انهار بنك سيلفرغيت الصديق للعملات المشفرة في نهاية المطاف هذا العام بسبب الاعتماد المفرط على ودائع العملات المشفرة المحفوفة بالمخاطر والمحسوبية التي أدت إلى إدارة غير فعالة، وفقاً لمفتشي الاحتياطي الفيدرالي في الولايات المتحدة.
في ملخص تنفيذي بتاريخ 27 سبتمبر لمراجعته لانهيار البنك، أشار مكتب المفتش العام التابع لمجلس الاحتياطي الفيدرالي إلى تغيير استراتيجية سيلفرغيت للتركيز على "العملاء المشاركين في أنشطة العملات المشفرة" في عام 2013.
"إنَّ تركيز سيلفرغيت على عملاء ودائع صناعة العملات المشفرة، والنمو السريع، ومخاطر التمويل متعددة الطبقات أدت إلى التصفية الطوعية للبنك".
تطوَّر (Silvergate) من مؤسَّسة غير معروفة في أوائل عام 2010، وتوسَّع بسرعة ليصبح البنك الأول لعملاء العملات المشفرة، حيث نما من مليار دولار في الودائع في عام 2017 إلى 16 مليار دولار بحلول عام 2021.
خلال هذه الفترة من النمو السريع، قال بنك الاحتياطي الفيدرالي إنَّ البنك نما ليصبح في الأساس مقرضاً في صناعة واحدة، حيث كانت الغالبية العظمى من ودائع عملائه غير مؤمَّنة ولا تحمل فوائد.

لو اتَّبعت المؤسسةُ اللوائحَ المصرفية الحالية بشكل صحيح، كان ينبغي عليها تقديم طلب جديد إلى بنك الاحتياطي الفيدرالي، لكنَّ المشرفين الحكوميين أخفقوا في الضغط عليها لوضع تدابير جديدة للحماية من المخاطر.
في حين أعرب بعضُ المشرفين الحكوميين عن مخاوفهم بشأن أنشطة البنك، قال بنك الاحتياطي الفيدرالي إنَّه كان ينبغي تصعيدُه هذه المخاوف عبر "إجراء إشرافي أقوى وأسبق وأكثر حسماً".
أصبح اعتماد سيلفرغيت المفرط على العملات المشفرة واضحاً بعد انهيار بورصة العملات المشفرة FTX المتوقِّفة الآن في نوفمبر 2022، مع تدفق عشرات المليارات من الدولارات خارج القطاع في الأشهر التالية.
مقالات ذات صلة: دعوى جماعية ضد بينانس بسبب الضرر المزعوم الذي لحق ببورصة FTX قبل انهيارها
لم تقتصر أخطاء سيلفرغيت المزعومة على العملات المشفرة فقط. إذ ادَّعى المحققون أنَّ المحسوبية التي ابتليت بها الإدارة العليا للبنوك أدت إلى هيكل مؤسَّسي غير كفء وغير فعال أخفق في معالجة العديد من المخاطر الموجودة في ذلك الوقت.
"علاوة على ذلك، فإنَّ المحسوبية، التي تتجلَّى في العلاقات الأسرية العديدة بين أعضاء فريق القيادة العليا للبنك، قوَّضت فعالية وظيفة إدارة المخاطر في البنك".
واختتم التقرير بالقول: "كان مجلس إدارة سيلفرغيت وإدارته العليا غير فعَّالين، ولم تواكب قدراتُ حوكمة الشركات وإدارةُ المخاطر في البنك النموَّ السريعَ للبنك وتعقيدَه المتزايد وتطورَ ملف المخاطر".
انتهى البنك طواعية في مارس 2023، ما يعني أنه لم يُخفق من الناحية التقنية، أي أنَّ الحكومة لم تكن مضطرة للتدخل وإجباره على سداد المودعين.
مقالات ذات صلة: رئيس البنك المركزي البرتغالي يرى العملات المشفرة غير مستدامة، ويدعو إلى تنظيم عالمي
Translated by Albayan Gherra
ترجمة البيان غره