قال مايكل سايلور، مؤسس شركة "مايكروستراتيجي"، إن القيود التي فرضت خلال جائحة كوفيد-19 والسياسات النقدية للبنك المركزي الأمريكي آنذاك، كانت الدافع الرئيسي وراء قراره الاستثمار في بيتكوين عام 2020.

وفي مقابلة بُثّت يوم الإثنين مع عالم النفس الكندي جوردان بيترسون، أوضح سايلور أنه بدأ يهتم بعملة بيتكوين (BTC) بشكل جدي في عام 2020، في خضم ما وصفه بـ"حرب على العملة" وسط الإغلاق العالمي وانخفاض أسعار الفائدة في الولايات المتحدة نتيجة الوباء.

وقال سايلور: "لم تكن حربًا على كوفيد، بل كانت حربًا على العملة."

وأضاف أنه كتب في رسالة إلكترونية لموظفيه حينها أن قيود كوفيد كانت "مُحبطة للروح ومُنهكة، وتُجبرنا على تقبّل فكرة التباعد الاجتماعي والسبات الاقتصادي."

ووصف عام 2020 بأنه "انقسام بين الشارع الرئيسي وشارع المال (وول ستريت)"، حيث تعرّضت الشركات الصغيرة والمتوسطة والعاملون فيها إلى "الدمار" نتيجة السياسات التقييدية التي أغلقت المتاجر وأماكن العمل، بينما كان المستثمرون وكبار المضاربين في وول ستريت يحققون مكاسب كبيرة.

وأشار سايلور إلى أن طوق النجاة الوحيد الذي كان بحوزته هو 500 مليون دولار من احتياطات السيولة التي تملكها شركته مايكروستراتيجي، لكن مع اقتراب أسعار الفائدة من الصفر بسبب تدخل الاحتياطي الفيدرالي، لم يكن لهذا النقد أي عائد يُذكر.

وتابع قائلًا: "كانت البنوك المركزية تطبع المال وتدفع أسعار الفائدة نحو الأسفل."

مايكل سايلور (على اليمين) يتحدث عن دوافعه لشراء بيتكوين. المصدر: يوتيوب

فوضى طباعة الأموال

"عندما بدأ الإغلاق المرتبط بكوفيد، عمّت حالة من الذعر الشديد"، لكن "أكثر ما كان مروّعًا" في رأيه هو أن الأسواق المالية تعافت بحلول صيف 2020 لأن الاحتياطي الفيدرالي كان يضخ كميات هائلة من الأموال.

وقال: "شهدنا تضخّمًا مفرطًا في الأصول المالية"، وهو ما جعل مديري الاستثمارات والمضاربين في الأسهم يحققون ثروات طائلة.

وأضاف: "كنت أملك أصلًا [نقديًا] لم يعد يدرّ أي دخل [...] وكان عليّ أن أختار بين موت سريع أو موت بطيء، فقررت أنه قد حان وقت اتخاذ القرار والانحياز لطرف ما."

الحرب على العملة

قال سايلور بأسى: "لقد استغرقني الأمر 30 عامًا لأجمع هذا المال... فلماذا أفرّط في 30 عامًا من حياتي؟"

وتابع: "كنت أبحث عن حل. كنت أرغب في أن أكون من أولئك الذين يمتلكون الأصول، لكني لم أرغب في امتلاك ديون سيادية."

فكّر سايلور في الاستثمار بالعقارات، والأسهم، وحتى الأعمال الفنية النادرة، لكن العقارات والأسهم كانت قد ارتفعت أسعارها بشكل كبير بسبب سياسة الفائدة المنخفضة.

وقال: "كيف يمكنني العثور على 500 مليون دولار من لوحات بيكاسو ومونيه بأسعار مناسبة؟"

وأضاف: "كنت بحاجة إلى أصل سائل، قابل للاستبدال، يمكنه حفظ طاقتي الاقتصادية لفترة زمنية غير محدودة."

بداية استثمارات بيتكوين

قال سايلور: "كنت أشاهد العالم يحترق، بينما يزداد الأثرياء في وول ستريت ثراءً"، فقرر التواصل مع صديقه القديم، إريك وايس، مؤسس مجموعة "بلوكشين إنفستمنت غروب"، ليسأله عن بيتكوين والعملات المشفرة، والتي كان يعتقد في البداية أنها "عملة احتيالية" خلال سوق الدببة في 2018.

بدأ سايلور بدراسة العملات الرقمية من خلال مقاطع الفيديو والبودكاست والكتب، وخلص إلى أن الحل الأمثل يتمثل في "أداة لحفظ القيمة لا تخضع لسلطة دولة، وقد كانت الذهب سابقًا هي الأفضل في هذا المجال."

قامت مايكروستراتيجي بأول عملية شراء لبيتكوين في أغسطس 2020، حيث اشترت 21,454 وحدة من العملة مقابل 250 مليون دولار آنذاك.

واليوم، تُعد الشركة أكبر حامل مؤسسي لبيتكوين في العالم، إذ تمتلك 582,000 وحدة، بقيمة تقارب 63 مليار دولار، وفقًا لموقع Saylor Tracker.

محفظة شركة Strategy لعملة البيتكوين. المصدر: Saylor Tracker