قال غريغ تشيبولارو، رئيس الأبحاث العالمي في NYDIG، إن على صناعة العملات الرقمية التوقف عن استخدام مؤشر mNAV اختصار (Market-to-Net Asset Value) الشائع، لأنه غير دقيق ويُضلل المستثمرين.
وكتب تشيبولارو في مذكرة يوم الجمعة:
"تعريف الصناعة لـ mNAV يجب أن يُحذف ويُنسى. ‘القيمة السوقية إلى قيمة البيتكوين/الأصول الرقمية’، التعريف الأصلي لـ mNAV، ليس مؤشرًا مفيدًا لأي شيء."
وأوضح أن mNAV لا يأخذ في الاعتبار الشركات الخازنة (Treasury companies) التي لديها أعمال أخرى إلى جانب شراء واحتفاظ كميات كبيرة من العملات الرقمية، كما أنه لا يمثل بدقة الديون القابلة للتحويل الخاصة بالشركات.
يُستخدم mNAV من قبل المتداولين والمستثمرين، ويُعرف أحيانًا بمضاعف صافي قيمة الأصول، لتقييم الشركات وتحديد توقيت شراء أو بيع أسهمها من خلال مقارنة قيمة حيازاتها من العملات الرقمية مع القيمة السوقية.
الشركات التي تمتلك أصولًا رقمية تفوق قيمتها السوقية تُعتبر متداولة بخصم، بينما الشركات التي تتجاوز قيمتها السوقية حجم أصولها الرقمية تُعتبر متداولة بعلاوة.
مؤشر "مُضلل" للمستثمرين
قال تشيبولارو: "في أحسن الأحوال، هو مضلل؛ وفي أسوئها، غير نزيه." وأضاف أن السبب يعود إلى نقطتين أساسيتين: أولًا، أن mNAV "لا يُعطي أي اعتبار" للشركات التي لديها عمليات وأصول خارج قطاع العملات الرقمية، مثل مبيعات البرمجيات لدى شركة Strategy.
وأشار إلى أن ما يهم حقًا هو NAV (صافي قيمة الأصول) في سباق زيادة الأصول الرقمية/السهم، وليس القيمة السوقية أو حتى قيمة المشروع.
كما أكد أنه إذا تمكنت شركة خزانة عملات رقمية من توليد عائد، وهو مؤشر رئيسي آخر للمستثمرين، فإنها يمكن أن تُصدر أسهماً بعلاوة على صافي قيمة الأصول الخاصة بها.
الديون غير محسوبة في mNAV
وأوضح تشيبولارو أن سببًا آخر للتوقف عن استخدام mNAV هو أن المؤشر يعتمد على "عدد الأسهم المفترض القائمة"، وهو ما غالبًا يشمل الديون القابلة للتحويل مثل القروض التي لم يتم تحويلها بعد.
وكتب: "عندما تفحص الجزء الخاص بالديون القابلة للتحويل، تنهار الحسابات."
وأضاف: "اعتبار الديون القابلة للتحويل كأنها أسهم بشكل تلقائي ليس صحيحًا من منظور محاسبي أو اقتصادي."
وأكد أن حاملي الديون القابلة للتحويل "سيطالبون بالنقد وليس بالأسهم" مقابل ديونهم، وهو ما يُعتبر "التزامًا أكثر ثقلًا" على شركات الخزائن الرقمية من مجرد إصدار الأسهم، واصفًا الديون القابلة للتحويل بأنها "استغلال للتقلبات" يجعل هذه الشركات "مُحفزة لتعظيم تقلبات أسهمها."
صعوبة التنبؤ بصفقة اندماج Strive وSemler
جاءت مذكرة تشيبولارو بعد إعلان شركة Strive استحواذها على Semler Scientific يوم الإثنين، في أول عملية استحواذ بين شركتين تعملان كخزائن أصول رقمية.
وبموجب الصفقة، يحصل مساهمو Semler على 21.05 سهمًا من Strive مقابل كل سهم من Semler، بينما يحصل مساهمو Strive على "زيادة في صافي قيمة الأصول/السهم أشبه بـ ‘عائد’ فعلي"، بحسب وصفه.
وأوضح أن الصفقة "مُجدية للطرفين بعد بعض الترتيبات"، حيث يحصل مساهمو Semler على تقييم أعلى من صافي قيمة الأصول للسهم الواحد لكل من السهم الحالي وللشركة الجديدة الناتجة عن الاندماج.
وكانت صافي قيمة أصول سهم Strive تبلغ 1.14 دولار يوم الجمعة، بينما من المرجح أن تبلغ صافي قيمة أصول السهم للشركة المندمجة حوالي 1.32 دولار.
وختم تشيبولارو بالقول: "أما بالنسبة للمكان الذي سيتداول فيه هذا السهم في النهاية، فهذا أصعب في التنبؤ. سيعتمد الأمر على الخصم أو العلاوة التي يضعها المستثمرون على صافي قيمة الأصول."