يشير آخر بحوث توقُّعات التوظيف إلى أنَّ المهن ذات المهارات العالية تعدُّ أكثرَ عرضةً لخطر تقدُّم الذكاء الاصطناعي (AI)، إلَّا أنَّ التأثير المحتمَل على التوظيف لم يتَّضح بالكامل بعد.

أصدرت منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية (OECD) أحدثَ تقرير لها عن التوظيف، حيث تركِّز فيه على الطلب على العمالة، مشيرةً إلى النقص واسع النطاق بسبب التضخُّم المرتفع المستمر والسياسات المالية الناتجة عنه في جميع أنحاء العالم.

يستكشف أحدُ فصول البحث الرئيسة سببَ غياب علامة مهمة على تباطؤ الطلب على العمالة بسبب التقدُّم في مجال الذكاء الاصطناعي، حيث تُظهر مقاييس التعرُّض للذكاء الاصطناعي أنَّ الأدوات المتاحة أبدت أكبرَ قَدْرٍ من التقدُّم في المجالات التي تتطلَّب "مهاماً إدراكية غير روتينية، مثل ترتيب المعلومات وحفظها وسرعة إدراكها".

تفيد منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية بأنَّ تلك هي الصفات الرئيسة للمهن التي تتطلَّب تدريباً كبيراً أو تعليماً جامعياً.

كما أنَّ البحث يصنِّف "الوظائفَ عالية المهارة لذوي الياقات البيضاء" على أنَّها الأكثرُ تعرُّضاً لخطر الذكاء الاصطناعي، حيث يُدرج البحث محترفي الأعمال والمديرين والرؤساء التنفيذيين ومتخصِّصي العلوم والهندسة في فئة المهن الرئيسة المعرَّضة لخطر تطوُّر قدرات الذكاء الاصطناعي. في الوقت نفسه، يصنِّف البحث مساعدي إعداد الطعام وعمَّال الزراعة والغابات ومصايد الأسماك، إلى جانب عمال النظافة والمساعدين، من بين المهن الأقل تأثُّراً بتطور الذكاء الاصطناعي.

يُلقي البحث كذلك نظرةً متعمقة على أدلة تأثير الذكاء الاصطناعي على أسواق العمل، مشيراً إلى أنَّ التقدُّم في هذا المجال كان سريعاً، ما يُصعِّب تمييزَ مخرجاته عن تلك التي يُنتجها البشر.

يشير التقرير أيضاً إلى أنَّ التأثير الصافي للذكاء الاصطناعي غامضٌ حتى الآن، ففي حين أنَّ الذكاء الاصطناعي يحلُّ محلَّ بعض الوظائف، فإنَّه يمكن أيضاً أن يحفِّزَ الطلبَ على العمالة عبر زيادة الإنتاجية. يتمتَّع الذكاء الاصطناعي كذلك بالقدرة على استحداث مهام جديدة، ما يُنشئ جزئياً وظائفَ جديدة.

"سيحلُّ الذكاء الاصطناعي محلَّ العمال في وظائف معيَّنة، ولكنَّه سيستحدث أيضاً وظائفَ جديدة يتمتَّع فيها العمال البشريون بميزة تنافسية".

في الوقت نفسه، يصعب العثور على آثارٍ سلبية على التوظيف بسبب تقدُّم الذكاء الاصطناعي، حيث تستشهد منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية ببيانات تبيِّنُ أنَّ العمال ذوي المهارات العالية شهدوا مكاسب في التوظيف على مدى العقد الماضي مقارنةً بالعمال ذوي المهارات المنخفضة.

يشير الفصل أيضاً إلى أنَّ النتائج التي توصَّل إليها البحث حول التأثير على مستويات وظيفية محدَّدة تأتي قبل ظهور نماذج لغوية ضخمة مثل (ChatGPT)، مشيراً إلى أنَّ الذكاء الاصطناعي التوليدي يمكن أن يوسِّع نطاقَ المهام والوظائف التي يمكن أتمتَتُها.

مقالات ذات صلة: الصين تشدد قوانين إطلاق أدوات الذكاء الاصطناعي التوليدي: تقرير

كما ذكرت "كوينتيليغراف" (Cointelegraph) سابقاً، شهد قطاع الذكاء الاصطناعي طفرةً في عدد الباحثين عن عمل، حيث كان عدد عمليات البحث عن وظائف الذكاء الاصطناعي على "غوغل" أعلى بأربع مرَّات من عدد عمليات البحث عن وظائف العملات المشفرة خلال الموجة الصعودية في عام 2021.

مقالات ذات صلة: عمليات البحث عن وظائف الذكاء الاصطناعي تتجاوز البحث عن وظائف الكريبتو، وفقاً لبيانات Google Trends

Translated by Albayan Gherra
ترجمة البيان غره