وصف جيف سبريتشر رئيس بورصة نيويورك نفسه وبورصته بالحمقى للسماح للمنافسين بالتقدم في طرح عقود البيتكوين الآجلة. ومن العجيب أنّ بورصة نيويورك لطالما كانت رائدة فيما يتعلق بالتعامل مع البتكوين؛ حيث كانت قد أتاحت لائحتها لتبادل البيتكوين بداية صيف ٢٠١٦.
واعترف سبريتشر خلال مؤتمر المستثمرين، الذي عُقد بنيويورك بداية شهر ديسمبر من العام الجاري برعاية مجموعة غولدمان ساكس، أنّ فشل بورصته في مواكبة مشروع لائحة بيتكوين إنما يُعد غباءً محضًا:
"لربما نكون أغبياء لأننا لم نكن أول من يطرح تلك العقود... ليس لدى إجابات، أتمنى لو لدي.. لا أعلم فيما يُمكننا استغلال العملات الرقمية."
منافسو بورصة نيويورك يطرحون عقود البيتكوين الآجلة
تعتزم كلٌ من مجموعة بورصة شيكاغو التجارية ومجلس شيكاغو لتبادل الخيارات على الأسهم، منافسو بورصة نيويورك، طرح عقودهما للعملات الرقمية الآجلة في شهر ديسمبر الجاري. وسيطرح مجلس شيكاغو لتبادل الخيارات على الأسهم عروضه يوم ١٠ ديسمبر الساعة الخامسة مساءًا بالتوقيت المركزي. وسيكون اليوم الأول للتبادل هو الإثنين الموافق ١١ ديسمبر.
وفي هذه الأثناء، تعتزم مجموعة بورصة شيكاغو التجارية طرح عروض بيتكوين مماثلة يوم ١٨ ديسمبر. وهذه العروض المدرجة بالجدول ربما تكون الأسباب الرئيسية وراء التقلبات البالغة التي شوهدت مؤخرًا بأسعار البيتكوين خلال الثمانية وأربعين ساعة الماضية. حيث ارتفعت أسعار البيتكوين إلى مستويات قياسية جديدة كما عانت من هبوط قياسي أشبه بمضاربة بين الانخفاض والصعود بالأسواق.
التلازم بين التقلب في الأسعار وحالة الغموض بشأن المستقبل
من المرجح أن مثل هذا التقلب الهائل قد نتج عن الغموض بشأن طبيعة استجابة أسواق العقود الآجلة حال إضافة بيتكوين. وستُمكّن هذه الأسواق المبالغ الكبيرة، خاصَّة المؤسسات المالية التقليدية المتحفظة، من الرهان على سعر بيتكوين. وبينما من المحتمل أن يقوم البعض بعقد عدد كبير من الصفقات طويلة الأجل، فإن الآخرين بلا شك سوف يعقدون صفقات قصيرة الأجل مؤمنين بأن الأمر ما هو إلا فقاعة.
وبغض النظر عن الاستجابة الأولية لأسواق العقود الآجلة، فإنّ هذه التطورات تُظهر أن البيتكوين والعملات الرقمية الأخرى تدخل ببطء ولكن بثبات إلى القطاع المالى العام. وتدريجيًا، ينتقل ميزان القوة المالية من البيئة المؤسسية التاريخية إلى نظام لا مركزي يتسم بالتكافؤ بين أطرافه بدرجة أكبر.