يسعى عضو الكونغرس الأمريكي رو خانا إلى منع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، وأفراد أسرته، وأعضاء الكونغرس من تداول الأسهم أو العملات المشفّرة، في ظل تصاعد الجدل حول تضارب المصالح المرتبط بمشروعات ترامب العائلية في قطاع الكريبتو.
خانا، وهو نائب ديمقراطي عن الدائرة السابعة عشرة في ولاية كاليفورنيا ونائب رئيس التكتل التقدّمي في الكونغرس، عبّر خلال مقابلة مع قناة MSNBC عن مخاوفه من تضارب المصالح بين ترامب ومشروع ابنه للعملات المشفرة (World Liberty Financial – WLFI)، مشيرًا إلى أن العفو الأخير عن مؤسس باينانس المشارك، تشانغبينغ “سي زي” تشاو، يُعد “فسادًا صارخًا”.
وقال خانا:
“لدينا ملياردير أجنبي متورط أساسًا في غسيل أموال، ثم يطلب عفوًا من دونالد ترامب بعد أن ضخّ أموالًا لجماعات إرهابية.”
لكن CZ ردّ مؤخرًا على اتهامات مشابهة من السيناتور إليزابيث وارن، مؤكدًا أنها “لا تستطيع تحصيل الحقائق بدقة”.
وكان CZ قد أقرّ بذنبه في تهمة جنائية واحدة تتعلق بانتهاك قانون السرية المصرفية الأمريكي بعد فشل باينانس في الحفاظ على برنامج فعّال لمكافحة غسل الأموال.
واتّهم خانا الإدارة الأمريكية بالتغاضي عن معاقبة CZ بسبب دعم باينانس المالي لمشروع WLFI، في تكرار لموقف مماثل عبّرت عنه النائبة الديمقراطية ماكسين ووترز.
وأضاف:
“ما فعله هو أنه قرر دعم وورلد ليبرتي، وهي شركة العملات المشفرة التابعة لابن الرئيس، التي تحقق ملايين الدولارات بينما دونالد ترامب يشغل منصب الرئيس، ثم يمنحه ترامب عفوًا في الوقت الذي يقوم فيه فعليًا بتمويل عملة مستقرة تابعة لعائلة ترامب.”
وقد واجه ترامب انتقادات متكررة بسبب صلاته بمشروع WLFI، إلا أن ابنه إريك ترامب نفى بشدة وجود أي علاقة لوالده بالمشروع. وقال في مقابلة أُجريت في سبتمبر:
“والدي يدير دولة. إنه غير منخرط في أعمالنا بأي شكل من الأشكال.”
لم يكشف خانا عن تفاصيل محددة لمقترحه التشريعي الجديد، لكنه دعا صراحة إلى منع أي مسؤول منتخب من امتلاك عملات مشفّرة أو قبول أموال أجنبية.
ووفقًا للسجلات الحكومية، لم يتم تقديم مشروع القانون رسميًا بعد.
الجدل حول استثمارات المسؤولين الحكوميين
قضية ما إذا كان ينبغي السماح للمسؤولين الحكوميين بالاستثمار في الأسهم أو العملات المشفّرة لا تزال مثار جدل حاد في الولايات المتحدة.
ويجري حاليًا نقاش واسع حول مشروع قانون ثنائي الحزبين في الكونغرس الأمريكي لحظر تداول الأسهم من قبل أعضاء الكونغرس، ومن المتوقع التصويت عليه قريبًا.
ومع ذلك، ورغم انتقاد خانا لترامب بشأن تضارب المصالح، إلا أن سجله المالي يُظهر مفارقة مثيرة؛ إذ تشير بيانات من منصة Quiver Quant إلى أن خانا نفسه نفّذ صفقات أسهم بقيمة 80.3 مليون دولار في عام 2025.
ومنذ توليه منصبه عام 2017، أجرى أكثر من 35,000 صفقة بلغت قيمتها الإجمالية 580 مليون دولار، تركزت في قطاعات التمويل، والتكنولوجيا، والرعاية الصحية.