قال كبير علماء الذكاء الاصطناعي في شركة Meta إن النماذج الحالية للذكاء الاصطناعي لا تمتلك السمات الجوهرية التي تُميز الذكاء البشري، مؤكدًا أن النموذج الجديد للشركة سيعالج هذا النقص.
وبحسب تقرير نشره موقع Business Insider في 26 مايو، فقد صرّح يان لوكون، كبير علماء الذكاء الاصطناعي في Meta، خلال قمة AI Action في باريس في وقت سابق من هذا العام، أن هناك "أربع خصائص أساسية للسلوك الذكي يمكن لكل كائن حي ذكي وخاصة البشر القيام بها."
وأوضح لوكون هذه الخصائص بقوله:
"فهم العالم الفيزيائي، امتلاك ذاكرة مستمرة، القدرة على الاستدلال، والقدرة على تخطيط الأفعال المعقدة، خصوصًا بشكل هرمي."
وأكد أن نماذج اللغة الكبيرة (LLMs) التي تقف خلف روبوتات الدردشة المنتشرة حاليًا لم تصل بعد إلى هذا المستوى من الذكاء، وأن "دمج هذه القدرات يتطلب تغييرًا جذريًا في طرق التدريب."
وأشار لوكون إلى أن عمالقة التكنولوجيا والذكاء الاصطناعي "يلصقون قدرات إضافية" فوق النماذج القائمة حاليًا، في سباق محموم للهيمنة على المجال.
يان لوكون يتحدث عن حدود ذكاء نماذج LLM. المصدر: Patrick Patterson/X
قال التقرير إن Meta بدأت بالفعل باختبار نظام يُعرف باسم "الإنتاج المعزز بالاسترجاع" (Retrieval Augmented Generation – RAG)، وهو أسلوب يُستخدم لتحسين مخرجات النماذج اللغوية عبر دمج مصادر معرفية خارجية.
وفي فبراير الماضي، أطلقت الشركة نموذج V-JEPA، وهو نموذج غير توليدي يعتمد على التعلّم من خلال التنبؤ بالأجزاء المفقودة أو المحجوبة من مقاطع الفيديو.
ورأى لوكون أن "النماذج القائمة على العالم الواقعي" ستكون أكثر فاعلية، إذ تُدرّب هذه النماذج على سيناريوهات واقعية وتمتلك قدرات إدراكية أعلى من نماذج تعتمد فقط على الأنماط الإحصائية.
وتعتمد هذه الفكرة على تطوير نماذج يمكنها تخيّل تنفيذ فعل معيّن، والتنبؤ بالحالة المستقبلية للعالم بعد هذا الفعل. وبما أن العالم مليء بالاحتمالات غير المتوقعة، يرى لوكون أن التدريب يجب أن يتم من خلال "التجريد" وهو أسلوب يُشبه الطريقة التي يدرك بها البشر العالم المادي.
نزيف مواهب في فريق Meta AI
في الوقت نفسه، تواجه Meta موجة فقدان كبيرة للمواهب ضمن فريق أبحاث الذكاء الاصطناعي، وبشكل خاص من بين الباحثين الذين ابتكروا النموذج الشهير Llama في عام 2023، وفقًا لـInsider.
فلم يتبقَ سوى ثلاثة فقط من أصل 14 مؤلفًا أصليًا للنموذج ضمن الشركة، فيما انضم العديد منهم إلى شركة ناشئة تُدعى Mistral، تتخذ من باريس مقرًا لها، ويقودها باحثون سابقون في Meta ومهندسون أساسيون في مشروع Llama.
كما أشار التقرير إلى أن النسخة الأحدث من النموذج، Llama 4، لم تلقَ استقبالًا حماسيًا من المطورين، الذين باتوا يفضّلون نماذج منافسة تتحرك بسرعة أكبر وتدمج أنظمة استدلال، مثل GPT-4o من OpenAI، وGemini 2.5 Pro من Google، وClaude 4 Sonnet من Anthropic.
وفي 15 مايو، أفادت صحيفة Wall Street Journal بأن Meta قررت تأجيل إطلاق النسخة الكاملة من نموذجها الرائد Llama 4 Behemoth.