تعاون عملاقا التكنولوجيا، ميتا ومايكروسوفت، لإطلاق النموذج اللغويّ مفتوح المصدر،"لاما 2" (Llama 2)، الذي سيظهر فيما بعد على نظام التشغيل "مايكروسوفت ويندوز" ومنصة الحوسبة السحابية "Azure".

أعلن الفريقان عن الشراكة في الثامن عشر من يوليو، حيث صرحا بأن لاما 2 أصبح متاحاً بشكلٍ مجاني للبحث والاستخدام التجاري، كما يتم العمل على تحسينه ليُصبح قابلاً للتشغيل أيضاً على نظام ويندوز.

وأكد الإعلان الشائعات التي انتشرت الأسبوع الماضي، والتي زعمت أن لاما 2 سيتم تخصيصه للشركات والباحثين، بهدف مساعدتهم على إنشاء التطبيقات وإضافتها إلى مجموعة تقنيات الذكاء الاصطناعي الخاصة بميتا.

ادعت ميتا أن لاما 2 تم تدريبه على كميةٍ أكبر - بنسبة (40%) - من مصادر البيانات المتاحة للجمهور عبر الإنترنت، ويمكنه معالجة ضعف حجم البيانات التي تمكن لاما 1 من معالجتها.

كما قالت الشركة إن لاما 2 يتفوق على العديد من نماذج اللغات الكبيرة مفتوحة المصدر (LLMs) المنافسة عندما يتعلق الأمر بالترميز والكفاءة والاستدلال، بالإضافة إلى الأداء في اختبارات المعرفة. ومع ذلك، اعترفت ميتا أن لاما ليس بنفس الكفاءة مقارنةً بمنافسيه، مثل GPT-4 الذي طورته OpenAI، وفقاً لإحدى أوراقها البحثية.

وفي منشورٍ نُشر على إنستجرام في الثامن عشر من يوليو، صرح الرئيس التنفيذي لشركة ميتا، مارك زوكربيرج، أن لاما 2 "يمنح الباحثين والشركات إمكانية الوصول إلى الجيل الجديد من نموذج اللغة الخاص بالشركة واستخدامه بهدف البناء والتطوير."

مارك زوكربيرج مع الرئيس التنفيذي لشركة مايكروسوفت، ساتيا ناديلا. المصدر: إنستجرام

صرحت ميتا بإنها "فوجئت" بالإقبال الكبير على لاما 1 بعد إطلاق نسختها المحدودة في فبراير، حيث تلقت أكثر من 100000 طلب للوصول إلى النموذج.

إلا أنه سُرعان ما تم تسريب النموذج عبر الإنترنت من قبل مستخدمٍ لموقع 4chan.

ومع ذلك، كانت الأرقام التي شهدها لاما 1 بعيدةً عن أرقام ChatGPT، التي وصلت إلى ما يُقدر بنحو 100 مليون مستخدم أو أكثر خلال الأشهر الثلاثة الأولى، وفقاً لتقرير رويترز الصادر في فبراير.

بموجب هذه الشراكة، ستُصبح مايكروسوفت داعمةً لبعض أكبر اللاعبين في مجال الذكاء الاصطناعي، حيث استثمرت الشركة 13 مليون دولارٍ تراكمي في OpenAI على مدار عام 2023، وفقًا لتقرير صادر عن مجلة فورتشن في يناير.

أما من الناحية الأخرى، فقد انتقد اثنان من أعضاء مجلس الشيوخ الأمريكي قرار ميتا بجعل نموذج لاما ذو مصدرٍ مفتوح، وادعيا أن الحماية "الدُنيا" التي تضمنتها النسخة الأولى من لاما قد فتحت الأبواب أمام المستخدمين الخبيثين للانخراط في "مهامٍ إجرامية".