في مقالات "آراء الخبراء"، يعبر قادة الرأي من داخل وخارج مجال العملات الرقمية عن آرائهم، ويشاركون خبراتهم ويقدمون المشورة المهنية. وتغطي مقالات "آراء الخبراء" كل شيء بدايةً من تقنية بلوكتشين وتمويل الطرح الأولي للعملات الرقمية إلى الضرائب والتنظيم واعتماد العملات الرقمية من قبل قطاعات مختلفة من الاقتصاد.

أعلن رئيس جنوب إفريقيا "جاكوب زوما" أنه سيتنحى عن منصبه في الرابع عشر من فبراير بعد تصويت قادة المؤتمر الوطني الإفريقي بإجباره على الاستقالة. وفي اليوم نفسه، داهمت الشرطة منزل عائلة "غوبتا" الأكثر ثراءً في جنوب إفريقيا.  وكان زوما قد أصبح رئيسًا عام ٢٠٠٩. وكانت فضيحة الفساد المثيرة للجدل المرتبطة بالأخوة غوبتا؛ أتول وراجيش وأجاي، تحمل اسم "زوبتا"، وكانت هي أحد الأسباب وراء إجباره على الاستقالة، حيث ألحقت أضرارًا جسيمة بأحد أكبر الاقتصادات الإفريقية.

وتفيد التقارير أن "زوبتا" قد استنزفت مليارات الراندات من المؤسسات الحكومية من خلال مخطط لإرساء مناقصات عقود الحكومة على شركات خارجية. وقد قامت الشركات المذكورة بتوزيع هذه الأموال في حسابات مصرفية مخفية مختلفة حول العالم. وقد لفت تبديد "زوبتا" للأموال العامة والممتلكات في نهاية المطاف انتباه المنظمين العالميين مما أثار موجة من تحقيقات الفساد متعددة الاختصاصات بين الأفراد والشركات متعددة الجنسيات والمصارف التي لديها تدفقات نقدية مشبوهة من بنوك في جنوب إفريقيا والإمارات العربية المتحدة والصين والهند والولايات المتحدة وكندا.

واضطرت هذه البنوك؛ بما فيها "آيه بي إس آيه" وبنك بارودا فرع جنوب إفريقيا، تلاها مصرف الهند الحكومي، إلى إيقاف الحسابات المصرفية المرتبطة بزوبتا، في تأثير يشبه سقوط قطع الدومينو، للتخفيف من المشاكل القانونية المتعلقة بغسل الأموال.  

بنوك جنوب إفريقيا تعتمد تقنية بلوكتشين

ونتيجة لفضيحة "زوبتا"، تبنت العديد من المؤسسات المالية في جنوب إفريقيا تقنية "بلوكتشين" التي يطلق عليها "سبرينغ بلوك"، والتي يأملون في اعتمادها في جميع المعاملات المالية، وفقا لفرزام إحساني، رئيس اتحاد بلوكتشين المالي في جنوب إفريقيا. وكان مصرف الهند الحكومي، وهو أكبر بنك في الهند والذي تورط أيضًا في فضيحة زوبتا، قد أعلن أنه سينفذ بلوكتشين لرابطة "بنكتشين" بالتعاون مع شركة "برايمتشين تكنولوجيز" في العديد من مجالات البنك بما في ذلك "اعرف عميلك/مكافحة غسل الأموال" (KYC/AML)، وإقراض النقابات/الاتحادات وتمويل التجارة وتسجيل الأصول وإعادة فرض الأصول وتأمين الوثائق والمدفوعات عبر الحدود والمدفوعات من الند للند، وضوابط بلوكتشين الأمنية.

"برايمتشين تكنولوجيز" هي شركة بلوكتشين ناشئة في الهند. و"بنكتشين" هي رابطة تديرها الأعضاء - اثنين وثلاثين بنكًا - مع وجود قانوني غير منفصل. ويتم جمع جميع رسوم الأعضاء من قبل شركة "برايمتشين تكنولوجيز" لتطوير تقنيات بلوكتشين للبنوك الأعضاء لخفض التكاليف العامة، ومعالجة المعاملات بسرعة أكبر، وتوفير الأمن للنظام المصرفي، واستخدام شبكات بلوكتشين المثلى المتخصصة المسموح بها لتسهيل تبادل المعلومات بين المؤسسات المصرفية التي تكون من أعضاء الشبكة " حسب توضيح روهاس ناغبال، كبير مصممي بلوكتشين في "برايمتشين تكنولوجيز".

ويتوقع رون كوارانتا، رئيس مجموعة "وول ستريت بلوكتشين ألاينس"، أن تقنية بلوكتشين ستُستخدم على نطاقٍ واسع في الصناعة المالية العالمية. ويعتقد أنه "في المستقبل، فإن كل وظيفة تقريبًا في الأسواق المالية العالمية سوف تتأثر بظهور تقنية بلوكتشين".

بنك الاحتياطي الجنوب إفريقي يختبر بلوكتشين

وقد أنشأ بنك الاحتياطي في جنوب إفريقيا برنامج التكنولوجيا المالية الذي تتمثل أهدافه الرئيسية في تتبع وتحليل التطورات ومساعدة واضعي السياسات على صياغة أطر استجابة لهذه الابتكارات الناشئة. ويعتزم البرنامج أيضًا مراجعة موقف بنك الاحتياطي الجنوب إفريقي (SARB) من العملات الرقمية الخاصة لتوجيه إطار السياسة العامة والنظام التنظيمي المناسب. وبالإضافة إلى ذلك، ستطلق مشروع خوخة، الذي سيجرب تقنيات الحسابات الموزعة على أساس إيثريوم في شراكة مع "كونسنسيس" لتكرار التحويلات بين البنوك على "كيوروم"، وهي منصة بناها جي بي مورغان.

وكانت جنوب إفريقيا تقدمية نسبيًا في موضوع العملات الرقمية. حيث أصدر بنك الاحتياطي بجنوب إفريقيا بيان حالة عام ٢٠١٤ حول العملات الرقمية وفي يوليو من عام ٢٠١٧ بدأ العمل مع بانكيمون، مقدم الحلول القائمة على بلوكتشين، لإنشاء نهجٍ "متوازن" لتنظيم العملات الرقمية. ولا توجد في الوقت الحالي قوانين أو لوائح محددة تتناول استخدام العملات الرقمية المشفرة، والتي لا يعترف بها كعملة قانونية.

حيث صرّح وكيل وزارة المالية الأمريكية "سيغال ماندلكير" في مؤتمر مكافحة غسل الأموال والجرائم المالية التابع لرابطة صناعة الأوراق المالية والأسواق المالية قائلًا "إن عدم تنظيم مكافحة غسل الأموال وتمويل الإرهاب لمقدمي العملات الافتراضية في العالم يزيد كثيرًا من مخاطر التمويل غير المشروع للعملات الافتراضية". "وفي الوقت الحالي، فإننا نعتبر واحدًا من البلدان الكبرى الوحيدة في العالم، جنبًا إلى جنب مع اليابان وأستراليا التي تنظم هذه الأنشطة لأغراض مكافحة غسل الأموال وتمويل الإرهاب. ولكننا نحتاج أن تحذو المزيد من الدول حذونا، وجعلنا هذا الأمر أولوية في انتشارنا الدولي".

وعلى الرغم من أن دائرة الإيرادات في جنوب إفريقيا (SARS) قد أشارت إلى أنها تعتزم تتبع وفرض ضرائب على عمليات تداول العملات الرقمية، إلا أنه من دون أي حكم من المحكمة أو توجيهات تركز على المعاملة الضريبية للعملات الرقمية، سيكون من الصعب على محصّلي الضرائب مساءلة الأفراد.

تُعبّر وجهات النظر الواردة هنا عن رأي مؤلفها فحسب ولا تمثّل بالضرورة وجهة نظر موقع "كوينتيليغراف".