبل، يرى شرّوف أن تقاطع الذكاء الاصطناعي مع البلوكشين هو التطور التكنولوجي الأكثر إثارة، حيث شارك مثالاً حديثاً بحماس:

"مؤخرًا، تفاوض وكيلان للذكاء الاصطناعي على عقود وأكملا معاملات بيتكوين بشكلٍ مستقل، وهذه مجرد البداية. فنماذج الذكاء الاصطناعي الكبيرة والوكلاء المستقلون سيُحدثون تحولًا في الصناعات عالميًا." وأضاف:

"أعتقد أن على شباب اليوم تبني علوم البيانات كمسار مهني؛ فهي الأساس لبناء المستقبل."

دعوة للتعلّم

في ختام المقابلة، أطلق شروف دعوةً صادقة، مُطالباً بالمزيد من التعليم في مجال العملات الرقمية والبلوكشين. وقال شرّوف:

"هناك العديد من المفاهيم الخاطئة حول البيتكوين. على سبيل المثال، يظنّ الناس أنها باهظة الثمن بسبب سعرها. لكن البيتكوين يُمكن تقسيمها إلى 100 مليون جزء؛ ويمكنك الاستثمار حتى بسنت واحد. إن التعليم هو المفتاح لإتاحة الفرص في هذا المجال. أدعو وسائل الإعلام والمعلمين والأفراد إلى التعاون لنشر الوعي وتمكين الجيل القادم."

ومع انتهاء محادثتنا، كان من الواضح أن رؤية "كورام شرّوف" تتجاوز البيتكوين والبلوكشين، وتركّز على الدور الحيوي للتعليم والذكاء الاصطناعي في تشكيل مستقبل قائم على التطوّر الهادف.